أكد الرئيس التنفيذي لشركة BAE Systems SDT الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، أن قطاع التدريب والتطوير هو حلقة الوصل التي توائم بين مخرجات التعليم واحتياج سوق العمل. وأوضح في حواره لـ«عكاظ» أن منصب الرئيس التنفيذي لا بدَّ أن يتصف بقدرته على القيادة والنظرة الاستراتيجية، لافتا إلى وجود نماذج عالمية ومحلية لرؤساء تنفيذيين يديرون شركات ومنظمات ناجحة جدا، منوهاً إلى أنه من المهم جداً لنجاح أي رئيس تنفيذي هو إدراكه بأنه ليس قائداً فحسب، بل سفير للمنظمة التي يرأسها. وقال: «دور القائد يتركز على صناعة القرار والقيادة، أما الإدارات العليا فتكون متخصصة في مجالاتها، ومن المهم أيضا أن يمتلك فريق الإدارة العليا روح القيادة والنزاهة، فنجاح الرئيس التنفيذي لا يكون بإدارة عليا توافقه على كل آرائه وتوجهاته».. وإلى تفاصيل الحوار:
• حدثنا عن سلسلة تدرجكم في المجال المهني، حتى وصلت إلى هذا المنصب، وحصولكم على جائزة «عكاظ» لأفضل الرؤساء التنفيذيين؟
•• يطيب لي في البداية أن أشكر صحيفة «عكاظ»، وأمانة الجائزة على التكريم الذي لم يكن ليتحقق لولا الدعم والمساندة المستمرين من قبل مجلس الإدارة وكفاءة فريق العمل لدينا بسعيهم الدؤوب لتحقيق الأهداف والخطط الاستراتيجية، رغم كل التحديات.
أما السيرة الشخصية، فبعد حصولي على الدكتوراه في مجال إدارة الأعمال من جامعة سري من المملكة المتحدة، بدأت مسيرتي المهنية في شركة بي اي ايه سيستمز ككبير الإداريين، ومن ثم مديراً لإدارة الاستراتيجية وتطوير الأعمال، ثم ترقيت إلى نائب رئيس للاستراتيجية وتطوير الأعمال، ومن ثم رئيساً تنفيذياً لشركة بي اي ايه سيستمز السعودية للتدريب والتطوير، حتى تم مؤخراً تعييني رئيساً تنفيذياً لشركة أو إم سي القابضة بالإضافة إلى عملي الحالي.
• ما التحديات التي واجهتها، وكيف استطعتم التغلب عليها وتمكنتم من مواصلة تحقيق النجاح في الشركة أخيراً؟
•• كما تعلمون أن «بي اي ايه سيستمز السعودية للتدريب والتطوير» تقدم برامج تدريب متخصصة في صيانة الطائرات، وهذا المجال به تحديات، وبالتأكيد فإن قيادة منظومة مثل بي اي ايه سيستمز السعودية للتدريب والتطوير تضم أكثر من 4000 موظف في مناطق مختلفة من المملكة وتوفير الخدمات المشتركة لهم، بالإضافة إلى عدة شركات أخرى وتوفير الكفاءات البشرية عالية التدريب للأمور الإدارية يشكل تحدياً كبيراً، وحجم العمليات والعمل ضخم جداً، لذلك فإن التركيز على الأهداف الاستراتيجية وإعطاءها الأولوية دون الإخلال بالجوانب الإدارية يشكل تحدياً كبيراً قد يقع فيه كثير من القادة، ولكن تجاوز هذا التحدي يكون عبر تمكين القيادات الإدارية عالية الكفاءة ودعمها المستمر والمحافظة عليها، وهذا ما جعلنا نحقق تميزنا التشغيلي.
ومن التحديات أيضا جائحة كورونا حيث توقف الطيران حول العالم وتأثر القطاع الذي نعمل فيه، ولكن نجحنا بمرونتنا من الاستجابة مع المرحلة، وتطبيق وسائل تعليم عن بعد، إضافة إلى التواصل المكثف مع الموظفين والمتدربين والاستماع إلى همومهم والتجاوب معهم، وخرجنا من الجائحة أكثر خبرة دون الحاجة لقرارات مؤلمة كتقليص عدد الموظفين، بل سارت العمليات كما ينبغي.
نماذج محلية وعالمية
• هل ترى أن التخصص في القطاع مطلب لتحقيق النجاح للرئيس التنفيذي، أم بإمكان أي رئيس تنفيذي مواصلة النجاح في قطاعات أخرى؟
•• الرئيس التنفيذي لا بد أن يتصف بقدرته على القيادة والنظرة الاستراتيجية، ولدينا نماذج عالمية ومحلية لرؤساء تنفيذيين يديرون شركات ومنظمات ناجحة جدا، لكنها تختلف في نشاطها عن تخصصاتهم الأكاديمية، ومن المهم جداً لنجاح أي رئيس تنفيذي هو أن يدرك تماماً بأنه ليس قائداً فحسب، بل سفير للمنظمة التي يرأسها، وأقصد بذلك أن سمعته الشخصية وما يفعله سيظل مهماً دائماً ومؤثراً على المنظمة وصورتها بل وآدائها داخلياً وخارجياً، وكما يقول المثل «انصح الناس بفعلك، ولا تنصحهم بقولك».
• هل نجاح الرئيس التنفيذي يتطلب معه إدارة عليا متوائمة، أم يمكن النجاح بأي فريق عمل؟
•• كما أشرت سابقاً؛ فإن دور القائد يتركز على صناعة القرار والقيادة، أما الإدارات العليا فتكون متخصصة في مجالاتها ويعمل موظفوها في تخصصاتهم، ولكن يتوجب على الرئيس التنفيذي معرفة بعض المعلومات عن كل شيء، ومن المهم أيضاً أن يمتلك فريق الإدارة العليا روح القيادة والنزاهة، فنجاح الرئيس التنفيذي لا يكون بإدارة عليا توافقه على كل آرائه وتوجهاته، بل من المهم جداً تنوع الآراء ووجود نقاشات شفافة وجريئة تضع مصلحة العمل فوق كل اعتبار.
• هل ترى أن قطاع التطوير والتدريب بحاجة إلى الاهتمام بشكل أكبر من الجهات المختصة لتكون المخرجات أكثر تخصصاً؟
•• التدريب والتطوير هما حلقة الوصل التي توائم بين مخرجات التعليم واحتياج سوق العمل، والجهات المختصة الآن بدأت تستشعر هذه الحاجة، خصوصاً بعد إطلاق رؤية المملكة 2030 التي تستهدف توجيه 40% من خريجي المرحلة الثانوية إلى الوظائف الفنية والمهنية لتحقيق أهداف الرؤية في المجال الصناعي. وقد وقعنا عدداً من الاتفاقيات مع جهات حكومية تهدف إلى تعزيز مجالات التعاون بين الطرفين وتبادل الخبرات، وأيضا صناعة مبادرات وبرامج مشتركة لتخريج كوادر وطنية في تخصصات نوعية تلائم احتياج سوق العمل، وتشمل الاتفاقية الدراسات والخدمات الاستشارية، كما أن أمامنا الكثير من الفرص مع هذا التحول، ونحتاج دوماً إلى التأكد بأنها الفرص الصحيحة لمستقبل الشركة ونموها وتقوية أعمالها في السوق.
• هل ترى نجاحكم في رئاسة أعمال الشركة، يأتي بسبب المكتسب العلمي؟ أم بالخبرات المتواصلة في العمل المهني؟
•• التعليم والخبرة مكملان لبعضهما البعض، فالتعليم مهم جداً للتأسيس على المعرفة الصحيحة ويوفر الوقت والمخاطر على الشركات والمنظمات من استقطاب أشخاص غير مدربين، أما الخبرة فهي ميدان العمل الذي نبني فيه المهارات التي قد لا توفرها لنا البيئات التعليمية؛ مثل حل المشكلات وتحمل المسؤولية واتخاذ القرار في الأوقات الصعبة.
استقطاب متخصصين بالقطاع
• يعد ملف التوطين من أكبر التحديات، خصوصاً في ظل استقطاب المتخصصين في هذا القطاع، كيف تعاملتم مع هذا الملف ؟
•• بالتأكيد إن توطين قطاع مهم مثل التدريب الفني لصيانة الطائرات يعتبر تحدياً لقلة الكفاءات في سوق العمل في المملكة، لذلك وضعنا خطة لتوطين الكفاءات من خلال استقطاب مدربين وقيادات من المملكة المتحدة لتدريب الشباب السعودي، وتم وضع خطط عمل مرتبطة بفترات زمنية ومؤشرات أداء لسعودة هذه المواقع الإدارية، وقد وصلنا إلى نسبة 81% من التوطين، وسنرفع هذه النسبة.
• هل هناك تجارب حصلتم عليها بالخارج وتم نقلها إلى السعودية، حدثنا عن ذلك؟
•• الخبرة الخارجية جعلتنا بالتأكيد نطبق معايير دولية في السوق المحلي، وأصبحت اليوم BEA Systems SDT لديها تراخيص ومعايير عالمية مثل EASA وCity Guild وغيرها، وساهم ذلك في نجاح مفاوضاتنا مع شركائنا حول العالم في توطين الكثير من القدرات، إضافة إلى تبنينا أحدث المناهج العالمية في مجال صيانة الطائرات ومواكبتنا المستمرة لمتطلبات سوق العمل الحالية والمستقبلية.
• مستقبلاً، هل تفكرون في الانتقال إلى قطاع آخر إذا حانت الفرصة، وما القطاع الأبرز من وجهة نظركم؟
•• تركيزنا -حالياً- منصب على توفير الكفاءات المدربة والتدريب الفني في مجال الطيران والبحرية، ولكن لدينا أهداف مستقبلية بدأنا العمل عليها، ومن أهمها تدريب الطيارين عبر أجهزة المحاكاة، وتوفير خدمات مشتركة لعدد من الشركات، وسيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.
• حدثنا عن سلسلة تدرجكم في المجال المهني، حتى وصلت إلى هذا المنصب، وحصولكم على جائزة «عكاظ» لأفضل الرؤساء التنفيذيين؟
•• يطيب لي في البداية أن أشكر صحيفة «عكاظ»، وأمانة الجائزة على التكريم الذي لم يكن ليتحقق لولا الدعم والمساندة المستمرين من قبل مجلس الإدارة وكفاءة فريق العمل لدينا بسعيهم الدؤوب لتحقيق الأهداف والخطط الاستراتيجية، رغم كل التحديات.
أما السيرة الشخصية، فبعد حصولي على الدكتوراه في مجال إدارة الأعمال من جامعة سري من المملكة المتحدة، بدأت مسيرتي المهنية في شركة بي اي ايه سيستمز ككبير الإداريين، ومن ثم مديراً لإدارة الاستراتيجية وتطوير الأعمال، ثم ترقيت إلى نائب رئيس للاستراتيجية وتطوير الأعمال، ومن ثم رئيساً تنفيذياً لشركة بي اي ايه سيستمز السعودية للتدريب والتطوير، حتى تم مؤخراً تعييني رئيساً تنفيذياً لشركة أو إم سي القابضة بالإضافة إلى عملي الحالي.
• ما التحديات التي واجهتها، وكيف استطعتم التغلب عليها وتمكنتم من مواصلة تحقيق النجاح في الشركة أخيراً؟
•• كما تعلمون أن «بي اي ايه سيستمز السعودية للتدريب والتطوير» تقدم برامج تدريب متخصصة في صيانة الطائرات، وهذا المجال به تحديات، وبالتأكيد فإن قيادة منظومة مثل بي اي ايه سيستمز السعودية للتدريب والتطوير تضم أكثر من 4000 موظف في مناطق مختلفة من المملكة وتوفير الخدمات المشتركة لهم، بالإضافة إلى عدة شركات أخرى وتوفير الكفاءات البشرية عالية التدريب للأمور الإدارية يشكل تحدياً كبيراً، وحجم العمليات والعمل ضخم جداً، لذلك فإن التركيز على الأهداف الاستراتيجية وإعطاءها الأولوية دون الإخلال بالجوانب الإدارية يشكل تحدياً كبيراً قد يقع فيه كثير من القادة، ولكن تجاوز هذا التحدي يكون عبر تمكين القيادات الإدارية عالية الكفاءة ودعمها المستمر والمحافظة عليها، وهذا ما جعلنا نحقق تميزنا التشغيلي.
ومن التحديات أيضا جائحة كورونا حيث توقف الطيران حول العالم وتأثر القطاع الذي نعمل فيه، ولكن نجحنا بمرونتنا من الاستجابة مع المرحلة، وتطبيق وسائل تعليم عن بعد، إضافة إلى التواصل المكثف مع الموظفين والمتدربين والاستماع إلى همومهم والتجاوب معهم، وخرجنا من الجائحة أكثر خبرة دون الحاجة لقرارات مؤلمة كتقليص عدد الموظفين، بل سارت العمليات كما ينبغي.
نماذج محلية وعالمية
• هل ترى أن التخصص في القطاع مطلب لتحقيق النجاح للرئيس التنفيذي، أم بإمكان أي رئيس تنفيذي مواصلة النجاح في قطاعات أخرى؟
•• الرئيس التنفيذي لا بد أن يتصف بقدرته على القيادة والنظرة الاستراتيجية، ولدينا نماذج عالمية ومحلية لرؤساء تنفيذيين يديرون شركات ومنظمات ناجحة جدا، لكنها تختلف في نشاطها عن تخصصاتهم الأكاديمية، ومن المهم جداً لنجاح أي رئيس تنفيذي هو أن يدرك تماماً بأنه ليس قائداً فحسب، بل سفير للمنظمة التي يرأسها، وأقصد بذلك أن سمعته الشخصية وما يفعله سيظل مهماً دائماً ومؤثراً على المنظمة وصورتها بل وآدائها داخلياً وخارجياً، وكما يقول المثل «انصح الناس بفعلك، ولا تنصحهم بقولك».
• هل نجاح الرئيس التنفيذي يتطلب معه إدارة عليا متوائمة، أم يمكن النجاح بأي فريق عمل؟
•• كما أشرت سابقاً؛ فإن دور القائد يتركز على صناعة القرار والقيادة، أما الإدارات العليا فتكون متخصصة في مجالاتها ويعمل موظفوها في تخصصاتهم، ولكن يتوجب على الرئيس التنفيذي معرفة بعض المعلومات عن كل شيء، ومن المهم أيضاً أن يمتلك فريق الإدارة العليا روح القيادة والنزاهة، فنجاح الرئيس التنفيذي لا يكون بإدارة عليا توافقه على كل آرائه وتوجهاته، بل من المهم جداً تنوع الآراء ووجود نقاشات شفافة وجريئة تضع مصلحة العمل فوق كل اعتبار.
• هل ترى أن قطاع التطوير والتدريب بحاجة إلى الاهتمام بشكل أكبر من الجهات المختصة لتكون المخرجات أكثر تخصصاً؟
•• التدريب والتطوير هما حلقة الوصل التي توائم بين مخرجات التعليم واحتياج سوق العمل، والجهات المختصة الآن بدأت تستشعر هذه الحاجة، خصوصاً بعد إطلاق رؤية المملكة 2030 التي تستهدف توجيه 40% من خريجي المرحلة الثانوية إلى الوظائف الفنية والمهنية لتحقيق أهداف الرؤية في المجال الصناعي. وقد وقعنا عدداً من الاتفاقيات مع جهات حكومية تهدف إلى تعزيز مجالات التعاون بين الطرفين وتبادل الخبرات، وأيضا صناعة مبادرات وبرامج مشتركة لتخريج كوادر وطنية في تخصصات نوعية تلائم احتياج سوق العمل، وتشمل الاتفاقية الدراسات والخدمات الاستشارية، كما أن أمامنا الكثير من الفرص مع هذا التحول، ونحتاج دوماً إلى التأكد بأنها الفرص الصحيحة لمستقبل الشركة ونموها وتقوية أعمالها في السوق.
• هل ترى نجاحكم في رئاسة أعمال الشركة، يأتي بسبب المكتسب العلمي؟ أم بالخبرات المتواصلة في العمل المهني؟
•• التعليم والخبرة مكملان لبعضهما البعض، فالتعليم مهم جداً للتأسيس على المعرفة الصحيحة ويوفر الوقت والمخاطر على الشركات والمنظمات من استقطاب أشخاص غير مدربين، أما الخبرة فهي ميدان العمل الذي نبني فيه المهارات التي قد لا توفرها لنا البيئات التعليمية؛ مثل حل المشكلات وتحمل المسؤولية واتخاذ القرار في الأوقات الصعبة.
استقطاب متخصصين بالقطاع
• يعد ملف التوطين من أكبر التحديات، خصوصاً في ظل استقطاب المتخصصين في هذا القطاع، كيف تعاملتم مع هذا الملف ؟
•• بالتأكيد إن توطين قطاع مهم مثل التدريب الفني لصيانة الطائرات يعتبر تحدياً لقلة الكفاءات في سوق العمل في المملكة، لذلك وضعنا خطة لتوطين الكفاءات من خلال استقطاب مدربين وقيادات من المملكة المتحدة لتدريب الشباب السعودي، وتم وضع خطط عمل مرتبطة بفترات زمنية ومؤشرات أداء لسعودة هذه المواقع الإدارية، وقد وصلنا إلى نسبة 81% من التوطين، وسنرفع هذه النسبة.
• هل هناك تجارب حصلتم عليها بالخارج وتم نقلها إلى السعودية، حدثنا عن ذلك؟
•• الخبرة الخارجية جعلتنا بالتأكيد نطبق معايير دولية في السوق المحلي، وأصبحت اليوم BEA Systems SDT لديها تراخيص ومعايير عالمية مثل EASA وCity Guild وغيرها، وساهم ذلك في نجاح مفاوضاتنا مع شركائنا حول العالم في توطين الكثير من القدرات، إضافة إلى تبنينا أحدث المناهج العالمية في مجال صيانة الطائرات ومواكبتنا المستمرة لمتطلبات سوق العمل الحالية والمستقبلية.
• مستقبلاً، هل تفكرون في الانتقال إلى قطاع آخر إذا حانت الفرصة، وما القطاع الأبرز من وجهة نظركم؟
•• تركيزنا -حالياً- منصب على توفير الكفاءات المدربة والتدريب الفني في مجال الطيران والبحرية، ولكن لدينا أهداف مستقبلية بدأنا العمل عليها، ومن أهمها تدريب الطيارين عبر أجهزة المحاكاة، وتوفير خدمات مشتركة لعدد من الشركات، وسيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.