10 سنوات متتالية فشل فيها ممثل ولاية أريزونا الصحراوية في الوصول لأدوار خروج المغلوب «البلاي أوفس». جفاف تعيشه الولاية المتعطشة لقطرة فرح، منذ أيام عراب الكرة الهجومية دي أنتوني، ومحركه الرئيسي ستيف ناش.
10 سنوات حالياً هي ثاني أكثر مدة دون الوصول لأدوار خروج المغلوب بعد ساكرامنتو الذي يعاني جفاف 14 موسما قابلة للزيادة. فشل يليه فشل، وطموحات تعلو سرعان ما تسقط في فوهة يصعب الخروج منها.
الحظ كان شرارة البداية حينما سقط ديفين بوكر للاختيار الثالث عشر في درافت عام 2015.. 12 اسماً اختيرت قبله لم يحقق النجومية منهم إلا 3.
شكلت السنين الأولى لديفن بوكر مساحة كافية ليتعلم ويكون لاعبا خياره الأول والثاني والثالث التسجيل والتسجيل فقط، لدرجة تسجيله 70 نقطة لا تنسى أمام بوسطن سيلتكس. وخلال تطوره ونجاحه استمر فينيكس في الفشل رغم حصولهم على البطاقة الأولى في الدرافت وقيامهم بعدة صفقات لمحاولة فك العقدة والوصول مرة أخرى لأدوار خروج المغلوب.
• نقطة التحول
توقف الدوري كغيره، وتوقفت معه متعة الحياة لعشاق كرة السلة الأمريكية والرياضة بشكل عام بسبب الجائحة. فترة توقف صعبة على الجميع اقتصاديا واجتماعيا، ولكن ليست على فينيكس. عاد الدوري بعد توقف أشهر باحترازات كبيرة ولعبوا في ديزني لاند في محمية مغلقة تماما عن العالم الخارجي. وهنا كانت نقطة التحول لفينيكس. لعب دون ضغوط بدون جمهور خارج الأرض، وأخيراً ديفين بوكر يثبت أن أرقامه المبهرة يمكن ترجمتها لانتصارات وهذا ما أقنع كريس بول قبل كل شيء بمشروع فينيكس. كريس بول في هذه المرحلة العمرية لا يبحث إلا عن الفوز ولا يطمح إلا لإثبات أكثر ما اشتهر به؛ التأثير الإيجابي أينما ذهب.
8 مباريات لعبها الفريق انتصر فيها جميعها وكان على بعد خطوة من التأهل أخيراً، ولكن مستوياتهم السيئة بداية الموسم كان لها التأثير الأكبر. ذلك زرعك وهذا حصادك.
• عقلية كريس بول
جيمس جونز أراد النجاح. كان دائماً في فريق يخرج منتصراً كلاعب مع ليبرون غالباً. وحينما استلم زمام الأمور كإداري حاول زرع هذه العقلية. جلب روبيو وأوبري ثم بعد 8 انتصارات متتالية أنهى فيها الموسم بأفضل ما يمكن قام بصفقة تبادل روبيو وأوبري مقابل كريس بول. تغيير يعتبر متهورا لتشكيلة تنهي الموسم بـ 8 انتصارات متتالية.
من المعروف للجميع من هو كريس بول، رغم فشله في تحقيق بطولة ولكنه ينجح دائما في تحسين فريقه. قائد في أرض الملعب وخارجه، يرشحه جميع اللاعبين والمدربين والإداريين ليكون مدربا بعد اعتزاله. وهذا ما أثبته سابقا وما زال يعزز الفكرة رغم وصوله سن 36 عاما. هذا الموسم كريس بول وبوكر وايتون ومدرب الفريق مونتي وليامز حققوا المفاجأة. فوز وحيد فقط يفصلهم عن الصدارة.
• أسباب النجاح
أعتقد أن أسباب النجاح بدون ترتيب هي كالتالي: كلها أسباب اجتمعت ليكون فينيكس ثاني أفضل فريق في الدوري هذا الموسم حسب سجل الفوز و الخسارة رغم تفاوت أهميتها إلا أنها كلها مهمة ومن دون إحداها لن يتحقق النجاح نفسه.
1- خبرة وتأثير كريس بول.
2- نضج بوكر واتجاه وعيه للفوز أكثر من الأرقام.
3- صفقات ناجحة للمدير الرياضي جيمس جونز.
4- المدرب القدير مونتي وليمز دفاعيا وهجوميا حيث إن فينيكس ثامن أفضل فريق هجومياً والسادس دفاعياً.
5- ابتعاد الإصابات عن الفريق. لعب أهم لاعبيه 95٪ من مجموع مباريات الموسم إلى الآن.
6- وجود عناصر متنوعة تكمل بعضها دفاعيا وهجومياً (ايتون، كراودر، ساريتش، بريدجز، كاميرون جونسون).
• أهداف الفريق هذا الموسم
هدف الفريق ليس البطولة رغم أنهم لم يحققوها أبداً في تاريخهم، ولكن الهدف الأهم كسر عقدة عدم الوصول لأدوار خروج المغلوب 10 سنوات متتالية. ثم بعد ذلك لكل حادث حديث مستقبلاً.