كأس العالم 1998 / فرنسا
البطل: فرنسا – الوصيف: البرازيل – الثالث: كرواتيا - الرابع: هولندا
الهداف: الكرواتي/ دافور سوكر (6) أهداف
مونديال القرن مونديال المتعة والنسخة الأخيرة من تاريخ المونديال في القرن الماضي، كأنه كان يجب على فرنسا أن تستضيف هذا الحدث في تلك النسخة وذلك العام بعد (60) عاماً من الضيافة الأولى زمن جول ريميه، وشارك منتخبها المستضيف بمجموعة من اللاعبين من أصول غير فرنسية.
وصل عدد المنتخبات في مونديال القرن إلى (32) منتخباً لأول مرة، وقرر الاتحاد الدولي تعديل قوانينه بطرد اللاعب الذي يعيق من الخلف تفادياً للإصابات القوية، وارتفع عدد المشاركين العرب لثلاثة منتخبات؛ السعودية وتونس للمرة الثانية، والمغرب للمرة الثالثة.
سجل البرازيلي سيزار سامبايو أسرع هدف في مباريات الافتتاح في الدقيقة الرابعة في شباك أسكوتلندا، في المقابل سجل المغربي يوسف شيبو في مرماه في لقاء النرويج ليكون أول لاعب عربي يسجل هدفاً عكسياً في شباك بلاده، ولكن المغرب حققت في هذه النسخة أكبر فوز عربي في تاريخ المونديال بفوزها على أسكوتلندا (3/0)، ويبدو أن حيلة جديدة قد حدثت في المونديال هذه المرة بين البرازيل والنرويج والنتيجة كالعادة خروج العرب.
كان يكفي المغرب للتأهل فوز البرازيل أو حتى تعادلها مع النرويج لكنها خسرت (1/2) رغم تقدمها بهدف حتى قبل نهاية اللقاء بثماني دقائق فقط، وكسرت كذلك الرقم القياسي الدولي للبرازيل بعدم الخسارة (45) مباراة توالياً.
قاد إيطاليا المدرب تشيزاري مالديني وقاد ابنه باولو مالديني المنتخب وتصدرت إيطاليا مجموعتها بثبات وثقة، بينما كان البرازيلي الشهير كارلوس البرتو مدرب المنتخب السعودي أول مدرب في العالم يقود (4) منتخبات في تاريخ المونديال؛ الكويت والإمارات والبرازيل والسعودية توالياً من عام 1982.
قبل ثلث ساعة فقط من نهاية لقاء السعودية والدانمارك تمكنت الأخيرة من التفوق، وفي أول ثلث ساعة من مباراة السعودية وفرنسا تعرض محمد الخليوي للطرد فخسرت السعودية برباعية قاسية.
أقيل كارلوس ألبرتو وتمت الاستعانة بالمدرب الوطني محمد الخراشي الذي أنهى المهمة بتعادل إيجابي مع جنوب أفريقيا وجاءت الأهداف السعودية جميعها من ركلات جزاء عبر المتعهد سامي الجابر ثم يوسف الثنيان.
وأصبح سامي الجابر أول لاعب عربي يسجل في أكثر من نسخة في تاريخ بطولات كأس العالم وإن كانت جميعها من نقطة الجزاء.
جمعت هذه النسخة المواجهة السياسية المرتقبة بين إيران وأمريكا وتفوقت الأولى (2/1) وخرجت المباراة نظيفة وبكل روح رياضية وخرج المنتخبان كذلك من دور المجموعات.
مجموعة الأرجنتين شهدت مفارقة تاريخية هي الأولى وربما الأخيرة من نوعها حيث ضمت لجانبها (3) منتخبات تشارك لأول مرة وهي كرواتيا واليابان وجامايكا والأخيرة كانت الدولة الأصغر مساحة في المونديال بل الأصغر تاريخياً بعد أن كسرت رقم الكويت.
أبرز ما يمكن ذكره في الدور ثمن النهائي هو أول هدف ذهبي سجل في تاريخ النهائيات العالمية وسجله المدافع الفرنسي لوران بلان في شباك الحارس التاريخي تشيلافيرت حارس الباراغواي في مباراة قادها الحكم الإماراتي علي بوجسيم، ومواجهة الأرجنتين وإنجلترا العدوين اللدودين وبعد ما حصل من شتائم في لقاء 1966، وما حصل من خطأ تحكيمي كارثي 1986، كانت هذه المباراة أشبه بقنبلة موقوتة يبدو أنها سقطت على رأس ديفيد بيكهام الذي حمّله الإنجليز الخروج من المونديال، بعد ارتكابه حماقة ضد سيميوني كلفته الطرد لتخرج إنجلترا لاحقاً بركلات الترجيح.
الدور ربع النهائي شهد خروج إيطاليا والدانمارك وألمانيا والأرجنتين.
إيطاليا وصيفة العالم 1994 تغادر عبر ركلات الترجيح من فرنسا المستضيفة لتواصل ركلات الترجيح لعنتها ضد إيطاليا أعوام 1990 و1994 و1998، الدانمارك خرجت بصعوبة من البرازيل (2/3)، الأرجنتين بطلة العام 1986 والوصيفة 1990 خرجت على يد هولندا في واحدة من أجمل مباريات كأس العالم مطلقاً بحسب النقاد، منتخب العواجيز الألمان خسر من كرواتيا بثلاثية قاسية نظيفة، ولم يجارِ الألمان بعد الطرد منتخب كرواتيا الذي كان الحصان الأسود للبطولة.
قبل النهائي تجاوزت حاملة اللقب البرازيل نظيرتها هولندا بركلات الترجيح وبصعوبة بالغة جداً، وخرجت هولندا المنحوسة دائماً من البطولة كالمعتاد في لقاء قاده الحكم الإماراتي الشهير علي بوجسيم.
في المقابل أقصت فرنسا المستضيفة في واحد من أصعب اللقاءات نظيرتها كرواتيا (2/1) رغم تقدم الأخيرة بهدف، ورغم الطرد الذي تعرضت له فرنسا وكان للمرة الثانية في البطولة.
• نهائي القرن:
في ضاحية سان دوني شمال العاصمة الفرنسية باريس، لم يكن ذلك الأحد الموافق 12/ يوليو/ 1998 يوماً عادياً أبداً، فرنسا تصل للنهائي العالمي لأول مرة في تاريخها وعلى أرضها، وستلعب في الملعب التحفة سان دوني الذي بني من أجل البطولة وسيكون شاهداً، البرازيل حاملة اللقب وبطلة العالم (4) مرات.. لا مجال للمقارنة.
بحضور (75) ألف متفرج يقود الحدث التاريخي ولأول مرة حكم عربي من المغرب يدعى سعيد بلقولة، إنه بالفعل يوم سعيد ولكن على الفرنسيين وليس على البرازيليين أبطال العالم.
في ذلك الصباح المشؤوم على البرازيل صرخ أحدهم «مات رونالدو» لا أحد حتى هذه اللحظة يعلم سر ما حصل للأسطورة البرازيلية رونالدو، روايات وقصص عدة غير مؤكدة أشهرها أن الفرنسيين دسوا السم في طعام رونالدو.
أياً كانت الرواية الصحيحة فإن رونالدو استبعد من اللقاء قبل بدايته بسبع ساعات لسبب عارض صحي، وقبل (45) دقيقة فقط قبل النهائي أعيد اسم رونالدو من بين المشاركين، قيل أيضاً إن هناك ضغوطاً مورست من قبل الشركات الراعية وقيل أيضاً بتدخل رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم.
خاض رونالدو اللقاء العاصف وليته لم يلعب، فقد بدا شاحباً مريضاً وعاجزاً بالمرة عن تقديم شيء، وظهر الارتباك على المنتخب البرازيلي، يبدو أن حيلة الفرنسيين قد نجحت.
فازت فرنسا بثلاثية نظيفة مع الرأفة وكانت قابلة للزيادة، وتألق زين الدين زيدان بمثل ما فعل مارادونا في 1986، وطرد المغربي بلقولة المدافع دوسايي، وابتهج الشعب الفرنسي بقيادة جاك شيراك الذي ظهر مشجعاً وليس رئيساً من شدة الفرح.
وقفت سان دوني مدينة أضرحة ملوك فرنسا، شاهدة على تتويج منتخب بلادها ملوكاً للعالم في كرة القدم، ونجحت الحيلة.
* مؤرخ رياضي
البطل: فرنسا – الوصيف: البرازيل – الثالث: كرواتيا - الرابع: هولندا
الهداف: الكرواتي/ دافور سوكر (6) أهداف
مونديال القرن مونديال المتعة والنسخة الأخيرة من تاريخ المونديال في القرن الماضي، كأنه كان يجب على فرنسا أن تستضيف هذا الحدث في تلك النسخة وذلك العام بعد (60) عاماً من الضيافة الأولى زمن جول ريميه، وشارك منتخبها المستضيف بمجموعة من اللاعبين من أصول غير فرنسية.
وصل عدد المنتخبات في مونديال القرن إلى (32) منتخباً لأول مرة، وقرر الاتحاد الدولي تعديل قوانينه بطرد اللاعب الذي يعيق من الخلف تفادياً للإصابات القوية، وارتفع عدد المشاركين العرب لثلاثة منتخبات؛ السعودية وتونس للمرة الثانية، والمغرب للمرة الثالثة.
سجل البرازيلي سيزار سامبايو أسرع هدف في مباريات الافتتاح في الدقيقة الرابعة في شباك أسكوتلندا، في المقابل سجل المغربي يوسف شيبو في مرماه في لقاء النرويج ليكون أول لاعب عربي يسجل هدفاً عكسياً في شباك بلاده، ولكن المغرب حققت في هذه النسخة أكبر فوز عربي في تاريخ المونديال بفوزها على أسكوتلندا (3/0)، ويبدو أن حيلة جديدة قد حدثت في المونديال هذه المرة بين البرازيل والنرويج والنتيجة كالعادة خروج العرب.
كان يكفي المغرب للتأهل فوز البرازيل أو حتى تعادلها مع النرويج لكنها خسرت (1/2) رغم تقدمها بهدف حتى قبل نهاية اللقاء بثماني دقائق فقط، وكسرت كذلك الرقم القياسي الدولي للبرازيل بعدم الخسارة (45) مباراة توالياً.
قاد إيطاليا المدرب تشيزاري مالديني وقاد ابنه باولو مالديني المنتخب وتصدرت إيطاليا مجموعتها بثبات وثقة، بينما كان البرازيلي الشهير كارلوس البرتو مدرب المنتخب السعودي أول مدرب في العالم يقود (4) منتخبات في تاريخ المونديال؛ الكويت والإمارات والبرازيل والسعودية توالياً من عام 1982.
قبل ثلث ساعة فقط من نهاية لقاء السعودية والدانمارك تمكنت الأخيرة من التفوق، وفي أول ثلث ساعة من مباراة السعودية وفرنسا تعرض محمد الخليوي للطرد فخسرت السعودية برباعية قاسية.
أقيل كارلوس ألبرتو وتمت الاستعانة بالمدرب الوطني محمد الخراشي الذي أنهى المهمة بتعادل إيجابي مع جنوب أفريقيا وجاءت الأهداف السعودية جميعها من ركلات جزاء عبر المتعهد سامي الجابر ثم يوسف الثنيان.
وأصبح سامي الجابر أول لاعب عربي يسجل في أكثر من نسخة في تاريخ بطولات كأس العالم وإن كانت جميعها من نقطة الجزاء.
جمعت هذه النسخة المواجهة السياسية المرتقبة بين إيران وأمريكا وتفوقت الأولى (2/1) وخرجت المباراة نظيفة وبكل روح رياضية وخرج المنتخبان كذلك من دور المجموعات.
مجموعة الأرجنتين شهدت مفارقة تاريخية هي الأولى وربما الأخيرة من نوعها حيث ضمت لجانبها (3) منتخبات تشارك لأول مرة وهي كرواتيا واليابان وجامايكا والأخيرة كانت الدولة الأصغر مساحة في المونديال بل الأصغر تاريخياً بعد أن كسرت رقم الكويت.
أبرز ما يمكن ذكره في الدور ثمن النهائي هو أول هدف ذهبي سجل في تاريخ النهائيات العالمية وسجله المدافع الفرنسي لوران بلان في شباك الحارس التاريخي تشيلافيرت حارس الباراغواي في مباراة قادها الحكم الإماراتي علي بوجسيم، ومواجهة الأرجنتين وإنجلترا العدوين اللدودين وبعد ما حصل من شتائم في لقاء 1966، وما حصل من خطأ تحكيمي كارثي 1986، كانت هذه المباراة أشبه بقنبلة موقوتة يبدو أنها سقطت على رأس ديفيد بيكهام الذي حمّله الإنجليز الخروج من المونديال، بعد ارتكابه حماقة ضد سيميوني كلفته الطرد لتخرج إنجلترا لاحقاً بركلات الترجيح.
الدور ربع النهائي شهد خروج إيطاليا والدانمارك وألمانيا والأرجنتين.
إيطاليا وصيفة العالم 1994 تغادر عبر ركلات الترجيح من فرنسا المستضيفة لتواصل ركلات الترجيح لعنتها ضد إيطاليا أعوام 1990 و1994 و1998، الدانمارك خرجت بصعوبة من البرازيل (2/3)، الأرجنتين بطلة العام 1986 والوصيفة 1990 خرجت على يد هولندا في واحدة من أجمل مباريات كأس العالم مطلقاً بحسب النقاد، منتخب العواجيز الألمان خسر من كرواتيا بثلاثية قاسية نظيفة، ولم يجارِ الألمان بعد الطرد منتخب كرواتيا الذي كان الحصان الأسود للبطولة.
قبل النهائي تجاوزت حاملة اللقب البرازيل نظيرتها هولندا بركلات الترجيح وبصعوبة بالغة جداً، وخرجت هولندا المنحوسة دائماً من البطولة كالمعتاد في لقاء قاده الحكم الإماراتي الشهير علي بوجسيم.
في المقابل أقصت فرنسا المستضيفة في واحد من أصعب اللقاءات نظيرتها كرواتيا (2/1) رغم تقدم الأخيرة بهدف، ورغم الطرد الذي تعرضت له فرنسا وكان للمرة الثانية في البطولة.
• نهائي القرن:
في ضاحية سان دوني شمال العاصمة الفرنسية باريس، لم يكن ذلك الأحد الموافق 12/ يوليو/ 1998 يوماً عادياً أبداً، فرنسا تصل للنهائي العالمي لأول مرة في تاريخها وعلى أرضها، وستلعب في الملعب التحفة سان دوني الذي بني من أجل البطولة وسيكون شاهداً، البرازيل حاملة اللقب وبطلة العالم (4) مرات.. لا مجال للمقارنة.
بحضور (75) ألف متفرج يقود الحدث التاريخي ولأول مرة حكم عربي من المغرب يدعى سعيد بلقولة، إنه بالفعل يوم سعيد ولكن على الفرنسيين وليس على البرازيليين أبطال العالم.
في ذلك الصباح المشؤوم على البرازيل صرخ أحدهم «مات رونالدو» لا أحد حتى هذه اللحظة يعلم سر ما حصل للأسطورة البرازيلية رونالدو، روايات وقصص عدة غير مؤكدة أشهرها أن الفرنسيين دسوا السم في طعام رونالدو.
أياً كانت الرواية الصحيحة فإن رونالدو استبعد من اللقاء قبل بدايته بسبع ساعات لسبب عارض صحي، وقبل (45) دقيقة فقط قبل النهائي أعيد اسم رونالدو من بين المشاركين، قيل أيضاً إن هناك ضغوطاً مورست من قبل الشركات الراعية وقيل أيضاً بتدخل رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم.
خاض رونالدو اللقاء العاصف وليته لم يلعب، فقد بدا شاحباً مريضاً وعاجزاً بالمرة عن تقديم شيء، وظهر الارتباك على المنتخب البرازيلي، يبدو أن حيلة الفرنسيين قد نجحت.
فازت فرنسا بثلاثية نظيفة مع الرأفة وكانت قابلة للزيادة، وتألق زين الدين زيدان بمثل ما فعل مارادونا في 1986، وطرد المغربي بلقولة المدافع دوسايي، وابتهج الشعب الفرنسي بقيادة جاك شيراك الذي ظهر مشجعاً وليس رئيساً من شدة الفرح.
وقفت سان دوني مدينة أضرحة ملوك فرنسا، شاهدة على تتويج منتخب بلادها ملوكاً للعالم في كرة القدم، ونجحت الحيلة.
* مؤرخ رياضي