في وقت متأخر من يوم الأحد، سمع سعد البقير، لاعب منتخب تونس، قرعا على باب غرفته في معسكر نسور قرطاج بمدينة الدمام، فقام ليرى الطارق، وإذا به شخص مرسول إليه بواسطة مدرب المنتخب، جلال القادري، حاملا معه رسالة قصيرة: «أنت ذاهب إلى المونديال، كن مستعدا وحاضرا».
في الصباح، استيقظ سعد بقير على نغمات رسائل مواساة اكتظ بها هاتفه النقال، من أهله وأصدقائه المقربين، حدق إليها بقير جاحظا عينيه، في دهشة وذهول، لم يستوعب بقير بعد ما وراء ذلك الشريط من الرسائل الحانية.
ذهب بقير مباشرة إلى قائمة تونس المونديالية، المنتظرة، وفتش في صفوف الأسماء، دون أن يعثر على اسمه، فظن أنه خطأ غير مقصود، حتى جاءه نبأ صادم، لم يصدقه، ولم يستوعبه، حتى اللحظة.
ولأنه لاعب موعود، وما جاء إلى المعسكر إلا بوعد قاطع وحاسم من المدرب، خرج لاعب نادي أبها، متهما رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، وديع الجريء، بالضلوع وراء استبعاده من القائمة النهائية لمنتخب تونس في كأس العالم.
وقال بقير في تصريحات متلفزة إن المدرب جلال القادري لم يقدم أي تفسيرات منطقية لقرار استبعاده، مؤكدا أنه في كل الحالات اتخذ قرارا نهائيا بعدم اللعب مستقبلا في منتخب تونس ما دام وديع الجريء على رأس الاتحاد التونسي لكرة القدم.
بقير شعر أيضا بالانزعاج من طريقة التعامل معه، مبينا أنه لم يلق أي مساندة من قبل المسؤولين واللاعبين عقب استبعاده من القائمة النهائية لمنتخب تونس.
واعترف أن المدرب جلال القادري نقض وعوده السابقة له، بضمه في القائمة النهائية لكأس العالم، قائلا إن استبعاده تم في ظروف غامضة ومريبة، وإن رئيس الاتحاد التونسي وديع الجريء هو الذي يقف وراء هذا القرار.
بقير قال: «المدرب جلال القادري اتصل بي منذ شهر، وأخبرني أنه سيدعوني للمنتخب فطلبت منه بكل لطف ألا يدعوني إذا كان سيقرر استبعادي في النهاية إلا أنه أكد لي بأنني سأكون معه في المونديال».
تصريحات بقير أثارت جدلا واسعا في الوسط الرياضي التونسي، حول وجود تدخلات في اختيار قائمة «نسور قرطاج» النهائية لبطولة كأس العالم 2022.
بقير قال للجماهير: «أشكر الجماهير التي ساندتني، وقفتكم أفرحتني، إن شاء الله ربي يأخذ لي حقي، وربي يوفق تونس في كأس العالم».