أن تكون نجماً من نجوم الكرة المستديرة وأنت في ريعان شبابك، ودائماً ما تكون الأضواء مسلطة عليك وتحركاتك محط الأنظار داخل الملعب كانت أو خارجه، فهذا سيشكل مسؤولية كبيرة عليك خصوصاً تجاه الأجيال الصغيرة في السن. حديثنا اليوم سيكون عن النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي حاضر كرة القدم ومستقبلها.
كيليان مبابي بعد فوزه بالنسخة السابقة من بطولة كأس العالم في روسيا 2018 وهو في سن يناهز التاسعة عشرة، وبعد نجاحاته المذهلة مع موناكو ثم باريس سان جيرمان أصبح قدوة حقيقية ليس فقط لأبناء بلده بل لكل طفل حالم يسعى لتحقيق حلمه. هذا النجاح جعل منه إنساناً يُحتذى به لكن ما يلفت النظر هو مستوى إدراكه ووعيه لحجم تأثيره. مبابي الصغير جداً في السن أظهر غير مرة أنه على دراية تامة بتأثيره على شباب المستقبل.
من يتابع المنتخب الفرنسي سيلاحظ أن مبابي لا يظهر في الصور الجماعية للمنتخب، وهذا عائد لخلاف بين الطرفين أي مبابي والاتحاد الفرنسي حول حقوق الصور. علاوة على ذلك مبابي قرر عدم الظهور في أي لقاء صحفي بعد مباريات كأس العالم الحالية مع استعداده لدفع الغرامة المالية المفروضة من الفيفا. وعندما تم سؤاله: هل الاتحاد سيدفع عنك الغرامة؟ فكانت إجابته: «القرار قراري وأنا من عليه تحمل تبعات القرار.. مبابي من سيدفع الغرامة». ليعود بعدها الاتحاد الفرنسي ويؤكد دعمه لمبابي وكل لاعب لا يريد الحديث إعلاميا مع استعدادهم لدفع أي غرامة يطلبها الفيفا.
التأثير الحقيقي الذي أحدثه مبابي كان في إصراره على عدم دعم وتسويق شركات: الكحول، والمراهنات والوجبات السريعة. مبابي تحصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة 3 مرات حتى الآن: مرتين في دور المجموعات ومرة في مباراة دور 16 ضد بولندا، في كل هذه المباريات تعمد مبابي بشكل واضح إخفاء اسم وشعار الشركة المسوقة للجائزة لأنها من الشركات المروجة لإحدى ماركات الكحول. ظهر تأثير هذا القرارالذي اتخذه مبابي على زميله اوليفر جيرو الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في دور 8 ضد إنجلترا وأخفى هو الآخر اسم وشعار الشركة.
هذا الأمر حول وجهة النقاش حول ما سعت له قطر ونجحت فيه وهو منع الكحول إلا في أماكن محدودة جداً. الكثير من التعليقات الإيجابية في الوسط العالمي تحدث بإيجابية كبيرة عن هذا الموضوع لأنه جعل كأس العالم أكثر أمناً وسلامة للمشجعين.
كل هذا مجرد فصل من فصول قضية مبابي التي وإن بدت على أنها صغيرة الآن لكن مع مرور الوقت ستكبر وتصبح معضلة حقيقية له ولاسمه التسويقي.. سنرى حينها كيف سيتم التعامل مع الأمر. حتى ذلك الحين: شكراً كيليان مبابي.