-A +A
خالد الجارالله (جدة)
يتهادى إلى قلوبنا شجن الراحل طلال مداح مع كل بهجة تحل بأخضرنا السعودي، فشمسه وإن وارت الأرض بموته لكنها أورثتنا ضياء يلف صوته الخالد ويشع فرحا مع كل إنجاز تحققه منتخباتنا الرياضية على امتداد تاريخها العريق، فكلما نجح أخضرنا في قطف ثمرة إنجاز هنا أو هناك تواتر الترحم على طيب الفن «أبو عبدالله»، الذي رسخ حضوره في صدر الغناء الوطني كما لم يفعله أحد قبله أو بعده.

فإن كانت أغنيته الخالدة «وطني الحبيب» قد شغفت قلوبنا طربا، فإن أعماله التي غناها للمنتخب الوطني على امتداد تاريخه الطويل ماتزال تعزف الفرح على وتر القلوب، وترسمنا أغنية في لوحة الانتصار ونشوة التتويج.


يمكن القول أن ثبات رائعة بدر بن عبدالمحسن «يا ناس الأخضر لا لعب» التي غناها بصوته مع أول إنجاز سعودي للمنتخب عندما حقق كأس آسيا لأول مرة، تحمل دلالة على أن ما كان يقدمه في كل مناسبة، لم يكن مجرد أغنيات يحضر بها من قبيل التواجد أو المجاملة، بل إنه كان ينتقي بعناية ما يقدمه ليجعله عملا أنيقا ذائع الشجن تشنف له الآذان وتخفق له القلوب.

«رحم الله طلال مداح».. عبارة ما فتئ السعوديون يرددونها كلما أنسوا بجمال صوته وأُطربوا بحضوره الدائم معهم في مناسباتهم واحتفالاتهم، ليحرك أمنياتهم بتكريمه في مواجهات جماهيرية أو مناسبات رياضية، كأقل أنواع الوفاء له ولذكراه.

يقول الصحفي الفني حبيب علي، كان لطلال وقع مؤثر في نفوس الرياضيين وسواهم فقد غنى لجميع الأندية كما غنى للأخضر، وسيظل تكريمه وساما يفتخر به من يتبناه، لأن المكرم على كل حال أعظم من التكريم، مبادرة مميزة نتمنى أن يأتي من يقوم عليها كأقل نوع من الوفاء لهذا الصوت.

طلال وإن كان قد رحل فإن شريحة محبيه، تستدعي مثل هذه المبادرة التي يؤمل أن تحظى بدعم من يملك القرار في المنتخبات أو الاتحادات أو روابط الأندية، فهل من مبادر؟