ضوئية لمقال الشمراني
ضوئية لمقال الشمراني
تغريدات البكيري.
تغريدات البكيري.
-A +A
«عكاظ» (جدة)
أصحاب الأقلام الكبيرة يمارسون مع بعضهم لعبة عض الأصابع، ولا أحد منهم جاهز لبدء الصراخ. فصراع إثبات نجاعة القلم على ما يبدو أقوى من ألم الكلمات القاسية المدفونة بين السطور، خصوصا أن الجمهور الذي يتحلق حول حلبة الكتّاب أعجبته اللعبة حتى بات جزءا أصيلا منها. وأصبح صعبا على المتصارعين في محيط الكلمة أن يتراجعوا للوراء خطوة واحدة. أحمد الشمراني الأهلاوي الأخضر يترك ملعبه ويركل كرة النار باتجاه مدرجات العميد الملتهبة أصلا. الاتحاديون فيهم ما يكفيهم هذه الأيام وغير مستعدين لسماع المزيد من التقريع والتهكم، ناهيك عن أن يكون تحريضا واضحا لا تخطئه العين. هم - وهذا من حقهم - اعتبروا الكاتب الأهلاوي الذي كان من أسابيع قليلة يهاجم الهيئة ويقول عنها ما لم يقله مالك في الخمر، متناقضا، يسعى فقط لإثارة الغبار حول ناديهم، والاصطياد في الماء العكر. محمد البكيري عراب الصحافة الاتحادية وجد نفسه في مأزق الرد خصوصا أن مقالة الشمراني كانت القطرة التي أفاضت الكأس بين الكاتبين. «تويتر» هو الآخر كان جاهزا مثل كل مرة لرعاية مثل هذه الملاسنات، ونثر التوابل والمحدّقات عليها. الأجواء تشتعل، وبعض الأقلام تتقيأ تغريدات تتجاوز حدود المسموح به، على سبيل «الفزعة» ليس إلا. وآخرون يصبون زيتا جديدا على المقال من باب الاستمتاع بالملاسنات المكتوبة بعناية. ولكن الغريب وربما الجميل في الأمر، أن هذا الصراع «القلمي» لم يكن قادرا في كل الأوقات على إفساد الود الشخصي بين الكاتبين، ففي الوقت الذي يتسابق عشاقهما لمناصرتهما، ربما يكون الاثنان وقتها في طريقهما إلى جلسة مشتركة تجمعهما في إحدى «ديوانيات العروس»، أو عند مناسبة لصديق، يغسلان فيها تعب العراك بضحكات صافية، تؤكد أن ما حدث من ساعات كان فقط «أداء واجب» تفرضه ظروف انتمائهما لناديين متنافسين.