-A +A
إبراهيم حلواني
ibra2915@

لم تكن ليلةُ الخميس الماضية عابرةً على محبي النادي الملكي


كيف لا وتغريدتا الـ12:37 صباحاً

ارتفعت بهما أعناق الأهلاويين فرحةً وزهواً

وطأطأت رؤوس غيرهم حسرةً وندماً على ضياع أغلى الصفقات

جماهير الأهلي امتطت بعدها أجنحة وسائل التواصل قاطبةً

رفرفوا كطيورٍ مهاجرة تجاه ساحات الفرح المعشبة

احتفوا بانضمام حارس المملكة الأفضل لفريقهم الكبير

ولسان حالهم يقول: يكفي ما أضعناه من بطولات بأخطاء بدائية

«الرمز أمر»

مطلع أبيات القصيدة وصدرها الأجمل تلك الليلة لدى العشاق

أما عجزها فلا تحتاج معرفته إلى كثير تفكير:

«جدة كدا.. أهلي وعويس وبحر»

تباهوا ليلتها والفخر يعتريهم بقوة صناع قرارهم

وبسطوتهم المالية التي يستندون إليها في زمن التقتير الرياضي

ناد عصي على الجفاف.. اخضرارهُ دائم

سواقيه لا تنضب أبداً

للقوم كبيرٌ.. لا يُظلم معه «أهلي»

وللحِلم على التجاوزات حدٌ آن للمسيرين إعادة صياغته أفعالاً

التوقيع مع العويس جاء حجراً أدمى به مسيرو النادي الملكي

أقدام عصافير تعبت من الوقوف على أغصان الانتظار

رسائل متتالية كان قد وجهها إليهم حارس الأهلي الأمين

وإشاراتٌ مررها إليهم من كل حدبٍ وصوب وعاها الجميع إلا عقولهم

أكتفي فقط بفحوى ما غرد به العويس تصريحاً لا تلميحاً:

«لا أريدكم.. الأهلي بيتي الجديد»

في عرف من يعلمون أنفسهم جيداً للاحتراف قانون واحد

من يخطبون ود توقيعه يجب أن يكون إما لهم أو.. لهم فقط

سوابقهم لا تخفى إلا على أنصارهم

والمساحة لا تتسع لسرد صفقاتهم «الاختطافية»

حمى انعدام توازن أصابت المعسكر المنافس

أو فلنقل المعسكرين بعد ضياع الصفقة «المستقبل»

بيانات عدائية ركيكة.. حبر صفحاتها ربما أثمن من محتواها

واتهامات إنشائية انسابت كقصف عشوائي على الأهلي وحارسه الجديد

تصرف بدا غريباً على انتقال احترافي طبيعي ومشروع

أضاعوا اللاعب قبلاً.. وفرطوا بعدها في أموالٍ يسدون بها رمق ميزانيتهم

ذكرتني ردة فعلهم العجيبة هذه بأحد أقدم الفنون الشهيرة

«فن مسرح العرائس» وأبطاله الظاهرين منهم ومن هم خلف الستار

دمىً في الواجهة يضحك عليها الجمهور

وأيادٍ خفية تحرك خيوط مفاصل اللعبة التي لا حول لها ولا قوة

صمت الأهلاويين ينبئ بأنهم لا يكترثون الآن بغير توقيعهم الذي تم بهدوء

سعيدون بأنهم أفرحوا جماهيرهم وثروتهم الحقيقية

والتي بدورها انتشت وأطربت وغنت:

«ليلة خميس..

والأهلي من فرحه عويس..

ليلة خميس».