كلاهما سعودي.. ولكن لسبب ما يجد «المتهكمون» أحدهما مدعاة للفخر والآخر مدعاة للانتقاص. أثيرت أخيرا ضجة مخيفة محزنة حول رعاية بنده للمنتخب السعودي وظهور شعارها على طقم التدريب. مخيفة لأن فئة من المجتمع أدلت بدلوها «التهكمي» فيها، إنه لأمر محزن.. أثبت المتهكمون أن الكثير منهم بعيد عن أبسط مبادئ الدين الذي يصف العنصرية بالمنتنة «دعوها فإنها منتنة»، وبعيدون عن أبسط مبادئ الوطنية، إذ يعيّر «المتهكم» السعودي لاعب المنتخب السعودي بموظف بنده السعودي. والطامة الكبرى هي أن يكون ذلك المتهكم أحد الذين مثلوا منتخب الوطن، وشجعه موظفو بنده واقتدى به لاعبو المنتخب الحاليون الذين أخرج ما بداخله فيهم بواسطة تغريدة.. دعونا نتساءل: هل هذا الغضب بسبب مبدأ الرعاية؟ هل لو كان الشعار الظاهر شعار شركة مشروبات أمريكية أو شركة أحذية رياضية.. هل كنا سنشاهد ردة الفعل نفسها؟ أم أن حساسية السعودي المتهكم تشتعل بسبب أخوه السعودي الذي يعمل كاشيرا في شركة وطنية وتتلاشى تجاه الخواجة الذي يعبئ علب المشروبات، ويرص الأحذية الرياضية؟ علينا أن نراجع أنفسنا ومبادئنا الدينية والوطنية.. وبعد ذلك نتساءل: أليست بنده أولى بالتقدير كونها سارعت بدعم ورعاية المنتخب؟ أيها المتهكمون.. هل هناك شركات تقترحونها تكون أكثر «برستيجا» من وجهة نظركم لظهور شعارها على قمصان المنتخب تشعركم بالرضا والفخر؟ أم أنكم تعتقدون أن المنتخب الوطني غير جدير بالرعاية التي تلقاها باقي منتخبات العالم، التي لم «يستعر» مشجعوها من وجود شعارات الرعاة على قمصانها؟ هل سخر الشعب الفرنسي من فريقه الوطني عندما وضع شعار سوبر ماركت كارفور على قمصان لاعبيه؟ تخيلوا جدلا لو أن ميشيل بلاتيني علق على صورة زين الدين زيدان وهو يرتدي قميصا يحمل شعار سوبر ماركت كارفور قائلا: «ناقصهم العربيات»، هل سيتقبل الجمهور الفرنسي تلك السخرية؟ الإهانة ليست بأن يضع لاعبو المنتخب شعارات الرعاة على قمصانهم، الإهانة هي أن يتبنى البعض هذا الفكر المتغطرس تجاه أبناء وطنهم.
كلمة أخيرة: شتان بين من يدعم الوطن وأبناءه ومن لم يقدم سوى التهكم والسخرية منهم.. للنوع الآخر نقول إن موظف بنده جدير بالاحترام والتقدير.
محمد الحربي - الرياض
كلمة أخيرة: شتان بين من يدعم الوطن وأبناءه ومن لم يقدم سوى التهكم والسخرية منهم.. للنوع الآخر نقول إن موظف بنده جدير بالاحترام والتقدير.
محمد الحربي - الرياض