aalmosa90@
دق مدرب المنتخب السعودي الهولندي فان مارفيك ناقوس الخطر الذي يحيط بمستقبل الكرة السعودية، المتمثل في قلة وجود المهاجمين المميزين في الدوري السعودي، مرجعا ذلك الأمر إلى اعتماد الأندية على جلب اللاعب الأجنبي الذي حل مكان اللاعب السعودي وحد من ظهوره.
ضيوف «عكاظ» حاولوا إيجاد الأسباب التي غيبت المهاجم المحلي، مطالبين الأندية بالاهتمام بالفئات السنية واكتشاف المواهب في هذا المركز المهم، ومراعاة واجباتها الوطنية، كل ذلك وأكثر تجده في ثنايا حديثهم التالي:
المشكلة عالمية
يستهل الحديث لاعب المنتخب الإماراتي السابق إسماعيل راشد، الذي أكد أن معضلة وجود الهداف عامة في العالم وليست متوقفة على بلد دون غيره «كل ذلك ناتج عن توجه الأندية إلى جلب اللاعبين الأجانب الذين حجبوا ظهور الهداف المحلي، لغياب الفرص الحقيقة التي منحت للأجنبي، ما غيب روح المنافسة وقلل من اهتمام الأندية بالمحلي». وأضاف: «الملاعب السعودية ولادة منذ الأزل لنجوم الكرة، فكلنا كرياضيين نتذكر ظهور لاعبين مميزين في بطولات الخليج، خصوصا على مستوى النواحي الهجومية، ولكن في الفترة الماضية ونتيجة لاتجاه الأندية لجلب اللاعبين الأجانب في هذا الخط غاب المهاجم السعودي الهداف».
وزاد: «من الصعوبة بمكان تدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم لفرض منع جلب المهاجمين الأجانب، لأن الأندية غالبا صوتها أعلى من الاتحادات، ولكن يفترض أن تراعي الأندية واجباتها الوطنية بمنح المهاجمين المحليين فرصة الوجود لما فيه مصلحة رياضة الوطن وحضورها على المستويات كافة».
قتلوا الطموح
واعترف رئيس نادي أحد سعود الحربي بظهور هذه المشكلة في الكرة السعودية «كانت المشكلة نتيجة توجه الأندية لجلب اللاعبين الأجانب الذين غيبوا ظهور المهاجم المحلي، الذي يكون له وجوده، ومع ذلك وبكل أسف لا يرتقي عادة وجود الأجانب في ملاعبنا لطموح العطاء المنتظر منهم، إذا ما استثنينا عمر السومة في الأهلي، ما حجب الفرصة عن مهاجمين محليين دون أن يكون في وجودهم إضافة أو فائدة منتظرة». وتابع: «لن أتحدث عن أندية الدرجة الأولى التي تعد مهمشة هي ولاعبيها، رغم وجود مهاجمين على مستوى عال، بيد أن ضيق دائرة الاختيار وتحديدها في فرق معينة وأد طموحهم وقتل من حماس أندية الدرجة الأولى والثانية، لأنها تعرف ببعدها وتهميشها مع لاعبيها عن نيل شرف خدمة الوطن».
ودعا الحربي في نهاية حديثه، الاتحاد السعودي لكرة القدم للتركيز على الفئات السنية بما يضمن ظهور المواهب، لتعيد للكرة السعودية حضورها ووجودها.
الحلول بيد الأندية
في المقابل، اعترف الإعلامي الرياضي نايف الروقي بوجود مشكلة ندرة المهاجمين الهدافين في الكرة السعودية، التي بلا شك سينعكس تأثيرها على عطاء ونتائج الأخضر، الذي أصبح وضعه في التصفيات المؤهلة صعبا للغاية، في ظل إصابة فهد المولد واعتماد المنتخب على مهاجمين بعيدين كل البعد عن التسجيل. وقال: «محمد السهلاوي وناصر الشمراني ونايف هزازي لم يقدموا عطاء يبعث الآمال في حضورهم التهديفي في أهم مرحلة يخوضها المنتخب السعودي». ويرى الروقي أن بداية حل هذه المشكلة تنطلق من الأندية، التي أصبح تمثيلها واللعب في تشكيلتها قائما على المجاملات أولا والبحث عن الإنجازات الشخصية ثانيا، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة التحرك لحل هذه الإشكالية من الاتحاد السعودي بوضع الحوافز المشجعة للأندية للاهتمام بوجود المهاجم السعودي، حتى وإن اضطر للمشاركة بجزء من مستحقاته.
الأخضر يدفع الثمن
ويقول الإعلامي الرياضي الإماراتي خلف المدبغ: «غياب المهاجمين الهدافين هو نتاج طبيعي لوجود اللاعب الأجنبي في الملاعب السعودية، في وقت لن يلوم أحد إدارات الأندية للتنافس على جلب مهاجم أجنبي يترجم عملها واقعا بتحقيق البطولات، لتبقى الكرة في ملعب اللاعب السعودي». وأضاف: «المهاجم الذي سيتابع مستحقاته وتجديد عقده وانتظار المفاوضات ينخفض بالتالي مستواه ويبعد عن تمثيل الفريق، لتركه المنافسة والقتال لإثبات وجوده».
ويرى أن يكون لهيئة الرياضة والاتحاد السعودي وقفة صارمة تمنع من خلالها التعاقد مع مهاجمين أجانب، ليكون ذلك ملزما لإدارات الأندية بمنح المهاجم المحلي فرصة البروز بما يكفل وجوده في الساحة، ويسهل على الأجهزة الفنية للمنتخب عملية الاختيار التي أصبحت في الوقت الحاضر منحصرة في لاعبين ربما يكونون بعيدين عن مستوياتهم، وكل ذلك سيتسبب بمشكلات على مستوى أداء الأخضر في المنافسات القادمة.
اللاعبون مشغولون بعقودهم
ويتحسر مهاجم نادي الهلال والمنتخب السعودي سعود الحماد على وضع المنتخب في الناحية الهجومية «كل ذلك ناتج من وجود اللاعب الأجنبي الذي حرصت الأندية على وجوده بحثا عن تحقيق منجزات وقتية، وظهر التأثير واضحا على عطاء المهاجمين السعوديين». وأضاف: «مرت الكرة السعودية بطفرة على مستوى المهاجمين المميزين الذين كان لهم دور مهم في المنتخبات السعودية المختلفة، بعكس الوقت الحالي الذي نمر فيه بمرحلة ندرة المهاجمين الهدافين، إذ أسهمت حقوقه المعطلة لدى الأندية أو انشغاله بتجديد عقده، إضافة إلى وجود اللاعب الأجنبي، في بعده عن المشاركة بصورة أساسية، ليفقد بالتالي حساسيته التهديفية التي تحتاج إلى وقت لاستعادتها».
ورفض الحماد فكرة منع وجود المهاجمين الأجانب في الملاعب السعودية، لأن ذلك سيؤدي إلى هبوط المستوى العام للدوري السعودي، الذي يحظى بشعبية ومتابعة جارفة على المستوى العربي، مؤكدا أن الحل في جلب مهاجمين مميزين يفيدون اللاعبين الشباب بما لديهم داخل الميدان، لا أن يكون حضورهم على طريقة «شختك بختك»، التي تسببت في ضياع مواهب سعودية تنتظر الفرصة.
يبحثون عن الجاهز
ويحمل لاعب فريق الاتفاق والمنتخب الوطني سابقا سعدون حمود المسؤولية كاملة للأندية التي باتت تبحث عن المهاجم الجاهز، الذي لن تجده إلا في اللاعب الأجنبي، إذ يحقق لها ولجماهيرها المنافسة على بطولات الموسم سواء المحلية أو الخارجية «لم تعد الأندية السعودية تملك الصبر على المهاجم المحلي وتمنحه الفرص المتتالية ليثبت من خلالها أقدامه في خريطة الفريق أولا ومن ثم الوصول بجاهزية للمنتخب، وربما كان ذلك نتاج سعيها لتحقيق الإنجازات بصورة سريعة، ما أدى لظهور اللاعب الأجنبي في هذا المركز، ليبقى السؤال: من سيمثل الأخضر هجوميا بعد أربعة مواسم؟».
واستطرد: «هناك فرق بين المهاجم والهداف، فالأول يمكن صناعته، بينما الهداف موهبة تحتاج إلى اكتشاف وصقل ومنح فرص متتالية تثبت أقدامه، ولكن غلبة المصالح وسياسة إبعاد اللاعبين دون وجه حق من إدارات الأندية سببت خللا كبيرا في وجود نجوم هجومية كما في السابق».
المختارون أفضل الموجودين
من جهته، نفى الإعلامي الرياضي مشعل القحطاني أن تكون هناك مشكلة أو ندرة مهاجمين بقدر ما هي ناتجة عن انخفاض مستويات تمر عادة باللاعبين، أو لطرق اللعب المتبعة «المتابع يدرك أن الطرق التدريبية في كرة القدم تعتمد على مهاجم واحد، فالعبرة بالكيف وليست بالكم، وهذا ما يتبعه مارفيك الذي يركز على تأمين المناطق الخلفية، والاعتماد على عطاء خط الوسط والقادمين من الخلف لإكمال الهجمات، ثم أن المهاجمين المختارين في قائمة الأخضر هم أفضل الموجودين، وهم بمساعدة البقية من أوصل المنتخب لهذه المرحلة المتقدمة». واستبعد القحطاني أن ينجح الاتحاد السعودي في منع وجود المهاجم الأجنبي، باعتبار أن الأندية لديها القدرة على التحايل، فاللاعب داخل الميدان ليست له مواصفات خاصة، بعكس حارس المرمى الذي لا يمكن أن يتم تحايل الأندية بإشراكه. واختتم حديثه قائلا: «يجب أن تهتم الأندية بالمرحل السنية وبوجود أجهزة فنية عالية المستوى لتتمكن من اكتشاف وصقل المواهب في كل المراكز، مع منح اللاعبين الصغار الثقة والدعم».
غياب مبدأ الثواب والعقاب
وتختتم الأخصائية النفسية تهاني العمودي الحديث حول الجانب النفسي المؤثر على عطاء اللاعب السعودي، فتقول: «تتجه حالة الإنسان النفسية والمعنوية بشكل عام إلى الانحدار حين لا يلاقي مردودا سلبيا عن عمله الذي يقدمه، وتتضح هذه المعضلة في الجانب النفسي والمعنوي للاعب للأهمية البالغة في أن يكون في كامل حضوره وتركيزه داخل المستطيل الأخضر، وهذا العامل يقف خلف الانخفاض الذي يمر على غالبية اللاعبين السعوديين، ومنهم المهاجمون الذين غاب عنهم مبدأ الثواب والعقاب، ليمروا بمرحلة تشبع من المال والشهرة، حدّت من عطائهم وقللت من حماسهم للبحث عن الأفضل، وتسببت في إهمالهم لأنفسهم وابتعادهم عن أداء التدريبات، هذا من جانب، أما الجانب الآخر فيأتي عامل تفضيل وجود اللاعب الأجنبي، في وقت قد يكون المهاجم المحلي أفضل عطاء وإخلاصا، كما أنهم يرون أن الاهتمام ومنح الحقوق يتجه نحو اللاعب الأجنبي الذي تكفله له أنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم، عكس اللاعب السعودي، الذي قد ينتظر حقوقه لفترات قد تطول، ما يبعث في نفسه الإحباط والشعور بالغبن».
دق مدرب المنتخب السعودي الهولندي فان مارفيك ناقوس الخطر الذي يحيط بمستقبل الكرة السعودية، المتمثل في قلة وجود المهاجمين المميزين في الدوري السعودي، مرجعا ذلك الأمر إلى اعتماد الأندية على جلب اللاعب الأجنبي الذي حل مكان اللاعب السعودي وحد من ظهوره.
ضيوف «عكاظ» حاولوا إيجاد الأسباب التي غيبت المهاجم المحلي، مطالبين الأندية بالاهتمام بالفئات السنية واكتشاف المواهب في هذا المركز المهم، ومراعاة واجباتها الوطنية، كل ذلك وأكثر تجده في ثنايا حديثهم التالي:
المشكلة عالمية
يستهل الحديث لاعب المنتخب الإماراتي السابق إسماعيل راشد، الذي أكد أن معضلة وجود الهداف عامة في العالم وليست متوقفة على بلد دون غيره «كل ذلك ناتج عن توجه الأندية إلى جلب اللاعبين الأجانب الذين حجبوا ظهور الهداف المحلي، لغياب الفرص الحقيقة التي منحت للأجنبي، ما غيب روح المنافسة وقلل من اهتمام الأندية بالمحلي». وأضاف: «الملاعب السعودية ولادة منذ الأزل لنجوم الكرة، فكلنا كرياضيين نتذكر ظهور لاعبين مميزين في بطولات الخليج، خصوصا على مستوى النواحي الهجومية، ولكن في الفترة الماضية ونتيجة لاتجاه الأندية لجلب اللاعبين الأجانب في هذا الخط غاب المهاجم السعودي الهداف».
وزاد: «من الصعوبة بمكان تدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم لفرض منع جلب المهاجمين الأجانب، لأن الأندية غالبا صوتها أعلى من الاتحادات، ولكن يفترض أن تراعي الأندية واجباتها الوطنية بمنح المهاجمين المحليين فرصة الوجود لما فيه مصلحة رياضة الوطن وحضورها على المستويات كافة».
قتلوا الطموح
واعترف رئيس نادي أحد سعود الحربي بظهور هذه المشكلة في الكرة السعودية «كانت المشكلة نتيجة توجه الأندية لجلب اللاعبين الأجانب الذين غيبوا ظهور المهاجم المحلي، الذي يكون له وجوده، ومع ذلك وبكل أسف لا يرتقي عادة وجود الأجانب في ملاعبنا لطموح العطاء المنتظر منهم، إذا ما استثنينا عمر السومة في الأهلي، ما حجب الفرصة عن مهاجمين محليين دون أن يكون في وجودهم إضافة أو فائدة منتظرة». وتابع: «لن أتحدث عن أندية الدرجة الأولى التي تعد مهمشة هي ولاعبيها، رغم وجود مهاجمين على مستوى عال، بيد أن ضيق دائرة الاختيار وتحديدها في فرق معينة وأد طموحهم وقتل من حماس أندية الدرجة الأولى والثانية، لأنها تعرف ببعدها وتهميشها مع لاعبيها عن نيل شرف خدمة الوطن».
ودعا الحربي في نهاية حديثه، الاتحاد السعودي لكرة القدم للتركيز على الفئات السنية بما يضمن ظهور المواهب، لتعيد للكرة السعودية حضورها ووجودها.
الحلول بيد الأندية
في المقابل، اعترف الإعلامي الرياضي نايف الروقي بوجود مشكلة ندرة المهاجمين الهدافين في الكرة السعودية، التي بلا شك سينعكس تأثيرها على عطاء ونتائج الأخضر، الذي أصبح وضعه في التصفيات المؤهلة صعبا للغاية، في ظل إصابة فهد المولد واعتماد المنتخب على مهاجمين بعيدين كل البعد عن التسجيل. وقال: «محمد السهلاوي وناصر الشمراني ونايف هزازي لم يقدموا عطاء يبعث الآمال في حضورهم التهديفي في أهم مرحلة يخوضها المنتخب السعودي». ويرى الروقي أن بداية حل هذه المشكلة تنطلق من الأندية، التي أصبح تمثيلها واللعب في تشكيلتها قائما على المجاملات أولا والبحث عن الإنجازات الشخصية ثانيا، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة التحرك لحل هذه الإشكالية من الاتحاد السعودي بوضع الحوافز المشجعة للأندية للاهتمام بوجود المهاجم السعودي، حتى وإن اضطر للمشاركة بجزء من مستحقاته.
الأخضر يدفع الثمن
ويقول الإعلامي الرياضي الإماراتي خلف المدبغ: «غياب المهاجمين الهدافين هو نتاج طبيعي لوجود اللاعب الأجنبي في الملاعب السعودية، في وقت لن يلوم أحد إدارات الأندية للتنافس على جلب مهاجم أجنبي يترجم عملها واقعا بتحقيق البطولات، لتبقى الكرة في ملعب اللاعب السعودي». وأضاف: «المهاجم الذي سيتابع مستحقاته وتجديد عقده وانتظار المفاوضات ينخفض بالتالي مستواه ويبعد عن تمثيل الفريق، لتركه المنافسة والقتال لإثبات وجوده».
ويرى أن يكون لهيئة الرياضة والاتحاد السعودي وقفة صارمة تمنع من خلالها التعاقد مع مهاجمين أجانب، ليكون ذلك ملزما لإدارات الأندية بمنح المهاجم المحلي فرصة البروز بما يكفل وجوده في الساحة، ويسهل على الأجهزة الفنية للمنتخب عملية الاختيار التي أصبحت في الوقت الحاضر منحصرة في لاعبين ربما يكونون بعيدين عن مستوياتهم، وكل ذلك سيتسبب بمشكلات على مستوى أداء الأخضر في المنافسات القادمة.
اللاعبون مشغولون بعقودهم
ويتحسر مهاجم نادي الهلال والمنتخب السعودي سعود الحماد على وضع المنتخب في الناحية الهجومية «كل ذلك ناتج من وجود اللاعب الأجنبي الذي حرصت الأندية على وجوده بحثا عن تحقيق منجزات وقتية، وظهر التأثير واضحا على عطاء المهاجمين السعوديين». وأضاف: «مرت الكرة السعودية بطفرة على مستوى المهاجمين المميزين الذين كان لهم دور مهم في المنتخبات السعودية المختلفة، بعكس الوقت الحالي الذي نمر فيه بمرحلة ندرة المهاجمين الهدافين، إذ أسهمت حقوقه المعطلة لدى الأندية أو انشغاله بتجديد عقده، إضافة إلى وجود اللاعب الأجنبي، في بعده عن المشاركة بصورة أساسية، ليفقد بالتالي حساسيته التهديفية التي تحتاج إلى وقت لاستعادتها».
ورفض الحماد فكرة منع وجود المهاجمين الأجانب في الملاعب السعودية، لأن ذلك سيؤدي إلى هبوط المستوى العام للدوري السعودي، الذي يحظى بشعبية ومتابعة جارفة على المستوى العربي، مؤكدا أن الحل في جلب مهاجمين مميزين يفيدون اللاعبين الشباب بما لديهم داخل الميدان، لا أن يكون حضورهم على طريقة «شختك بختك»، التي تسببت في ضياع مواهب سعودية تنتظر الفرصة.
يبحثون عن الجاهز
ويحمل لاعب فريق الاتفاق والمنتخب الوطني سابقا سعدون حمود المسؤولية كاملة للأندية التي باتت تبحث عن المهاجم الجاهز، الذي لن تجده إلا في اللاعب الأجنبي، إذ يحقق لها ولجماهيرها المنافسة على بطولات الموسم سواء المحلية أو الخارجية «لم تعد الأندية السعودية تملك الصبر على المهاجم المحلي وتمنحه الفرص المتتالية ليثبت من خلالها أقدامه في خريطة الفريق أولا ومن ثم الوصول بجاهزية للمنتخب، وربما كان ذلك نتاج سعيها لتحقيق الإنجازات بصورة سريعة، ما أدى لظهور اللاعب الأجنبي في هذا المركز، ليبقى السؤال: من سيمثل الأخضر هجوميا بعد أربعة مواسم؟».
واستطرد: «هناك فرق بين المهاجم والهداف، فالأول يمكن صناعته، بينما الهداف موهبة تحتاج إلى اكتشاف وصقل ومنح فرص متتالية تثبت أقدامه، ولكن غلبة المصالح وسياسة إبعاد اللاعبين دون وجه حق من إدارات الأندية سببت خللا كبيرا في وجود نجوم هجومية كما في السابق».
المختارون أفضل الموجودين
من جهته، نفى الإعلامي الرياضي مشعل القحطاني أن تكون هناك مشكلة أو ندرة مهاجمين بقدر ما هي ناتجة عن انخفاض مستويات تمر عادة باللاعبين، أو لطرق اللعب المتبعة «المتابع يدرك أن الطرق التدريبية في كرة القدم تعتمد على مهاجم واحد، فالعبرة بالكيف وليست بالكم، وهذا ما يتبعه مارفيك الذي يركز على تأمين المناطق الخلفية، والاعتماد على عطاء خط الوسط والقادمين من الخلف لإكمال الهجمات، ثم أن المهاجمين المختارين في قائمة الأخضر هم أفضل الموجودين، وهم بمساعدة البقية من أوصل المنتخب لهذه المرحلة المتقدمة». واستبعد القحطاني أن ينجح الاتحاد السعودي في منع وجود المهاجم الأجنبي، باعتبار أن الأندية لديها القدرة على التحايل، فاللاعب داخل الميدان ليست له مواصفات خاصة، بعكس حارس المرمى الذي لا يمكن أن يتم تحايل الأندية بإشراكه. واختتم حديثه قائلا: «يجب أن تهتم الأندية بالمرحل السنية وبوجود أجهزة فنية عالية المستوى لتتمكن من اكتشاف وصقل المواهب في كل المراكز، مع منح اللاعبين الصغار الثقة والدعم».
غياب مبدأ الثواب والعقاب
وتختتم الأخصائية النفسية تهاني العمودي الحديث حول الجانب النفسي المؤثر على عطاء اللاعب السعودي، فتقول: «تتجه حالة الإنسان النفسية والمعنوية بشكل عام إلى الانحدار حين لا يلاقي مردودا سلبيا عن عمله الذي يقدمه، وتتضح هذه المعضلة في الجانب النفسي والمعنوي للاعب للأهمية البالغة في أن يكون في كامل حضوره وتركيزه داخل المستطيل الأخضر، وهذا العامل يقف خلف الانخفاض الذي يمر على غالبية اللاعبين السعوديين، ومنهم المهاجمون الذين غاب عنهم مبدأ الثواب والعقاب، ليمروا بمرحلة تشبع من المال والشهرة، حدّت من عطائهم وقللت من حماسهم للبحث عن الأفضل، وتسببت في إهمالهم لأنفسهم وابتعادهم عن أداء التدريبات، هذا من جانب، أما الجانب الآخر فيأتي عامل تفضيل وجود اللاعب الأجنبي، في وقت قد يكون المهاجم المحلي أفضل عطاء وإخلاصا، كما أنهم يرون أن الاهتمام ومنح الحقوق يتجه نحو اللاعب الأجنبي الذي تكفله له أنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم، عكس اللاعب السعودي، الذي قد ينتظر حقوقه لفترات قد تطول، ما يبعث في نفسه الإحباط والشعور بالغبن».