-A +A
محمد سعود
mohamdsaud@

حينما حسم نادي الهلال بطولة دوري جميل للمحترفين مساء أمس الأول (الخميس) بعد تغلبه على الشباب، لم تكن الأفراح الهلالية عقب المباراة هستيرية ومستفزة للآخرين، لأن الهلال لم يبتعد كثيراً عن البطولات أسوة بغيره.


الهلال وُلد بطلاً، وترعرع في المنصات، وزادت قوته وشبابه بالذهب والألقاب المحلية والدولية، وحافظ على وجوده في القمة من خلال تكاتف أعضاء مجلس إدارته وجماهيره حوله، فمن الطبيعي أن يفرح كل من ينتسب للزعيم بفرحة أشبه بأنها عادية جداً، ولم تأخذ صداها في مواقع التواصل الاجتماعي أسوة بما فعله الآخرون.

الهلال دائماً يرفض الخروج من الموسم الرياضي دون بطولة، حتى أضحى مصدر فرح سنوي لمحبيه وعشاقه ومن الأشياء الجميلة في حياتهم، ولا يكفي لعشرات الصفحات وآلاف الكلمات أن توفي الهلال حقه، ولكن يختصرها شطر من قصيدة عصماء في الزعيم للشاعر إبراهيم خفاجي حينما قال: «ويبقى المجد ما بقي الهلالُ»، وبالفعل فإن النادي العاصمي أضحى عنواناً للمجد والبطولات.

وبالعودة لمسيرة الهلال في الموسم الحالي، فإن إدارته بقيادة الأمير نواف بن سعد «وجه السعد» كما يلقبه الهلاليون بدأت بإنهاء كافة الالتزامات المالية على النادي، وجلبت لاعبين مميزين على المستوى المحلي كمدافع المنتخب السعودي أسامة هوساوي وعبدالمجيد الرويلي وعبدالحميد الخيبري والحارس عبدالله المعيوف، وأبقت السوبر إدواردو لموسم آخر بعد نجاحه في العام الماضي، واستعانت بالمهاجم البرازيلي ليو بوناتيني، والأورغواياني نيكولاس ميليسي في خط الوسط، والمهاجم السوري عمر خريبين (في الانتقالات الشتوية)، لترسم خريطة طريق للوصول إلى الصدارة فقط والحصول على لقب الدوري.

ومنذ أن انطلقت مسيرة الدوري السعودي الذي يعتبر من أفضل المسابقات الرياضية عربياً وآسيوياً، ونظرة الهلال ونجومه وإدارته لا ترى إلا المركز الأول، ولن تغمض عينيها عنه، رغم شدة المنافسة مع فرق الأهلي (بطل الموسم الماضي) والنصر (بطل موسمي 2013 و2014) والاتحاد والشباب، إلا أن الزعيم الهلالي فرض قبضته على الصدارة منذ الجولات الأولى.

وظل الهلال متمسكاً بالصدارة جولات عدة، لتفلت منه مرة أخرى، لكنه عاد وتربع على عرش المركز الأول، ليردد جمهوره ومحبوه في شتى بقاع الأرض عبارتهم الشهيرة «صدارة بس»، لتؤكد أن بطولة الدوري لن تذهب لغيره، ليغيب دور «الدفع الرباعي» والأخطاء التحكيمية في ترتيب الدوري.

وجولة بعد أخرى يؤكد الهلال أنه الثابث في القمة وغيره متحركون، بانتصاراته على خصومه في أراضيهم وخارج ملعبه، لكنه يجد جمهوره يذهب خلفه في كل مدينة وملعب، ليقولوا للاعبي فريقهم «نحن معكم أينما تذهبون».

حاول المتصيدون والمتعصبون التقليل من قوة الهلال منذ جولات الدوري الأولى «بوجود ترتيبات دنيئة لتتويج الهلال بطلاً»، ولجأ المرجفون من الإعلاميين الرياضيين إلى نشر أخبار كاذبة عن البيت الهلالي، لكن القائمين على الكيان الأزرق لم يلتفتوا لهم، بل مشوا ملوكاً في الملعب وأتوا بحكام أجانب في معظم مبارياتهم في الدوري، ليقولوا للملأ: «واثق الخطوة يمشي بطلاً».