-A +A
مسعد العضياني (الرياض)
mesad_alodyani@

لا يزال كرسي رئاسة نادي النصر ساخنا، خصوصا بعد أن أعلن رئيس النادي الحالي الأمير فيصل بن تركي نيته تقديم استقالته وإعطاء الفرصة لغيره، وانتهاء المدة التي تم إعلانها من قبل رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير مشعل بن سعود، ومع ذلك لم يتقدم أحد.


ومن المحتمل أن يكمل الأمير فيصل مشواره في الرئاسة، بعد أن أعلن في تصريحات سابقة أنه لا يستطيع تقديم استقالته رسميا في حال لم يكن البديل جاهزا، كي لا يتم تسليم النادي إلى الهيئة العامة للرياضة. وقد تشهد الأيام القادمة أخبارا ساخنة وجديدة حول هذا الأمر، رغم أن الإدارة الحالية قد بدأت بالعمل والتخطيط للموسم القادم والبحث عن مدرب للفريق الكروي الأول وبعض اللاعبين المحليين والأجانب.

وفي حال قبل مركز التحكيم الاستئناف الذي قدمته الإدارة النصراوية على قرار المنع من التسجيل فترة واحدة من لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم في قضية عوض خميس وما صاحبها من أحداث، تبقى آمال الجماهير النصراوية بإيجاد حل سريع حول كرسي الرئاسة، إما بإكمال الأمير فيصل رئاسته وتصحيح الأخطاء التي وقعت فيها إدارته في الموسم الماضي، وتسديد جميع الالتزامات على النادي ورواتب اللاعبين المتأخرة، وإلا البحث عن بديل يكون أفضل وأقوى ماليا وإداريا. «عكاظ» تواصلت مع عدد من أعضاء شرف النصر، وسألتهم عن سبب ابتعادهم المفاجئ وتخليهم عن الإدارة، إلا أن الاعتذار بسبب السفر كان عنوان ردود بعضهم، ورفض البعض الآخر الحديث عن هذه الجوانب، يضاف إليهم من لم يردوا على الاتصالات والرسائل.

ويقول الناقد الرياضي المعروف سعود الصرامي، إن استقالة الأمير فيصل في الأصل لم تكن جادة، وعلى ضوئه لم يتقدم أحد من أعضاء الشرف. وأوضح أن الأمير فيصل استقال في فترات سابقة، وقبله الأمير فيصل بن عبدالرحمن، والأمير سعد بن فيصل، وكذلك الأمير ممدوح بن عبدالرحمن، وأيضا العميد فهد المشيقح، وكانت استقالاتهم جادة، وذهبت هذه الاستقالات مباشرة إلى الجهة الرسمية وهي مكتب الهيئة العامة للرياضة، وبعد أن تم تفعيل هذه الاستقالات قامت الهيئة العامة للرياضة -بمسماها الجديد- بعقد جمعية عمومية. نحن نعرف أن الاستقالة التي قدمها الرئيس الحالي الأمير فيصل بن تركي أبدا ليست جادة. وأضاف: «أما بالنسبة لمن يقول إنها لأجل الديون، وبذلك لم يتقدم أحد، فهذا غير صحيح، إذ يدخل لخزينة نادي النصر أكثر من 100 مليون سنويا، وأعتقد أن هذا المبلغ كاف جدا، لأن النادي يستطيع تسيير أموره بكل سهولة ويصرف مرتبات اللاعبين والإداريين والعاملين في النادي، فكما قلت ليست هناك استقالة، وبالتالي أوجه مقترحا لرئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير مشعل بن سعود بأن يتم تكوين لجنتين؛ لجنة مالية من أهل الاختصاص ويفتح لها حساب، ويترأسها الأمير مشعل، ويتم إدخال كل الإيرادات والتبرعات النصراوية في هذا الحساب، كي يتم صرف كل المستحقات سواء للاعبين الأجانب أو المحليين أو العاملين، ويختار عددا من الأشخاص للعمل معه لديهم القدرة والخبرة في الأوراق المالية. واللجنة الثانية فنية برئاسة الكابتن يوسف خميس، كي يتم تصعيد بعض اللاعبين. وأما بالنسبة لإيقاف النصر عن التسجيل لفترة واحدة، فأعتقد أنه يصب في مصلحته وليس ضده، لأن الفريق يملك لاعبين مميزين كبرونو وأيالا، إضافة إلى اللاعبين المحليين. وأعتقد أن ما يحدث في النصر حالة نادرة، فكيف تتجاوز مداخيله 100 مليون ويلعب موسما رياضيا كاملا من دوري جميل، وكأس ولي العهد، وكأس خادم الحرمين الشريفين، ولا يصرف إلا راتبا واحدا فقط وثمانية أشهر لا تصرف. النصر يملك لاعبين شبابا وصغارا في السن على مستوى عال، ولديهم مستقبل كبير. وأطالب أن يكون في اللجنة الفنية سعد الزهراني وصالح المطلق عضوين».

وتعليقا على ما إذا كان هناك شخص سيتصدى لرئاسة النصر في حال تقديم الأمير فيصل بن تركي استقالته رسميا، قال الصرامي: إن هذا يعود للأمير مشعل بن سعود، وأنا أتمنى في الفترة القادمة أن يرأس النادي مواطن عادي وليس أميرا، أنا أرشح علي حمدان لكرسي الرئاسة، فسبق أن عمل في الأمانة العامة بالاتحاد العربي لكرة القدم أكثر من خمس سنوات، وأمينا عاما في نادي النصر نحو خمس سنوات، ولديه خبرة كبيرة بوجوده في المحافل الدولية، ولديه إلمام كامل بأنظمة الاحتراف وما يستجد فيها، ورابطة المحترفين، فأعتقد أن الرجل جاهز للكرسي.

وعن توقعه الشخصي باستمرار الأمير فيصل موسما قادما، قال: الذي أعرفه أنه باق، والدليل أنهم يعملون الآن ويخططون للموسم القادم، ويتفاوضون مع مدرب، ويجهزون المعسكر التدريبي الخارجي. ليس لدينا مشكلة في بقائه ولكن مشكلة الأمير فيصل هي عدم صرف مستحقات اللاعبين التي سببت هذه الأزمة في النادي. فعندما يتقدم اللاعبون بشكوى لدى غرفة فض المنازعات يتضح أن هناك مشكلة مالية، إضافة إلى القضايا الخارجية، فهذه كلها قضايا مالية، وكلها يتم علاجها لدى أهل الاختصاص، فالنصر مستقبله ممتاز، ونتمنى من الأمير مشعل الاستماع للأصوات الأخرى. وتابع: المجلس التنفيذي الذي تم اعتماده أخيرا عليه ملاحظات كبيرة، فتركيبته غير فاعلة وغير منطقية ولا تنشد النجاح للنصر، فالأمير مشعل هو الرئيس للمكتب التنفيذي، والأمير فيصل بن تركي نائب الرئيس، ومنصور الثواب عضو، وسلمان القريني عضو، وصالح المطلق عضو، فجميعهم يمثلون الإدارة، فلماذا لم يكن هناك أشخاص يمثلون أطرافا أخرى؟ أتمنى أن يتم التغيير في المكتب التنفيذي بانضمام الأمير ممدوح بن عبدالرحمن عضوا، والأمير فيصل بن عبدالرحمن، ويوسف خميس، وأي شخص يستطيع أن يقدم الرأي ويوضح كل الأمور التي تحدث في النادي لرئيس المكتب التنفيذي، فوجود سلمان القريني الآن في المكتب التنفيذي خطأ لأنه الأمين العام للنادي، فلا بد أن تدخل أصوات لها رأي آخر، وتعدد الآراء ظاهرة صحية، ونحن كرياضيين سعوديين لا بد أن نتطور، فأي شخص يقول لنا «لا» لا يعني أنه خصم لنا. وأجدد وأكرر أن نادي النصر قادر على تجاوز كل هذه الصعوبات لأنه يملك نجوما في كل الخانات، وعلاج المشكلات يبدأ بترتيب الوضع المالي.