-A +A
عبدالله المرزوق (الرياض)
abdullah_mrzog1@

تأتي قصة نشوب أول خلاف بين قنوات الجزيرة الرياضية سابقا (bein sports) والإعلام الإماراتي، عبر ما تم فعله حين اتفق الطرفان على أن لا يتداخلا في حقوق النقل لبعض الدوريات الأوروبية لكرة القدم، إذ إن العاملين في الجزيرة استولوا على نقل الدوري الإسباني بشكل حصري في الشرق الأوسط، فيما أقرانهم في أبو ظبي الرياضية حصلوا على حقوق النقل للدوري الإنجليزي، واتفق الطرفان بعدم المزايدة على بعضهما.


لكن ما حدث هو أن القطريين استخدموا إحدى الشركات الإيطالية (MB Silva) لتكون الذراع الذي يمارسون من خلالها ألاعيبهم، إذ تم الإيعاز للشركة الإيطالية بالمزايدة على أبوظبي وانتزاع حقوق نقل الدوري الإنجليزي ومن ثم بيعه على القطريين، ما أثار حفيظة الإماراتيين، وامتد ذلك ليكون خلافا استمر لسنوات.

وهذا التصرف ما هو إلا شرح لما تم فعله أخيرا، وهو تماما كما فعله القطريون في «خليجي 22»، وتأتي قصة تلك البطولة حين دخلت الشركة الإيطالية ذاتها في المزايدة على حقوق النقل التلفزيوني للبطولة، حين تقدمت بعرض كبير لشراء الحقوق قيمته 37 مليون دولار، في ما كان العرض الأقل لشركة أخرى بفارق 10 ملايين دولار، وعروض أخرى بمبالغ أقل بكثير من ذلك.

هذا الفارق حينها أثار حفيظة رئيس وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو ما حدا بهم لمخاطبة جهات عليا لطلب التوجيه حول عرض تقدمت به شركة تحوم حولها الشكوك أنها تتبع للإعلام القطري وتسعى لاحتكار نقل البطولة بعد ذلك، ولها نشاطات مشابهة في رياضة المنطقة سابقا.

بناء عليه وبعد أخذ التوجيهات، اعتمد الاتحاد السعودي إبرام العقد مع الشركة الإيطالية شريطة أن يتم السماح للقنوات الرياضية السعودية بنقل البطولة بالمجان، وبالفعل تم لهم ذلك حين نقلت البطولة على قنوات الجزيرة والكأس، مع إعطاء قناتي الكويت وعمان الحق في نقل مباريات منتخبيهما فقط، وهو ما تسبب في نشوب خلاف جديد بين الجزيرة والإعلام الإماراتي واليمني والعراقي طفا على السطح حينها، وكان محط شد وجذب وتراشق إعلامي.

الحاضر السيئ هو شراء الشركة الإيطالية نفسها حقوق النقل لخمس نسخ قادمة لدورات الخليج حتى العام 2031، بقيمة بلغت 375 مليون دولار، وهو الإجراء الجديد لفرض القطريين احتكارهم رياضيا وإجبار جماهير سبعة منتخبات أخرى تشارك على الاشتراك في قنواتهم.

هذه الصفقة التي تمت قبل نحو شهرين فتحت التساؤلات أمام الإعلام والرياضيين: بكم سيكون بيع حقوق كل نسخة لأي قناة تنوي التقدم للشراء؟ وكيف وافق أمناء الاتحادات الخليجية على ذلك؟ وكيف انطلت عليهم الحيلة وأقنعوهم؟.

تفيد مصادر «عكاظ» الخاصة بأن الذريعة التي أقنعوا بها الاتحادات الخليجية هي توحيد سعر البطولة بشراء عدد من النسخ لسنوات قادمة، لا أن يترك الأمر للدولة المستضيفة في تحديد السعر، وبالفعل تمكنوا من ذلك وأوقعوا جميع الاتحادات المشاركة بين خيارين، الأول هو الشراء بمبلغ كبير جدا يتم تحديده من (bein sports) أو تقديم البطولة بين أحضانهم والاكتفاء بالمشاهدة.

يوما بعد يوم تثبت المعلومات والتصرفات التي كانت تمارسها الشركة الإيطالية أنها أحد الأذرع الخفية للجزيرة الرياضية، وكان الهدف من إيجادها الاستيلاء على كل ما يمكن من البطولات في المنطقة تمهيدا لإحكام السيطرة عليها واحتكارها، وتم إيجاد شركة جديدة بمسمى جديد ومن دولة أجنبية بعد أن ساءت سمعة الجزيرة الرياضية في نواياها، وهو امتداد لما تم في حقوق دوري أبطال آسيا، الذي ستكشف كواليسه «عكاظ» في وقت لاحق.