جميل جدا أن يأتي الوفاء من أهل الوفاء، والأجمل أن تشعر بأن كل ما قدمته لم يذهب هباء منثورا، وهذا ما حدث بالفعل لرئيس الاتحاد السعودي السابق أحمد عيد، الذي كان محل اهتمام الجمهور والإعلام الرياضي عندما حضر ليحتفل مع أبنائه اللاعبين بجني تلك الثمار التي غرس بذورها قبل أربعة مواسم، وهي التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا.
أحمد عيد الذي ذرف الدموع احتفالا وحزنا من أجل المنتخب وهو رئيس، عاد وهو مواطن ليشارك في فرحة الوطن بالإنجاز، وظهر عفويا وهو يرقص طربا بعد أن تحقق الهدف الذي عمل من أجله.
عيد فتح قلبه لـ«عكاظ»، وتحدث بلهجة المنتصر، كاشفا تفاصيل وأسرار تلك الليلة الجميلة التي قضاها وسط محبيه، ساردا قصة المشوار الصعب الذي تكلل ببطاقة المونديال، فماذا قال؟
ثمرة التعب
• نبارك لكم بلوغ المنتخب السعودي نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.. كيف رأيتم هذا التأهل؟
•• الحمد لله تعبنا وتعب أبنائي اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية وإخواني في مجلس الاتحاد السعودي برئاسة أخي العزيز عادل عزت وكذلك إخواني في مجلس الإدارة السابقة والهيئة العامة للرياضة لم يذهب هدرا، وأنا هنا أبارك لهم جميعا، وأبارك لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أولا على اهتمامهم ودعمهم للرياضة السعودية عامة وللمنتخب السعودي خاصة، ولا ننسى المواقف التاريخية التي قام بها الأمير محمد بن سلمان في تذليل الصعاب والتحديات التي واجهت المنتخب السعودي منذ البداية وحتى النهاية، وهذا الأمر غير مستغرب من حكومتنا الرشيدة، وبالتأكيد رأيته مثل أي مواطن غيور ومحب لوطنه، وسعدت به كأي مشجع سعودي حريص على رفع علم بلاده في أكبر محفل رياضي حريص على وجود منتخب بلاده بين المنتخبات العالمية، والحمد لله تحقق الحلم.
• صراحة هل كنت تتوقع بلوغ المنتخب كأس العالم؟
•• نعم، كنت واثقا بأن الله سبحانه وتعالى لن يضيع تعب المجتهدين المخلصين، وكنت أرى كأس العالم في عيون اللاعبين منذ أول مباراة للمنتخب، وحقيقة أن لاعبي المنتخب أبطال، تحملوا كل الإرهاق والتحديات والمشاركات والضغوطات، وكنت ألمس الرغبة والإصرار منذ المعسكر الأول، ولا أنسى عندما حضر مارفيك واجتمع مع اللاعبين في أول يوم حضر فيه، إذ قال لهم ماذا تريدون، فقالوا بعبارة واحدة نريد أن نلعب في كأس العالم. فقال لهم مارفيك إذن نحن متفقون على الهدف، ولا بد أن نعمل له، وبالفعل كان التعاون كبيرا، والجهود عظيمة ومشوار الألف ميل بدأ بمحاضرة، وأتذكر أنه في المؤتمر الصحفي التعريفي بالمدرب والجهاز المساعد له قال مارفيك: إذا لم نحقق هدفنا فإننا إذن لم نقم بالعمل المطلوب، وبالفعل كان هناك عمل جبار، لذلك كنت واثقا من التأهل ولم أفقد ثقتي لحظة، حتى وهو يخسر أمام الإمارات كنت متفائلا والحمد لله.
الملعب المحبوب
• اللاعبون والإداريون قالوا إن أحمد عيد كان يقول خلال اجتماعاته السابقة بهم إنه واثق من التأهل.. ما هي أسباب هذا الشعور؟
•• حقيقة إخفاقنا في الوصول إلى مونديالي كأس العالم عامي 2010 و2014 لاسيما الخسارة أمام استراليا 4/2 وكذلك التعادل أمام كوريا الشمالية السلبي في الرياض 2009 كانت نتيجة أخطاء بسيطة؛ كوننا نقوم بعمل كبير ونفتقد إلى أشياء بسيطة هي العامل المساعد لدفع الفريق في الأمتار الأخيرة، وهذا ما تحقق مع المدرب مارفيك الذي كان يستطيع أن يتعامل بشكل جيد، بالتالي تمت معالجتها، فمارفيك هو ضالة المنتخب التي كنا نحتاجها، وبالتالي تغير شكل المنتخب وأظهر كل إمكاناته، الأمر الآخر أن المنتخب عندما يلعب على أرضه لا يخسر والحمد لله، جميع المباريات حققنا فيها الفوز باستثناء مباراة أستراليا تعادلنا فيها، حتى الوديات التي أقيمت في الجوهرة لم يخسر المنتخب، وهذا عامل مساعد كونك لا تخسر على أرضك وأمام جمهورك الكبير الذي لم يقصر، وهو أمر إيجابي. ولعلي هنا أتذكر ما قاله المدرب مارفيك للاعبين، يجب أن تلعبوا على الملعب الذي تحبونه، فقالوا الجوهرة، لذلك أصر على إقامة جميع المباريات على أرض الجوهرة حتى آخر مباراة، التي كان يتوقع إقامتها في المنطقة الشرقية إلا أن مارفيك أصر على نقلها لإيمانه الكامل بأن اللاعبين سيعطون كل ما لديهم وهذا ما لمسناه بالفعل، إذن المدرب يعرف كيف يخرج كل ما لدى اللاعبين، كما أني كنت ألمس الجانب الإيجابي لدى اللاعبين، ويستحقون منا كل تقدير واحترام، فعندما تشعرهم بأهميتهم وتعاملهم بأبوه وتقدر موهبتهم فإنك تستطيع أن تحصل على كل شي منهم.
• ظهورك بهذه الفرحة العارمة بعد المباراة ماهو سرها؟
•• الحمد لله الفرحة كانت بسبب أنني كنت حاضرا ولله الحمد شاركت في عام 1998 كمدير للمنتخب وأيضا في عامي 2002 و2006 كعضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي، وشاركت في تأهل المنتخب كرئيس للاتحاد، وكذلك منذ ولادة هذا الحلم قبل خمس سنوات كما جاء من الملعب العزيز على نفسي الذي عايشته منذ إنشائه، ولا أنسى لقائي مع الملك عبدالله -رحمه الله- إذ قال لي: ماذا يسعد الجماهير، قلت كرة القدم وفوز المنتخب. قال اعمل على المنتخب وسنوفر لك كل شيء. وكذلك دعم مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وأيضا حضور وجه السعد الأمير محمد بن سلمان ودعمه الكبير واهتمامه بالرياضة، وأيضا تذكرت وأنا في طريقي للملعب برفقة أبنائي افتتاح الجوهرة وكيف كان ذلك اليوم باعتباري رئيسا للاتحاد، حقيقة شعور لا يوصف وأنا أشاهد هذا الجمهور الكبير والغفير من كبار سن وأطفال وشباب بصور مختلفة يدعمون المنتخب، لذا فرحتي كانت عارمة.
سر الرقصة
• وما سر الرقصة في الملعب؟
•• عندما نزلت أرض الملعب لم أعد أشعر بحالي من شدة الفرح، فقابلني وليد بروحه الحلوة ورقصته، وطلب أن أرقص معه، وهو دائما يصر علي أن أرقص، وبعد كل مباراة يطلب مني في غرفة الملابس أن أرقص، واستحضرت طلبه مع عدم شعوري بنفسي، فوجدت نفسي أرقص، والوطن يستحق أن نرقص لأجله، ولو أطاوع وليد ممكن طول الليل أرقص.
• هناك من يرى أن اتحاد عزت قطف ثمار اتحاد عيد؟
•• أولا هذا الإنجاز للوطن، والجميع شارك به، ولا يمكن أن نختزله في شخص أو أشخاص، فالرياضة تقوم على العمل الجماعي، فبعد فضل الله ثم فضل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، فإن جميع الرياضيين شركاء في النجاح، فالاتحاد السابق شريك، والاتحاد الحالي والإعلام والهيئة والأندية والجمهور كلهم شركاء، وأحمد عيد لم يكن إلا مواطنا سعوديا خادما لوطنه وحكومته ولرياضة وطنه، بالتالي لا أحبذ نسب هذا الإنجاز لأشخاص بقدر ما هو إنجاز وطن، والدليل أن الجميع فرح به.
دعم غير محدود
• كيف كانت مشاعرك قبل وبعد التأهل؟
•• الحمد لله مشاعري غامرة بالسعادة وأنا أشاهد صقورنا يحلقون والجماهير الغفيرة في الملعب تحتفي بهذا الإنجاز، ولمست ذلك بحجم الحب الكبير الذي واجهته قبل وبعد المباراة والاتصالات التي وصلتني، وزاد سرورنا وفرحنا طلة ولي العهد الذي كان حاضراً ومشاركاً أبناءه وإخوانه الرياضيين، وأقول له شكراً، وأنا أدرك أن كلمة شكراً لن توفي حقكم يا ولي العهد على دعمكم للرياضة والرياضيين، وما تحقق إلا ثمرة جهودكم وإن شاء الله الرياضة السعودية بخير في ظل دعم حكومتنا الرشيدة. أما شعوري قبل المباراة فقد كنت أشاهد الفرحة في مخيلتي وأنا في طريقي للملعب، ومتفائل والحمد لله لم يضع تعب الجميع.
• ما هي أصعب اللحظات التي عشتها في جميع المراحل؟
•• الحمد لله اللحظات السعيدة كانت أكثر والذكريات الجميلة في هذ المشوار كانت وما زالت عالقة في ذهني، وأتذكر اتصالات أبنائي اللاعبين عندما منعتني ظروفي الصحية من مرافقة المنتخب لليابان، فقد لمست رغبة لدى اللاعبين لتحقيق شيء، كما في معسكر الفريق قبل مباراة أستراليا في جدة صعدت إلى الدور الخاص باللاعبين فوجدتهم جميعا في غرفة أسامة هوساوي يتحدثون عن كأس العالم وطموحهم، وأدركت أن المونديال قريب من اللاعبين، وأصعب لحظة قبل مباراة الإمارات الأخيرة، إذ شعرت بأن الجميع في الوسط الرياضي يتحدث وكأن الفوز مضمون، وخفت من هذا الشعور، وبالفعل حدث ما كنت أخاف منه.
الأصعب والأجمل
• أجمل مباراة لعبها المنتخب وأصعبها؟
•• أصعبها الأولى أمام تايلند؛ كونها البداية، والأجمل أمام اليابان، فمن خلالها أعلن الأخضر وصوله لكأس العالم.
مدرب عالمي
• ما رأيك في المدرب مارفيك.. هل تعتقد بأنه نجح في مهمته؟
•• لا شك أن مارفيك مدرب كبير وعالمي، ونجاحه لا يحتاج إلى سؤال، فهو حضر في ظروف صعبة وأثبت نفسه، ولكن بتعاون الجميع حقق المهم، ومن كان قريبا منه يدرك حجم العمل الذي قام به، وأيضا لا ننسى فريق العمل معه فهناك الكثير منا لا يعرف حقيقة عملهم، وبحكم أني كنت قريبا منهم ففي هذا الفريق لكل شخص مهمة خاصة به، فهناك من هو مسؤول عن اللياقة، وهناك من هو مسؤول عن تنفيذ التكتيكات الفنية، وهناك من هو مسؤول عن مراقبة اللاعبين بالكمبيوتر، وصدقوني هذا المدرب من أفضل المدربين الذين حضروا إلى المملكة، وأحب أقول المدرب يعرف ومن خلال فريق العمل اللاعب كم مرة لمس الكرة في الملعب وماهي المناطق التي يجب أن يتحرك فيها وكم كيلومتر قطع في المباراة، فالإحصاءات هي من تحدد مشاركة كل لاعب، ونحن عاطفيون في انتقادنا وتقييمنا للاعب، بينما هو تقييمه بناء على معلومات ومعدلات حسابية يقوم بها، لذلك أتمنى استمراره مع المنتخب خلال المرحلة القادمة حتى ننجح في استكمال الحلم، ولاشك أن الاتحاد السعودي الحالي برئاسة أخي عادل عزت حريص كل الحرص على مصلحة المنتخب السعودي.
• إذن تؤيد استمراره؟
•• أعتقد أن اتحاد الكرة والقائمين على الرياضة يملكون الصورة كاملة والتصور الذي يجب أن يكون عليه المنتخب خلال المرحلة القادمة، ولكن أنا دائما وأبدا مع الاستقرار، ولاسيما أن المدرب أصبح جزءا من هذا المشروع ومن هذا النجاح.
بين النخبة
• أخيرا.. ماذا تبقى لتقوله؟
•• الحمد لله على ما تحقق للكرة السعودية، والحمد لله أن الجهود لم تذهب هباء منثورا، والحمد لله على الالتفاف والحب الكبير الذي يربط بين حكومة المملكة وشعبها، والحمد لله على أن المنتخب السعودي حقق كل الأمنيات وأصبح من بين 32 منتخبا بتأهله لكأس العالم، وهو الهدف الذي عملنا عليه عند تسلمنا الاتحاد، إذ أعلنا كمجلس إدارة أن الهدف الأسمى هو أن يكون المنتخب السعودي من أفضل 50 منتخبا في العالم، فألف شكر لكل من عمل، ولا ننسى الأمير عبدالله بن مساعد، وأتذكر له كلمة عندما قال «أنت يا أحمد متفائل بالوصول لكأس العالم، وهذا يمنحنا تفاؤلا»، أحب أن أبارك له، كما أبارك لمحمد آل الشيخ الرئيس السابق للهيئة، وكذلك أبارك لتركي آل الشيخ بالثقة الملكية، وإن شاء الله أننا موعودون بالتطور الرياضي والازدهار، وأشكر صحيفتي «عكاظ» وكل وسائل الإعلام.
أحمد عيد الذي ذرف الدموع احتفالا وحزنا من أجل المنتخب وهو رئيس، عاد وهو مواطن ليشارك في فرحة الوطن بالإنجاز، وظهر عفويا وهو يرقص طربا بعد أن تحقق الهدف الذي عمل من أجله.
عيد فتح قلبه لـ«عكاظ»، وتحدث بلهجة المنتصر، كاشفا تفاصيل وأسرار تلك الليلة الجميلة التي قضاها وسط محبيه، ساردا قصة المشوار الصعب الذي تكلل ببطاقة المونديال، فماذا قال؟
ثمرة التعب
• نبارك لكم بلوغ المنتخب السعودي نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.. كيف رأيتم هذا التأهل؟
•• الحمد لله تعبنا وتعب أبنائي اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية وإخواني في مجلس الاتحاد السعودي برئاسة أخي العزيز عادل عزت وكذلك إخواني في مجلس الإدارة السابقة والهيئة العامة للرياضة لم يذهب هدرا، وأنا هنا أبارك لهم جميعا، وأبارك لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أولا على اهتمامهم ودعمهم للرياضة السعودية عامة وللمنتخب السعودي خاصة، ولا ننسى المواقف التاريخية التي قام بها الأمير محمد بن سلمان في تذليل الصعاب والتحديات التي واجهت المنتخب السعودي منذ البداية وحتى النهاية، وهذا الأمر غير مستغرب من حكومتنا الرشيدة، وبالتأكيد رأيته مثل أي مواطن غيور ومحب لوطنه، وسعدت به كأي مشجع سعودي حريص على رفع علم بلاده في أكبر محفل رياضي حريص على وجود منتخب بلاده بين المنتخبات العالمية، والحمد لله تحقق الحلم.
• صراحة هل كنت تتوقع بلوغ المنتخب كأس العالم؟
•• نعم، كنت واثقا بأن الله سبحانه وتعالى لن يضيع تعب المجتهدين المخلصين، وكنت أرى كأس العالم في عيون اللاعبين منذ أول مباراة للمنتخب، وحقيقة أن لاعبي المنتخب أبطال، تحملوا كل الإرهاق والتحديات والمشاركات والضغوطات، وكنت ألمس الرغبة والإصرار منذ المعسكر الأول، ولا أنسى عندما حضر مارفيك واجتمع مع اللاعبين في أول يوم حضر فيه، إذ قال لهم ماذا تريدون، فقالوا بعبارة واحدة نريد أن نلعب في كأس العالم. فقال لهم مارفيك إذن نحن متفقون على الهدف، ولا بد أن نعمل له، وبالفعل كان التعاون كبيرا، والجهود عظيمة ومشوار الألف ميل بدأ بمحاضرة، وأتذكر أنه في المؤتمر الصحفي التعريفي بالمدرب والجهاز المساعد له قال مارفيك: إذا لم نحقق هدفنا فإننا إذن لم نقم بالعمل المطلوب، وبالفعل كان هناك عمل جبار، لذلك كنت واثقا من التأهل ولم أفقد ثقتي لحظة، حتى وهو يخسر أمام الإمارات كنت متفائلا والحمد لله.
الملعب المحبوب
• اللاعبون والإداريون قالوا إن أحمد عيد كان يقول خلال اجتماعاته السابقة بهم إنه واثق من التأهل.. ما هي أسباب هذا الشعور؟
•• حقيقة إخفاقنا في الوصول إلى مونديالي كأس العالم عامي 2010 و2014 لاسيما الخسارة أمام استراليا 4/2 وكذلك التعادل أمام كوريا الشمالية السلبي في الرياض 2009 كانت نتيجة أخطاء بسيطة؛ كوننا نقوم بعمل كبير ونفتقد إلى أشياء بسيطة هي العامل المساعد لدفع الفريق في الأمتار الأخيرة، وهذا ما تحقق مع المدرب مارفيك الذي كان يستطيع أن يتعامل بشكل جيد، بالتالي تمت معالجتها، فمارفيك هو ضالة المنتخب التي كنا نحتاجها، وبالتالي تغير شكل المنتخب وأظهر كل إمكاناته، الأمر الآخر أن المنتخب عندما يلعب على أرضه لا يخسر والحمد لله، جميع المباريات حققنا فيها الفوز باستثناء مباراة أستراليا تعادلنا فيها، حتى الوديات التي أقيمت في الجوهرة لم يخسر المنتخب، وهذا عامل مساعد كونك لا تخسر على أرضك وأمام جمهورك الكبير الذي لم يقصر، وهو أمر إيجابي. ولعلي هنا أتذكر ما قاله المدرب مارفيك للاعبين، يجب أن تلعبوا على الملعب الذي تحبونه، فقالوا الجوهرة، لذلك أصر على إقامة جميع المباريات على أرض الجوهرة حتى آخر مباراة، التي كان يتوقع إقامتها في المنطقة الشرقية إلا أن مارفيك أصر على نقلها لإيمانه الكامل بأن اللاعبين سيعطون كل ما لديهم وهذا ما لمسناه بالفعل، إذن المدرب يعرف كيف يخرج كل ما لدى اللاعبين، كما أني كنت ألمس الجانب الإيجابي لدى اللاعبين، ويستحقون منا كل تقدير واحترام، فعندما تشعرهم بأهميتهم وتعاملهم بأبوه وتقدر موهبتهم فإنك تستطيع أن تحصل على كل شي منهم.
• ظهورك بهذه الفرحة العارمة بعد المباراة ماهو سرها؟
•• الحمد لله الفرحة كانت بسبب أنني كنت حاضرا ولله الحمد شاركت في عام 1998 كمدير للمنتخب وأيضا في عامي 2002 و2006 كعضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي، وشاركت في تأهل المنتخب كرئيس للاتحاد، وكذلك منذ ولادة هذا الحلم قبل خمس سنوات كما جاء من الملعب العزيز على نفسي الذي عايشته منذ إنشائه، ولا أنسى لقائي مع الملك عبدالله -رحمه الله- إذ قال لي: ماذا يسعد الجماهير، قلت كرة القدم وفوز المنتخب. قال اعمل على المنتخب وسنوفر لك كل شيء. وكذلك دعم مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وأيضا حضور وجه السعد الأمير محمد بن سلمان ودعمه الكبير واهتمامه بالرياضة، وأيضا تذكرت وأنا في طريقي للملعب برفقة أبنائي افتتاح الجوهرة وكيف كان ذلك اليوم باعتباري رئيسا للاتحاد، حقيقة شعور لا يوصف وأنا أشاهد هذا الجمهور الكبير والغفير من كبار سن وأطفال وشباب بصور مختلفة يدعمون المنتخب، لذا فرحتي كانت عارمة.
سر الرقصة
• وما سر الرقصة في الملعب؟
•• عندما نزلت أرض الملعب لم أعد أشعر بحالي من شدة الفرح، فقابلني وليد بروحه الحلوة ورقصته، وطلب أن أرقص معه، وهو دائما يصر علي أن أرقص، وبعد كل مباراة يطلب مني في غرفة الملابس أن أرقص، واستحضرت طلبه مع عدم شعوري بنفسي، فوجدت نفسي أرقص، والوطن يستحق أن نرقص لأجله، ولو أطاوع وليد ممكن طول الليل أرقص.
• هناك من يرى أن اتحاد عزت قطف ثمار اتحاد عيد؟
•• أولا هذا الإنجاز للوطن، والجميع شارك به، ولا يمكن أن نختزله في شخص أو أشخاص، فالرياضة تقوم على العمل الجماعي، فبعد فضل الله ثم فضل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، فإن جميع الرياضيين شركاء في النجاح، فالاتحاد السابق شريك، والاتحاد الحالي والإعلام والهيئة والأندية والجمهور كلهم شركاء، وأحمد عيد لم يكن إلا مواطنا سعوديا خادما لوطنه وحكومته ولرياضة وطنه، بالتالي لا أحبذ نسب هذا الإنجاز لأشخاص بقدر ما هو إنجاز وطن، والدليل أن الجميع فرح به.
دعم غير محدود
• كيف كانت مشاعرك قبل وبعد التأهل؟
•• الحمد لله مشاعري غامرة بالسعادة وأنا أشاهد صقورنا يحلقون والجماهير الغفيرة في الملعب تحتفي بهذا الإنجاز، ولمست ذلك بحجم الحب الكبير الذي واجهته قبل وبعد المباراة والاتصالات التي وصلتني، وزاد سرورنا وفرحنا طلة ولي العهد الذي كان حاضراً ومشاركاً أبناءه وإخوانه الرياضيين، وأقول له شكراً، وأنا أدرك أن كلمة شكراً لن توفي حقكم يا ولي العهد على دعمكم للرياضة والرياضيين، وما تحقق إلا ثمرة جهودكم وإن شاء الله الرياضة السعودية بخير في ظل دعم حكومتنا الرشيدة. أما شعوري قبل المباراة فقد كنت أشاهد الفرحة في مخيلتي وأنا في طريقي للملعب، ومتفائل والحمد لله لم يضع تعب الجميع.
• ما هي أصعب اللحظات التي عشتها في جميع المراحل؟
•• الحمد لله اللحظات السعيدة كانت أكثر والذكريات الجميلة في هذ المشوار كانت وما زالت عالقة في ذهني، وأتذكر اتصالات أبنائي اللاعبين عندما منعتني ظروفي الصحية من مرافقة المنتخب لليابان، فقد لمست رغبة لدى اللاعبين لتحقيق شيء، كما في معسكر الفريق قبل مباراة أستراليا في جدة صعدت إلى الدور الخاص باللاعبين فوجدتهم جميعا في غرفة أسامة هوساوي يتحدثون عن كأس العالم وطموحهم، وأدركت أن المونديال قريب من اللاعبين، وأصعب لحظة قبل مباراة الإمارات الأخيرة، إذ شعرت بأن الجميع في الوسط الرياضي يتحدث وكأن الفوز مضمون، وخفت من هذا الشعور، وبالفعل حدث ما كنت أخاف منه.
الأصعب والأجمل
• أجمل مباراة لعبها المنتخب وأصعبها؟
•• أصعبها الأولى أمام تايلند؛ كونها البداية، والأجمل أمام اليابان، فمن خلالها أعلن الأخضر وصوله لكأس العالم.
مدرب عالمي
• ما رأيك في المدرب مارفيك.. هل تعتقد بأنه نجح في مهمته؟
•• لا شك أن مارفيك مدرب كبير وعالمي، ونجاحه لا يحتاج إلى سؤال، فهو حضر في ظروف صعبة وأثبت نفسه، ولكن بتعاون الجميع حقق المهم، ومن كان قريبا منه يدرك حجم العمل الذي قام به، وأيضا لا ننسى فريق العمل معه فهناك الكثير منا لا يعرف حقيقة عملهم، وبحكم أني كنت قريبا منهم ففي هذا الفريق لكل شخص مهمة خاصة به، فهناك من هو مسؤول عن اللياقة، وهناك من هو مسؤول عن تنفيذ التكتيكات الفنية، وهناك من هو مسؤول عن مراقبة اللاعبين بالكمبيوتر، وصدقوني هذا المدرب من أفضل المدربين الذين حضروا إلى المملكة، وأحب أقول المدرب يعرف ومن خلال فريق العمل اللاعب كم مرة لمس الكرة في الملعب وماهي المناطق التي يجب أن يتحرك فيها وكم كيلومتر قطع في المباراة، فالإحصاءات هي من تحدد مشاركة كل لاعب، ونحن عاطفيون في انتقادنا وتقييمنا للاعب، بينما هو تقييمه بناء على معلومات ومعدلات حسابية يقوم بها، لذلك أتمنى استمراره مع المنتخب خلال المرحلة القادمة حتى ننجح في استكمال الحلم، ولاشك أن الاتحاد السعودي الحالي برئاسة أخي عادل عزت حريص كل الحرص على مصلحة المنتخب السعودي.
• إذن تؤيد استمراره؟
•• أعتقد أن اتحاد الكرة والقائمين على الرياضة يملكون الصورة كاملة والتصور الذي يجب أن يكون عليه المنتخب خلال المرحلة القادمة، ولكن أنا دائما وأبدا مع الاستقرار، ولاسيما أن المدرب أصبح جزءا من هذا المشروع ومن هذا النجاح.
بين النخبة
• أخيرا.. ماذا تبقى لتقوله؟
•• الحمد لله على ما تحقق للكرة السعودية، والحمد لله أن الجهود لم تذهب هباء منثورا، والحمد لله على الالتفاف والحب الكبير الذي يربط بين حكومة المملكة وشعبها، والحمد لله على أن المنتخب السعودي حقق كل الأمنيات وأصبح من بين 32 منتخبا بتأهله لكأس العالم، وهو الهدف الذي عملنا عليه عند تسلمنا الاتحاد، إذ أعلنا كمجلس إدارة أن الهدف الأسمى هو أن يكون المنتخب السعودي من أفضل 50 منتخبا في العالم، فألف شكر لكل من عمل، ولا ننسى الأمير عبدالله بن مساعد، وأتذكر له كلمة عندما قال «أنت يا أحمد متفائل بالوصول لكأس العالم، وهذا يمنحنا تفاؤلا»، أحب أن أبارك له، كما أبارك لمحمد آل الشيخ الرئيس السابق للهيئة، وكذلك أبارك لتركي آل الشيخ بالثقة الملكية، وإن شاء الله أننا موعودون بالتطور الرياضي والازدهار، وأشكر صحيفتي «عكاظ» وكل وسائل الإعلام.