يعتزم عدد كبير من لاعبي المنتخب الجزائري مقاطعة المباراة المقبلة المقررة أمام منتخب الكاميرون، في أكتوبر المقبل، احتجاجا على موقف رئيس الاتحاد الجزائري خير الدين زطشي، وحرصه على تحميلهم مسؤولية تضييع هدف بلوغ مونديال روسيا العام المقبل، وذلك حسب ما نشرته صحيفة "الخبر" الجزائرية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء.
أحدث قرار زطشي، أمس، بالتضحية بثلاثة من ركائز "الخضر" ضجة كبيرة وسط اللاعبين الدوليين المتواجدين في مختلف البطولات الأوروبية، واقتنع العديد منهم بأن إقصاء "رياض محرز، إسلام سليماني، نبيل بن طالب" وعدم دعوتهم للمشاركة في المباراة المقبلة برسم الجولة الخامسة وما قبل الأخيرة من تصفيات كأس العالم، هو رسالة مشفرة لبقية اللاعبين على أنهم غير مرغوب فيهم، وبأن الرئيس زطشي يسير نحو الاستغناء عنهم تدريجيا، وجعلهم كبش فداء أمام الرأي العام الرياضي حين يتم التطرق لأسباب الفشل في بلوغ المونديال ثلاث مرات على التوالي.
واستنادا إلى مصدر عليم، فإن زطشي دخل في مناوشات كلامية أمس حين حاول تبرير لمحرز عدم دعوته، خلال مكالمة هاتفية كون نجم نادي ليستر سيتي الإنجليزي لم يقتنع بمبررات رئيس الاتحادية الذي تدارى وراء "عدم أهمية" الموعد الكروي، ليرد عليه (محرز) بنبرة حادة تؤكد بأن رسالة الإقصاء المبرمج وصلته بقوله "رجاء لا تستدعوني مستقبلا"، ما استفز رئيس الاتحادية الذي راح بدوره يشدد اللهجة بالقول "سنصنع مائة محرز ومائة براهيمي.. من تظن نفسك؟".
المناوشات الكلامية بين زطشي ومحرز التي سبقتها مناوشات مماثلة بين رئيس الاتحادية وغلام، قد تكون القطرة التي ستفيض الكأس، كون "معاقبة" سليماني وبن طالب أيضا بعدم دعوتهما لمباراة الكاميرون، إلى جانب محرز، جعلت عدة لاعبين يعتزمون التضامن مع زملائهم وأصدقائهم اقتناعا منهم بأن دورهم آت، حيث كشف مصدر عليم بأن فوزي غلام أسر لمقربيه بأنه لن يحضر مباراة الكاميرون على الرغم من تلقيه استدعاء الاتحادية.
وتواصل غلام، أمس، مع عدة لاعبين، على غرار ياسين براهيمي من أجل الاتفاق على موقف واحد، ولم يستبعد أن تتسع قائمة الغاضبين على زطشي والمقاطعين لمباراة الكاميرون، كون ياسين براهيمي يفكر بدوره في عدم الحضور بسبب رئيس الاتحادية، إلى جانب سفير تايدر، فيما اتخذ كارل مجاني وعدلان ڤديورة قرارا باعتزال اللعب دوليا مباشرة بعد الخسارة الثانية أمام منتخب زامبيا.
وعلى الرغم من الملاسنات بين زطشي وغلام بعد مباراة زامبيا بقسنطينة، والرد العنيف للاعب نابولي على اتهامات رئيس الاتحادية للاعبيه برفع الأقدام، إلا أن زطشي لم يُبعد غلام من المنتخب لأسباب انضباطية، بينما لم يجد حرجا في إبعاد رياض محرز لأسباب انضباطية، بسبب تنقل الأخير إلى أوروبا من أجل التفاوض بشأن رحيله إلى فريق جديد دون إشعار إدارة فريقه ودون أن يمضي في النهاية لأي فريق، وترتب عن ذلك تضييع محرز لمباراة الذهاب في لوزاكا، رغم أن الموقع الرسمي لـ"الفاف" نشر بيانا رسميا وقتها يعلن فيه عن تنقل محرز لإتمام صفقة تنقله بترخيص من الاتحادية، قبل أن يتم سحب البيان عقب احتجاج رسمي من إدارة ليستر سيتي على "الفاف" لعدم إشعارها بذلك.
ودفع إسلام سليماني ثمن خلافه مع "رجل ثقة" الرئيس زطشي غاليا، ووقف رئيس "الفاف" بجانب أمين العبدي في خلافه مع سليماني قبل التنقل إلى لوزاكا، حين دخل الرجلان في اشتباكات في منتصف الليل، كون سليماني لم يتقبل ملاحظات العبدي له، بينما أصبح نبيل بن طالب لا يحقق الإجماع وطالته الانتقادات من طرف محيط الرئيس زطشي بسبب أدائه المتواضع، رغم أن بن طالب يعتبر إحدى ركائز "الخضر" من اللاعبين الشبان الموهوبين.
وتسود قناعة وسط عدة لاعبين من ركائز المنتخب بأن زطشي يسعى لتلطيخ صورتهم أمام الرأي العام والجماهير الجزائرية للتنصل من مسؤولياته، ولتغطية عورات تسييره وافتقاره لنظرة شاملة وبرنامج واضح، وهو يحرص أيضا على التقليل من شأنهم ومحو ما صنعوه في المونديال السابق، حتى يضفي الشرعية على قرار مقبل محتمل، حسبهم، بإقحام أكبر عدد من لاعبي نادي بارادو في المنتخب الأول لكسب صفة اللاعب الدولي، على اعتبار أن المنتخب خسر كل أهدافه، وسيكون، حسبهم، من السهل على أي فريق أو مدرب بلوغ "كان 2019"، طالما أن نصف المنتخبات الإفريقية ستتأهل بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 منتخبا.