لم يمر على الساحة الرياضية يوم كالذي مر عليها يوم إعلان الاتحاد السعودي عن أكبر قضية فساد في الوسط، فالقضايا التي أعلنت أذهلت الجميع والأسماء التي أفصح عنها كانت عبارة عن طامة كبرى، فلم يكن أحد يعلم بكل هذه التجاوزات، لكن في رأيي أن الساحة الرياضية بدأت في التعافي مما أصابها خلال سنوات ماضية عانت فيها الأمرين من تدخلات سلبية، وتجاوزات مالية أوصلت الكثير من الأندية إلى ساحة الديون والمطالبات وهددت الكثير من الأندية الأخرى بالهبوط والتراجع، وطال الفساد حتى بلغ الاتحاد السعودي وبعض لجانه، ولكن اليوم يضع الحزم كل واحد أمام مسؤولياته وأمام ما قدمه والتاريخ لا يرحم، والعقاب سيطال كل من سولت له يده أن يتجاوز الأنظمة، وما زلنا نذكر الكلمة التاريخية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان حينما قال بأن العقاب سيطال كل فاسد ولن ينجو من العقاب أحد، سواء أكان أميرا أو مسؤولا. وهذه مرحلة جديدة تمر بها المملكة العربية السعودية، فإذا أردت أن تتطور وتصل لمصاف الدول الكبرى يجب عليك أن تحارب الفساد فهو العائق الأول للتنمية ولتحقيق الإنجازات، فمن كانت عينه على النجاح يجب أن يزيل الفساد عن الطريق، وهذا ما لمسناه في البيان الذي أعلنت عنه الرياضة السعودية متمثلة في الاتحاد السعودي، الذي فضح بالأسماء المتورطين في قضايا فساد، والأمر في بدايته فالتحقيقات ستكشف الكثير من التجاوزات، لأن ملف الرياضة مليء بالأخطاء التي تحملها الوسط الرياضي كثيرا. وما زلت أؤكد بأن القادم في الرياضة أجمل، فكل هذه التحركات ونحن على أعقاب مشاركة كبرى في كأس العالم، والنجاح هناك مرتبط بالعمل القوي والدؤوب، سواء بالقرارات الداعمة للرياضة، أو بالقرارات الرقابية التي توقف من عجلة الفساد في الوسط الرياضي.