-A +A
نعيم تميم الحكيم (جدة) naeemtamimalhac@
لا جديد.. فأسطوانة كل عام مع إقالات المدربين في بداية الدوري من قبل إدارات الأندية ومسيريها تتكرر بحجج مختلفة، وباتت محفوظة عن ظهر قلب لأصغر متابع للكرة السعودية.

ولم تمضِ سوى تسع جولات من عمر دوري المحترفين السعودي حتى وصل عدد المدربين المقالين من الإدارة الفنية للفرق إلى ستة من أصل 14 مدربا، أي قرابة النصف، والعدد مرشح في ازدياد، نظرا لتدهور نتائج فرق أخرى أو نشوب خلافات بين الإدارت والمدربين.


وتعكس حالة الإقالات المتعاقبة للمدربين بعد مرور (90) يوما على بداية دوري المحترفين السعودي، سوء الاختيارات من قبل الإدارات وعدم وجود هدف تضعه في بداية الموسم مع المدرب وتسير عليه، إذ يرى الخبراء أن الاختيارات في الأغلب عشوائية وتفتقد التخطيط والمنهجية وتحديد الأهداف.

وهو ما أشار إليه المدرب الوطني فيصل سيف في حديثه لـ«عكاظ»، مشيرا إلى أن أي مشروع لمدرب يحتاج فترة زمنية كافية حتى تتضح معالمه، وهذا يبنى على أهداف مشتركة بين الإدارة والمدرب.

ويعذر سيف الإدارات في بعض الأحيان بالتوجه لإقالة المدربين في حال تدهور النتائج بشكل لا يحتمل أو وجود مشكلات تدريبية ومؤشرات على أن المدرب لا يملك القدرات وغير قيادي والفريق لن يتطور معه.

لكنه يعود ويحمل الإدارة السبب الرئيسي في كثرة إقالات المدربين من خلال سوء الاختيارات الفنية وعدم وجود أهداف تحدد للمدرب، وبناء عليها يكون التقييم، وفي حال وجود مشكلات فإن الطريفين يناقشان جملة من الحلول رغبة في الخروج منها.

وعدد سيف الآثار السلبية لكثرة إقالات المدربين، فإضافة إلى الخسائر المالية هناك عدم ثبات مستوى الفريق وتدهوره فنيا بسبب كثرة التغييرات، وفقدانه للهوية، كما أنها ظاهرة غير حضارية.

ويعول سيف على خصخصة الأندية كحل للتخلص من هذه الظاهرة السلبية، مستدلا بعدم وجود مثل هذه الأمور في دوريات كبيرة كالإسباني والإنجليزي، إذ يحرص كل مستثمر أن لا يخسر ماليا لذلك يحسن الاختيار وفق أهداف معينة.

ولفت فيصل، الذي شغل مساعد مدرب الفتح فتحي الجبال ونجران مع البرازيلي انجوس، إلى أن ما يحدث في كرة السعودية هو أمر اعتيادي مع تكراره حتى أصبحت إقالة المدرب أول الحلول عند حدوث مشكلة في الفريق، ما يفقدها الاستقرار الفني ويؤثر على نتائجه على المستوى البعيد.

وكان أولى ضحايا الإقالات المدرب الوطني سامي الجابر الذي أقيل من تدريب نادي الشباب بعد الجولة الثالثة عقب تلقيه خسارتين من أصل ثلاث مباريات أمام فريقي أحد والباطن، ليحل مكانه الأورغوياني دانيال كارينيو.

فيما أطاحت النتائج السلبية لمدرب النصر البرازيلي ريكاردو قوميز برأسه من تدريب العالمي بعد أربع جولات، إذ لم يستطع الفوز سوى في أول مباراة، ثم سقط في فخ التعادلات في ثلاث مباريات متتالية، ليخلفه المدرب الأرجنتيني جوستافو كونتريوس.

ولم ينجح المدرب الجزائري توفيق روابح في تحقيق أي فوز مع فريق الرائد، إذ خسر أربع مباريات وتعادل في مباراة وحيدة ليكون ثالث القبعات المتساقطة في دوري المحترفين السعودي، إذ خلفه المدرب الروماني ماريوس سيبريا.

ورغم أن إدارة نادي الفيحاء أتاحت الفرصة كاملة للمدرب الروماني جالكا، إلا أنه فشل في صناعة هوية فنية للفريق مقرونة بتحقيق نتائج إيجابية بعد أن جمع سبع نقاط وضعته في المركز الثاني عشر بعد تحقيق فوز واحد وأربعة تعادلات وأربع خسائر، فيما تولى دفة القيادة بعده الارجنتيني جوستافو كوستاس الذي خاض تجربة غير ناجحة مع النصر قبل ستة مواسم.

وفي الوقت الذي أطاحت النتائج السلبية بغالبية المدربين هذا الموسم، فإن نادي القادسية كان استثناء، إذ فاجأ الوسط الرياضي بإعلان فسخ عقد مدربه التونسي ناصيف البياوي بالتراضي على الرغم من النتائج الجيدة التي حققها الفريق، إذ جمع (12) نقطة من تسع جولات كانت حصيلة ثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات ومثلها على مستوى الخسارة ليرحل وهو في المركز السابع، فيما أعلن النادي الشرقاوي التعاقد مع المدرب البرازيلي باولو بوناميغو ليجلس على كرسي البياوي.

وكان آخر القبعات الفنية التي سقطت من مكانها قبعة مدرب أحد الوطني عبدالوهاب ناصر الحربي الذي أقيل بعد مضي تسع جولات، إذ لم يحقق سوى فوز واحد مقابل تعادلين وست خسائر وضعته في ذيل الترتيب، ولم تعلن إدارة نادي أحد عن البديل، إلا أن الأخبار المتواترة تشير إلى اقتراب مدرب القادسية المقال ناصيف البياوي من القيادة الفنية للصاعد الجديد لدوري المحترفين.

وتترقب إدارات عدد من الأندية نتائج فريقها لتحدد موقفها من مدربيها، إذ أنقذت نتيجتا آخر مباراتين مدرب الاتفاق الصربي ميودراغ يسيتش من السقوط بعد تدهور نتائج الفريق الشرقاوي عقب أول جولتين، إذ خسر أربع مباريات وتعادل في مباراة واحدة بين الجولات الثالثة إلى السابعة، ليتدارك نفسه ويحقق انتصارين على الفيحاء بهدفين مقابل هدف واحد، ثم على الرائد بهدفين نظيفين.

وما زالت القبعة السابعة التي ستسقط مجهولة ومقترنة بالنتائج وأوضاع الفرق التي لا تعيش استقرارا فنيا في ظل كثرة تغير المدربين، الذي بات علامة فارقة في دوري المحترفين السعودي.