-A +A
نعيم تميم الحكيم ( جدة) naeemtamimalhac@
عند ذكر المحاور على مستوى الكرة السعودية، أول ما يتبادر لذهنك نادي النصر الذي يعد من أكثر الأندية السعودية امتلاكا للمحاور كماً وكيفاً.

ولئن عانى العالمي من كثرة الإصابات التي تعرضت لها محاوره في المواسم الأربعة الأخيرة، فإن البديل الجاهز والمميز كان الحل والمنقذ للمدربين الذين مروا على الفريق خلال السنوات الماضية.


وشكل الرباعي إبراهيم غالب وشايع شراحيلي وعوض خميس ثم عبدالعزيز الجبرين فيما بعد دورا كبيرا في تحقيق النصر بطولة الدوري لعامين متتاليين، وكانوا علامة فارقة في الفريق.

بيد أن الإصابات المتلاحقة من جهة وهبوط مستوى بعض اللاعبين وتوجه الإدارة لإعارة ومخالصة آخرين والتعاقد مع المحترف المصري حسام غالي، ساهمت في اهتزاز هذه الخانة التي تشكل الأساس والركيزة الأولى لأي فريق قوي يريد المنافسة على الألقاب والبطولات.

ويعاني النصر هذا الموسم من مركز المحور تحديدا رغم التعاقد مع محترف أجنبي ليضاف للعناصر الخمسة المحليين المتواجدين في الخانة (إبراهيم غالب وعبدالعزيز الجبرين) كمحوري ارتكاز، و(عوض خميس وشايع شراحيلي وسامي النجعي) كمحاور هجومية.

لغة الأرقام

وتعضد لغة الأرقام الحديث المتواصل عن ضعف النصر في مركز المحور، إذ تلقى الفريق هذا الموسم بعد مضي تسع جولات خاص فيها الفريق ثماني مباريات (11) هدفا سبعة منها جاءت من العمق، بمعنى أن قرابة (70%) من الأهداف التي ولجت شباك النصر بسبب أخطاء المحاور سواء على مستويي التمركز أو التغطية أو الضغط على حامل الكرة أو الضغط السيئ.

وكانت إدارة النصر قد تخلصت من تخمة المحاور التي لديها إما بالإعارة كالشاب عبدالرحمن الدوسري الذي ذهب للتعاون، أو المخالصة كأيمن فتيني الذي اختار أحد وجهة جديدة له.

إلا أن الجماهير ترى أن هذه الخطوات أضرت بالفريق في هذا المركز في ظل التعاقد مع المحترف المصري حسام غالي الذي لم يقدم العطاء المأمول، وشكل عبئا كبيرا على الفريق، وساهم في أخطائه الكثيرة باهتزاز شباك وليد عبدالله خصوصا في مباراتي أحد والهلال الأخيرتين.

ويرى النصراويون أن اللاعبين عوض خميس وشايع شراحيلي اللذين يجيدان اللعب كمحاور هجومية يشهد مستواهما تذبذبا واضحا مع سوء في الإعداد أثر على عطائهما خصوصا أنهما يعتمدان على المجهود البدني كثيرا في أدائهما كلاعبين حركيين، فيما لم يثبت الشاب سامي النجعي على أدائه في المباريات التي لعبها مع النصر هذا الموسم.

أما إبراهيم غالب فيبقى لغزا محيرا للنصراويين فاللاعب منذ عودته من إصابة الرباط الثاني منتصف الموسم الماضي لم يقدم ما كان متوقعا منه، ويبقى السؤال الحائر على ألسنة النصراويين لماذا لا تتاح الفرصة لبديله عبدالعزيز الجبرين الذي تعافى من إصابة الرباط الصليبي التي تعرض له بداية الموسم الماضي سريعا، إذ تتأرجح الروايات بين عدم القناعة الفنية من المدربين وتأخر منحه مقدمات عقوده مما أثر على مستواه.

كيف جاءوا بغالي

وفي هذا الصدد يعلق المدرب الوطني علي كميخ على انخفاض مستوى محاور النصر، إذ يرى أن هناك أسبابا عدة، أبرزها عدم الاستقرار الفني والثبات على تشكيلة في ظل كثرة تغيير المدربين وعدم جاهزية أغلب اللاعبين بدنيا ولياقيا.

وحمل كميخ الإدارة جزءا من المسؤولية بإعارة الشباب عبدالرحمن الدوسري الذي شارك في مونديال الشباب الأخير بكوريا برفقة سامي النجعي، ومخالصة أيمن فتيني.

وتساءل كميخ على أي أساس أحضرت إدارة النصر الكابتن حسام غالي مع تقديرنا واحترامنا لشخصه، لكنّ عطاءه الفني منخفض جدا في ظل تقدمه بالعمر، بل إن كل اللاعبين المحليين في خانته أفضل منه في الوقت الحالي.

واقترح كميخ جملة من الحلول الفنية لتجاوز أزمة النصر على مستوى المحاور التي أثرت على عطاء الفريق بشكل عام، كونه يرى مركز المحور هو الأهم في خط وسط أي فريق، فهو مبتدأ الهجمة ومنتهاها.

وطالب المدير الفني للفريق الأرجنتني غوستافو كونتريوس بضرورة تحديد الأدوار الفنية لكل لاعب داخل الملعب التي تتناسب مع قدراتهم، فليس كل محور فنان ويملك المهارة، فالبعض يجيد الافتكاك وبناء الهجمة وآخرون يجيدون الرقابة وهناك فئة تجيد الكرات الطويلة.

داعيا لضرورة العمل على تنظيم الفريق بدءا من المحاور، متوائما مع أهمية تدريب وتطوير العناصر الموجودة في هذا المركز من صغار السن، مع أهمية البحث عن بديل أجنبي لغالي يملك القدرة على صناعة الهجمة من الخلف وإكمالها في الوقت نفسه.

ويعتقد لاعب النصر السابق الدولي سعد الزهراني أن إصابة إبراهيم غالب في نهاية موسم (2015) كانت قاصمة للنصر، إذ أثر غيابه على توازن الفريق، وترك فراغا كبيرا رغم محاولات الجبرين تعويضه، إلا أن غالب يتميز عن عبدالعزيز بالافتكاك بأناقة وبناء الهجمة والكرات الطويلة.

وشدد الزهراني على أن غالب قبيل إصابته الأولى كان هو العنصر الأساسي الثابت في الفريق الذي يبنى عليه المدربون خططهم، وأسهم في تحقيق الفريق بطولتي الدوري مرتين وكأس ولي العهد.

ويؤكد على أن الفريق الذي يريد المنافسة عليه الاهتمام أولا بهذا المركز، مستشهدا بريال مدريد عالميا الذي يملك مثلثا ذهبيا في المحور ساعدوا زيدان على تحقيق دوري الأبطال لعاميين متتاليين والعودة للفوز بالليغا الإسبانية بعد سنوات، فيما يمتاز الهلال محليا في الوقت الحالي بمحاوره الخيبري وعطيف والأوروغوياني ميلسيسي وسلمان الفرج.

ويتفق الزهراني مع رأي كميخ في أن كثرة تغيير المدربين أضر بالنصر، مع انعدام الاستقرار الفني واختيار التوليفة المناسبة لأن كل مدرب كان يلعب بطريقة تختلف عن الآخر.

وشدد على أنه لا يوجد في الوقت الحالي بالنصر محور متكامل سوى غالب لأن الجبرين يؤدي دور الارتكاز بشكل تقليدي، فيما يمتاز النجعي بدور المحور الهجومي، أما شايع وعوض فهما محوران مكملان لا يملكان قيمة غالب.

ولا يرى الزهراني حلا في الوقت الحالي إلا باستعادة غالب مستواه وعودته كما كان موسمي (2014) و(2015) أو استبدال حسام غالي بمحور متكامل كما هو مطلوب في كرة القدم الحديثة يؤدي دور غالب، ويمتاز في الجانبين الدفاعي والهجومي في وقت واحد.