* أنا ابن «الصحف» وانحيازي للفضائيات غير صحيح
* نثقف لاعبي المنتخب في التعامل مع وسائل التواصل
* عادل عزت موجود متى احتاج الأمر
تفاءل الوسط الإعلامي عند تولي محمد الشيخ مهمة إعلامية في اتحاد كرة القدم، فهو ابن المهنة الصحفية ويعرف أسرارها وهمومها، واستطاع أن يلم الكثير من الشتات الذي عانى منه الإعلاميون مع اتحاد القدم، وفي لقاء اليوم هاجم محمد الشيخ الإعلام الرياضي، مطالباً بالضبط المقنن الذي لا يتعارض مع المهنة ولا يمنح الحرية المطلقة للوسط بحيث يصبح «بوابة من غير بواب»، لكن تفاؤله باتحاد الإعلام الرياضي الجديد كان بسبب تولي الزميل رجاء الله السلمي زمام الأمور، وتوقع له النجاح؛ مطالباً مجلس الاتحاد بالعمل المؤسساتي الذي يضمن استمراره.
وإليكم تفاصيل الحوار:
• خضت تجارب منوعة في الإعلام الرياضي، من مراكز إعلامية إلى صحف وفضائيات، وانتهى بك المطاف متحدثاً رسمياً لاتحاد القدم.. هل تعتقد أن اتحاد القدم هو المهمة الأصعب؟
•• كل مهمة لها صعوباتها، لكن تظل مسؤولية أن تتحدث باسم الاتحاد السعودي بكل ما يحمل من قيم ومكانة هي الأصعب على الإطلاق، كونك معنياً بالحديث عن جهة يرى الجميع أنه شريك فيها أو على تماس مباشر معها بصورة أو بأخرى، عدا عن كونك معنياً بالتعبير عن عمل الآخرين، وليس عن عملك، وهو ما يجعل المسؤولية مضاعفة.
• المتحدث الرسمي لأي جهة ما، مهمته تجميل الجهة المنتمي إليها، لذلك تصعب تلك المهمة في بعض الجهات التي نجد أن مشكلاتها أكبر من عمليات التحسين، أليس هذا الكلام ينطبق على الاتحاد السعودي؟
•• أتفق معك في مسألة تجميل الصورة من زاوية وأختلف معك من زاوية أخرى، فليس معنى التجميل هو إظهارها بصورة تعكس حقيقتها، وإنما التجميل الذي يعني استظهارها بأجمل صورة لها وفق الواقع، وهذا ما أفعله ويساعدني فيه كل من يعملون في منظومة الاتحاد.
• كثير من القرارات التي يتخذها اتحاد القدم سواء الانضباطية أو التعديل في اللوائح والأنظمة تثير الإعلام الرياضي، وتضع الاتحاد في خانة الشك، وكان من الممكن تجنب ذلك بالبعد عن القرارات الجدلية، ألا ترى أن تلك القرارات تصعب عليكم مهمة إقناع الإعلام الرياضي؟
•• رضا الناس غاية لا تدرك عموماً، فكيف بلعبة هي في الأصل قائمة على الإثارة والجدل وتباين وجهات النظر، ما يهمنا في عملنا في الاتحاد السعودي هو رضا الله قبل كل شيء، ثم العمل على ما فيه مصلحة كرة القدم السعودية، وسيظل الجدل ما بقيت كرة القدم.
• يتهمك بعض الإعلاميين بأنك تتهرب من الرد عليهم.. منعاً للإحراج؟
•• ما أسمعه ولله الحمد عكس ذلك، وأسأل محرري "عكاظ"، فأحياناً يتصل محرران في قضية واحدة ويكون التجاوب معهما، والحسبة عليك!
• الصحف الورقية بدأت تلقي باللوم عليكم، وتتهمكم بمحاباة الإعلام الفضائي، بعدم الرد على أسئلتهم ومنحهم فرصة اللقاء بالمسؤولين في الاتحاد؟
•• صدقني، لا نميز بين وسيلة إعلامية وأخرى، وعن نفسي لو كنت سأنحاز فسأنحاز للصحف الورقية، فأنا قبل أي شيء ابن الورقة والقلم، ولكن لعل التفاعل المباشر يلعب لصالح الفضائيات، وهو ما يجعلها تكسب في سباق الانفراد.
• ألا ترى أن هناك قصوراً واضحاً من قبل رئيس الاتحاد والمسؤولين في التعامل مع الإعلام، بعكس ما تعمل عليه هيئة الرياضة؟
•• لا أتفق معك، فمدير إدارة الإعلام في الاتحاد الزميل تركي العجمة إعلامي محترف، ويدرك أهمية الإعلام لأي منظومة، وأنا أزعم أنني ابن المهنة، وكلانا منحازان للإعلام قبل أي شيء آخر، ثم إن رئيس الاتحاد ونائبه، وأنا بصفتي المتحدث، ومعنا رؤوساء اللجان نتواجد متى ما رأينا أن التواجد مطلب في أي موضوع.
• قلت في إحدى مقالاتك إن الإعلام الرياضي أصبح مهنة من لا مهنة له، لماذا؟
•• لأنه أصبح وكالة دون بواب!
• هل تعتقد أن المشكلة في الدخلاء على الإعلام وليست في الإعلاميين أنفسهم الذين يعانون من التعصب الرياضي؟
•• المشكلة تبدأ وتنتهي عند من يفترض فيهم أنهم حراس على المهنة.
• رصدنا خلال الفترة الماضية تجاوزات لإعلاميين رياضيين في البرامج الفضائية.. لماذا تتكرر هذه المشاهد؟
•• يظل مصطلح تجاوزات مصطلحا فضفاضا؛ لذلك لا بد من تشريع قوانين واضحة لتكون مقياساً للمصطلح، وثقتي كبيرة في الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي والزميل رجاء الله السلمي.
• الكثير من المدربين واللاعبين الأجانب وصفوا الإعلام الرياضي بأنه هو من يدير الأندية، فبقوته يفرض سلطته.. هل ترى أن هذا صحيح؟ وإذا كان كذلك هل تعتقد أن هذا الأمر إيجابي؟
•• لا أرى ذلك، وإن وجد في نادٍ فلا يمكن التعميم بالمطلق.
• رحبت بقوة باتحاد الإعلام الرياضي، هل تعتقد أنه يملك القوة لتغيير الوضع في الساحة الرياضية؟ أم أنه سيكرر سيناريو هيئة الصحفيين؟
•• القوة التي نبحث عنها ليست بمعنى التسلط، وإنما قوة القانون وفرض سيادته، وهذا ما أتأمله وواثق منه في الاتحاد برئاسة الزميل رجاء الله السلمي.
• تفاءلت كثيراً بوجود رجاء الله السلمي على هرم اتحاد الإعلام الرياضي، لماذا هذا التفاؤل؟
•• لأنني أعرف الرجل حق المعرفة كصديق، وأعرفه كإعلامي مهني بامتياز، وكمسؤول يدرك كل معاني مسؤوليته.
• ألا تخشى على الاتحاد الجديد للإعلام الرياضي بعد رحيل تركي آل الشيخ، فكثير يعتقدون أنه يستمد قوته من هذا الرجل؟
•• استمداد قوته من وجود معالي المستشار قيمة مضافة باعتباره قمة الهرم الرياضي، ولكن بالعمل المؤسسي المبني على اللوائح لا خشية من ذلك.
• في رأيك.. ما الذي يحتاجه الاتحاد الإعلامي الجديد، لكي يستمر ويخدم الأجيال القادمة؟
•• كما قلت لك العمل المؤسسي أولاً وأخيراً.
• تحدثت سابقاً عن ضرورة تجاوز مشكلة تضارب الصلاحيات بين وزارة الإعلام واتحاد الإعلام الرياضي، كيف يمكن أن تعمل الجهتان لصالح الوسط الإعلامي وضبط إيقاعه؟
•• بالشراكة المبنية على اللوائح المنظمة لعمل الجهتين، والتكامل والتوزيع في أداء الأدوار، ومنح اتحاد الإعلام الرياضي الصلاحيات التي تمكنه من وضع الأطر الخاصة به.
• جئت على مهمة صعبة وليست مستحيلة، وهي مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم 2018، ومن المؤكد أنكم أعددتم خطتكم للتعامل مع القنوات العالمية والعربية والمحلية، ما أبرز ملامح تلك الخطة؟
•• هناك إستراتيجية عمل تتكامل فيها المسؤوليات ما بين الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي، وهناك مسارات مرسومة لهذا التعامل، وقد بدأنا ذلك بالفعل بالتنسيق وفق اشتراطات الاتحاد الدولي من جهة، وما يحتاجه المنتخب، والتواصل مع المؤسسات الإعلامية الدولية والمحلية قائم في هذا الخصوص.
• هل لديكم رؤية لاستثمار الحدث إعلامياً، وتسليط الضوء على ثقافة السعودية؟
•• نعم.. وهناك أكثر من جهة تعمل معنا بهذا الخصوص.
• سبق وأن قللت من إقالة باوزا، وتفاءلت أيضاً، وتحدثت مستشهداً بكأس 94 إذ أقيل الهولندي ليو بينهاكر وعيّن الأرجنتيني المغمور خورخي سولاري.. هل ترى أن الحالتين متشابهتان؟
•• استحضرت هذا الأمر في أحد البرامج الرياضية بمشاركة زميل من المغرب الذي بدوره سعى للتهويل من إقالة باوزا، وذكرته حينها بإقالة ليو بنهاكر وتعيين سولاري قبل مونديال 94، ومازحته حينها أن منتخبنا أقصى المغرب في ذلك المونديال، وتأهل للدور الثاني، لكن ليس بالضرورة تشابه الحالتين لاختلاف الظروف، كما أن الأمر قد يتكرر، فالسيناريو مفتوح على كل الاحتمالات، ولكن أيضًا التهويل غير منطقي، وليس في محله.
• تعرض المنتخب لهجوم إعلامي كبير بعد هزيمته من بلجيكا، وكونك متخصصاً في الإعلام ألا ترى أن هذا الهجوم قد ينعكس سلباً على لاعبي المنتخب وأدائهم القادم؟
•• لا أرى ذلك؛ لأن الفاصل بين المباراة وانطلاق المونديال كبير، والمتغيرات كثيرة، خصوصاً أن كثيراً من أحكامنا النقدية لدى الإعلاميين فضلاً عن الجماهير انطباعية، وتتبدل بتبدل الحدث.
• كيف تتعاملون إعلامياً مع مثل تلك الهجمات على اللاعبين، وكيف
يوجه المنتخب اللاعبين للتعاطي مع تلك الانتقادات؟
•• اللاعبون محترفون، وقد اعتادوا على مثل هذا التعاطي الإعلامي والجماهيري في أنديتهم والمنتخب، ثم إن هناك فريق عمل في إدارة المنتخب ولجنة الإعداد لكأس العالم من الخبراء أمثال نواف التمياط وعمر باخشوين وحمزة إدريس ولؤي السبيعي، وهم الأقدر على التعامل مع اللاعبين في مثل هذه الظروف، وحين نعود بالذاكرة للتصفيات ما بين الخسارة من الإمارات والفوز على اليابان في الجولتين الأخيرتين وما حدث بينهما من نقد قاسٍ وصل حد التجريح ندرك قدرة اللاعبين على تجاوز مثل هذا الأمر.
• كثير من المراقبين متخوفون من مواجهة المنتخب مع ألمانيا التي تسبق لقاءه بروسيا بـ5 أيام.. ماذا لو كانت النتيجة ثقيلة؟
••هذا التصور يندرج تحت بند وجهات النظر، لكنّ هناك جهازاً إدارياً وفنياً من الخبراء، وقد درسوا روزنامة الإعداد بعناية، وسبل التعامل مع كل الظروف.
• كل اللاعبين في المنتخب يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي، هل تعمل إدارة المنتخب على التخفيف من وقع تلك الانتقادات عليهم؟
•• اللاعبون في كل تفاصيل حياتهم غير منعزلين عن واقعهم الاجتماعي، ويفترض أنهم بلغوا من النضج ما يمكنهم من التعامل مع الأمر، لكن أيضاً هناك عمل في هذا الجانب وغير مغفول عنه.
• اللاعبون الدوليون أصبحوا يمارسون دور الإعلام من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق السنابشات، الأمر الذي يحملهم مسؤولية لا يجيدون التعامل معها، هل ترى أن الأمر يحتاج لتثقيف ورفع الوعي لديهم، خصوصاً أن بعض التغريدات والمقاطع أثارت الكثير من الجدل في الوسط الرياضي، وبعضها تسبب في نشوب أزمة كبيرة؟
•• نعم هناك توجيهات واهتمام في تحذير وتثقيف اللاعبين في هذا الجانب، كما أن هناك لوائح للتعاطي مع مثل هذه الحالات.