ماجد الغامدي
ماجد الغامدي
-A +A
ماجد الغامدي
أنديتنا السعودية لا ينقصها المال يا سادة، وإنما تفتقد الفكر الإداري الذي يحسّن قيادة تلك الأندية لبر الأمان. فإذا لم يوجد الفكر حتماً ستعاني وتعاني. فالمال لن يكون هو الكافي لإنقاذ أنديتنا.

ما شاهدناه من دعم لا محدود للأندية السعودية خلال الفترة الماضية من هيئة الرياضة، جعلنا نستبشر بأننا سنرى عملاً في تلك الكيانات يسعد الأنصار.


ولكن للأسف كل مال يصل إلى خزائنها سرعان ما تذهب به الرياح.

منذ سنوات ونحن نعلم أن دورينا أصبح يتفوق على الكثير من الدوريات ليس بالمستوى الفني، وإنما بكثرة تغير الأجهزة الفنية واللاعبين الأجانب. وهذا الأمر اعتدنا عليه، ولكن في المواسم القريبة الماضية أصبح أمراً لا يطاق، فلم يعد يمر علينا يوم إلا ونسمع خبر إقالة مدرب أو استغناء عن لاعب.

والضحية الكيانات وتلك الجماهير المغلوب على أمرها.

هذه التغييرات نتاج تخبط مسيري الأندية، فمع كل إخفاق جديد لا يجدون أمامهم إلا ذلك المدرب الذي يجعلونه شماعة لأخطائهم، وإذا تأزم الحال بهم يكون الحل إبعاد لاعبين.

وكل تلك القرارات ما هي إلا إبر مسكنة لتهدئة الجماهير. والحصيلة ديون تنتظرنا في المحكمة الرياضية.

أما على المستوى الفني فتغيير الأجهزة الفنية بهذا الشكل أضر بمستوى اللاعب السعودي، لأن لكل مدرب فكرا، وقناعات تختلف عن الآخر، وأسلوب لعب يختلف عن الذي سبقه، ومن الصعب محاسبة اللاعب لتدني مستواه بعد هذا العمل العشوائي؛ لأن هذا نتاج عملها.

والأمر الآخر الاستنزاف المالي الذي أغرق الأندية بالديون فتغيير المدربين واللاعبين الأجانب ليس بالمجان، ولكن هناك شروطا جزائية تدفع لفسخ تلك العقود وأموالا تدفع لإبرام عقود جديدة.

وكلّ تلك العشوائية سببها الإدارات، إما سوء اختيار منذ البداية، أو استعجال في اتخاذ قرار الإقالة.

رسالتي لسعادة المستشار: أوقفوا هذا العبث الإداري الذي منذ سنوات وهو ينخر في جسد رياضتنا؛ فلم يعد هناك مزيد من الوقت للصمود.