بجرأته المعهودة وآرائه الصادمة وتصريحاته الرنانة التي عرفت عن اللاعب السابق والناقد والإعلامي الرياضي الدكتور مدني رحيمي لدى الوسط الرياضي عموماً والاتحادي خصوصاً، تحدث لـ«عكاظ» بكل شفافية تامة، وفتح قلبه مجيباً عن الأسئلة الموجهة له، تحدث رحيمي عن إصابته المفاجئة بجلطة غيبته عن الوسط الرياضي، ليلتف الجميع حوله بالمواساة والدعاء. «عكاظ» زارت الدكتور مدني في أحد المراكز الرياضية التجارية في حي البغدادية، حيث يفضل الجلوس مع «شلته القديمة» الذين يتقاسمون معه نفس العشق الرياضي والاهتمامات والأحاديث. رغم أن المرض نال من جسده النحيل ولسانه بعض الشيء، إلا أنه بدا أكثر إقبالا على الحياة متفائلا بعودته للظهور اجتماعياً وإعلامياً كما كان، كما تحدث عن فترة مرضه وآثاره ووقفة الوسط الرياضي معه، دون أن يبخل علينا بالحديث عن رأيه بالدوري وقرارات هيئة الرياضة الجديدة، إضافة لتوقعاته حول مشاركة منتخبنا الوطني في مونديال روسيا 2018، ولم ينس «عشقه» الاتحاد من خلال حواره المطول.. إليكم ثنايا الحوار:* خسرت 15 كيلو بسبب «الجلطة».. ولا أستغني عن «الشلة»
* الهلال يستحق الدوري.. والأهلي ضيعه «الأوكراني»
* قرار المواليد خاطئ.. والديون سببها رعاية الشباب
* عودة «العميد» ستشعل الدوري.. وكأس الملك اتحادي
* «زيادة الأجانب» يخفف الفاتورة على الإدارة
• بداية الحمد لله على السلامة.. طمئن الشارع الرياضي عنك؟
•• الحمد لله على كل حال وشكراً لزيارتكم، وأحب أن أطمئن الجمهور الرياضي بشكل عام والاتحادي على وجه التحديد على صحتي، من الجلطة التي أصابتني، وحاليا أعكف على عمل العلاج الطبيعي للتخلص من آثارها والعودة للتمتع بحياتي بشكل طبيعي.
• هل من آثار لحقتك جراء الجلطة؟
•• نعم بالتأكيد فقد خسرت قرابة 15 كيلو من وزني بعد الجلطة، لكن مع العلاج المكثف والتدرج بالعودة للحياة الطبيعية بعد الشفاء منها، قد يرجع جزء من وزني والحمد لله على كل حال.
• عند الشدائد والمحن تتضح معادن الرجال الأوفياء.. هل عشت هذه التجربة في فترة مرضك؟
•• بالتأكيد وجدت التفاتة كبيرة من جميع أبناء الوسط الرياضي بمختلف ميولهم، حيث غمروني بزياراتهم واتصالاتهم وسؤالهم الدائم عن صحتي ودعواتهم التي وجدت أثرها خلال مراحل علاجي، ولم يقتصر السؤال على الاتحادية فحسب بل وجدت وقفة من إخوان وأصدقاء أهلاوية وأخص منهم الصديق أحمد الشمراني، والوحداوية مثل محمد الفايز وآخرين، ونفس الكلام ينطبق على زملاء هلاليين ونصراويين وشبابيين واتفاقيين وغيرهم من أبناء الوسط الرياضي الذين لم يقصروا بالسؤال والزيارة والدعاء وهو أمر جميل يعكس تكاتف مجتمعنا السعودي ومحبته لبعضه، وأنا أشكرهم على هذه الوقفة معي طيلة فترة مرضي.
وقوف القيادة الرياضية
• كيف كان تواصل القيادة الرياضية معك خلال فترة مرضك؟
•• للأمانة ولأجل أعطي كل ذي حق حقه لا بد أوجه الشكر الجزيل لرئيس الهيئة العامة للرياضة المستشار تركي آل الشيخ الذي وقف معي وأوصل معاناتي لسيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، الذي وجه مباشرة بنقلي للعلاج في مستشفى الملك فيصل التخصصي، حيث وجدت هناك كل الرعاية والمساندة والعلاج المميز بوجود أطباء وطبيبات سعوديين على مستوى رفيع في مجال الطب نفخر بهم، وكانوا يقدمون لي كل العون والمساعدة للشفاء من الجلطة وتبعاتها، في ظل متابعة دائمة من الهيئة العامة للرياضة والمستشار آل الشيخ شخصيا، وأنا هنا أستغل هذه الفرصة لتقديم جزيل الشكر وعظيم الامتنان للأمير محمد بن سلمان الذي عرف بوقفاته مع أبناء الوسط الرياضي خصوصاً وجميع أفراد المجتمع عموما في شتي المجالات، ولا يمكن أن أستثني من الشكر رئيس هيئة الرياضة الذي كان سببا بعد الله في نقلي وعلاجي بالمستشفى التخصصي ولا أملك لهم سوى تقديم الشكر والدعوات الصادقة بأن يطيل الله أعمارهم ويبعد عنهم كل شر ويمتعهم بالصحة والعافية والحياة المديدة بطاعته.
• انتشرت الفترة الماضية شائعة وفاتك.. كيف تعاملك معها؟
•• ابتسم قائلا «كلنا نعيش تحت رحمة الله.. وسننتقل يوما ما إلى رحمته»، وبالفعل تم تداول خبر وفاتي خلال الفترة الماضية، وفوجئت بكم من الاتصالات والرسائل التي تتأكد من صحة الكلام، أطمئن الجميع بأنني بخير وصحة، وسامح الله مطلقي هذه الشائعة، حينها تواصل معي الأخ العزيز أحمد الشمراني يوم الجمعة الماضي عند انتشار خبر وفاتي ليطمئن قبل ظهوره في برنامج الخيمة على القناة السعودية الرياضية، ليطمئن الجميع علي ونقل سلامي للجميع، وهذه من لمسات الوفاء التي لا تنسى منه والقائمين على القناة.
• تحاول أن تندمج في الحياة الاجتماعية بعد فترة المرض.. كيف تستعين على ذلك؟
•• بالفعل أحاول أخرج مرتين أسبوعياً بعد صلاة العشاء لتغيير جو مع أعز أصدقائي، والجميل أن جميع أفراد «الشلة» نتقاسم محبة وعشق نادي الاتحاد، لذا فإن حواراتنا لا تخرج عن هموم عميد الأندية السعودية، هذا النادي الشعبي الذي يجتمع على محبته الكثيرون، دون أن نهمل التطرق لمواضيع رياضية شتى عن الكرة السعودية والعربية، وهي فرصة للخروج من آثار المرض جسدياً ونفسياً، وبإذن الله أكون أكثر صحة ووجوداً على المستوى الاجتماعي والإعلامي بعد شهر رمضان.
الهلال والدوري
• دعنا ننتقل لمحاور رياضية فقد اشتاق الجمهور لآرائك الرياضية.. برأيك هل يستحق الهلال الدوري هذا الموسم؟
•• الهلال ومنافسه الأهلي كلاهما يستحق الدوري، فالزعيم كان الأقرب من بداية الدوري بعد ابتعد عن جميع المنافسين بفارق نقطي مريح، لكن تفريطه بالنقاط جعل الراقي يقترب منه حتى أصبح الفارق نقطة واحدة، حينها كان بإمكان الأهلي قلب الطاولة وحسم الدوري لكن أخطاء مدربه الأوكراني ريبروف في تلك المباراة ساهمت في تعادلهم سلبياً وضياع الدوري عليهم، وذهابه للهلال الذي يستحقه بلا شك وهي فرصة لتهنئته.
• لكن هناك آراء ترى أن الدوري هذا الموسم أضعف على المستوى الفني والتنافسي؟
•• لا أتفق مع هذه الآراء بل إن دورينا من أقوى الدوريات العربية، ميزته تعدد المتنافسين عليه، بحيث نرى سنوياً لا يقل عن 3 أندية تتصارع على اللقب وهذا أمر إيجابي، ونحن لاحظنا منذ بداية الدوري هناك 6 أندية مختلفة حصلت على الدوري في آخر 10 سنوات وهو يؤكد على قوة الدوري فنيا وتنافسيا، ومع عودة الاتحاد الموسم القادم بتجاوزه مشكلات الديون والسماح له بالتسجيل سيصبح الدوري أكثر قوة، لأن عودة عميد الأندية ستمنح الدوري زخماً إعلامياً وجماهيرياً وتسهم بتصاعده فنيا ليدخل في منافسة مع الهلال والنصر والأهلي على لقب الدوري الموسم القادم.
زيادة الأجانب والمواليد
• ما رأيك في زيادة عدد الأجانب لسبعة مع السماح بلاعبين من المواليد؟
•• للأمانة هناك عمل مميز من الهيئة العامة للرياضة بالتعاون مع الاتحاد السعودي لكرة القدم والرابطة بدعم القيادة لجعله واحدا من أقوى 10 دوريات عالمياً، ولاشك أن زيادة عدد اللاعبين الأجانب ستسهم في رفع مستوى الدوري فنياً، ويخفض عقود اللاعبين المحليين وبالتالي تخف الفاتورة على الإدارة، لكني أخشى في الوقت نفسه أن يؤثر القرار على المنتخب خصوصا أن فرصة اللاعب المحلي بالمشاركة ستتضاءل وهو أمر ربما يؤثر على المنتخب مستقبلاً، فعندما كان عدد اللاعبين الأجانب لا يتجاوز 4 عانينا من ندرة المواهب، فما بالك عندما يرتفع العدد لسبعة لاعبين، لذلك أرى أن الكرة السعودية في عصر الهواية كانت أكثر تميزا من عهد الاحتراف بسبب فتح المجال للمواهب والتي كانت تلعب بروح لكن مع ارتفاع عقود اللاعبين وتشبعهم لم يعد هناك حافز ليقدموا أي عطاء، بل إن المبلغ المالي الذي يتقاضاه اللاعب سنويا لو وضع بجانب لظهر اللاعب أقصر من المبلغ، لذا القرار له نواح إيجابية لكن يخشى أن يؤثر على المنتخب في المستقبل.
• وماذا عن قرار المواليد وفتح المجال لهم بالمشاركة بالدوري؟
•• القرار من ناحية الفكرة جيدة، لكن من وجهة نظر شخصية المشكلة في التطبيق، حيث أرى أن فتح المجال للمواليد يجب أن يكون في سن صغيرة وتحديدا من درجات البراعم والناشئين والشباب وليس الفريق الأول، بحيث تصقل مواهب هؤلاء الفتيان الموهوبين ويتدرجون في الفئات السنية وصولا إلى لفريق الأول ومن ثم يمكن تجنيس بعضهم في حال وجد هناك فائدة فنية ترجى منه، أما بالطريقة الحالية فالفائدة ستكون محدودة.
حظوظ الأخضر
• مقبلون على المشاركة الخامسة في المونديال.. كيف ترى حظوظ المنتخب في روسيا؟
•• بصراحة لا يوجد لدينا خط قوي في المنتخب سوى الحراسة، بينما باقي الخطوط أضعف وباللهجة الشعبية «سلفني»، لكن من حسن حظنا أن المنتخبات التي سنقابلها ليست في مستوى عال من التصنيف، فالمنتخب الروسي المستضيف مثلاً في المستوى الثالث، وبإمكاننا تقديم مستويات جيدة شريطة أن يكون هناك تنظيم دفاعي عال واللعب على سرعات لاعبي الأطراف لدينا في ظل ضعف خط الهجوم، بينما أرى خط الوسط لدينا أفضل حالا من خط الدفاع، وبالتالي المدرب مطالب باللعب على إمكانات اللاعبين، وممكن أن نقدم مستويات وربما نتائج في المباريات إذا أحسن المدرب اللعب بخطة دفاعية منظمة.
• خطوة هيئة الرياضة في الفترة الأخيرة بحصر ديون الأندية ومعرفة المتسببين بها ومحاسبتهم.. رأيك حول ذلك؟
•• معظم من قدموا للعمل في الأندية متطوعون مقابل «الشو» الإعلامي، وبعضهم قد دفع من ماله الخاص أو بدعم شرفي، لكن من وجهة نظري أن المتسبب الأول بتراكم ديون الأندية خلال الفترة الماضية هو الفوضى الحاصلة فيها مالياً، وضعف الرقابة من قبل مكاتب رعاية الشباب سابقا على الأندية وإداراتها مما تسبب في تراكم الديون والتي تدفع ثمنها في الفترة الحالية الرياضة السعودية، لكن جهود رئيس الهيئة في حصر الديون ومعرفة المتسبب بها خطوة تأخرت كثيراً، لكنها ستسهم في إخلاق بيئة استثمارية إيجابية في الأندية استعدادا للخصخصة.
العميد والعودة للسوبر
• هل ترى حظوظ الاتحاد في نيل لقب كأس الملك عندما يلتقي مع الفيصلي اليوم؟
•• الاتحاد مر هذا الموسم بظروف سيئة للغاية بسبب منعه من التسجيل والقضايا المالية التي عليه، لكنه كان قريبا من الحصول على أحد المركزين الرابع أو الخامس بالدوري في حال فوزه على الرائد في المباراة الأخيرة، لكن تركيز اللاعبين على مباراة كأس الملك جعلهم يفقدون كثيرا من النقاط في آخر الدوري كانت كفيلة بتحقيق الفريق لمركز أفضل من التاسع، لذلك أنا شخصيا كاتحادي متفائل بتحقيق العميد كأس الملك رغم الظروف متى ما حضر مدرج الذهب الذي أعتبره الرقم الصعب في مشوار العميد والداعم الأول لفريقه ومتى حضر هذا الجمهور سينعكس ذلك على أداء لاعبيه ولن يخرجوا إلا بفرحة نيل اللقب الأغلى على مستوى المسابقات السعودية، كذلك لكي يعود الاتحاد للعب مباراة السوبر التي ألغيت العام الماضي ضد الهلال لكن بظروف أفضل وفريق أقوى وبإذن الله نحقق البطولتين ونفرح هذا الجمهور الذي أوجه له رسالة بالوقوف مع الفريق ودعمه ولن يخيب آمالهم وتطلعاتهم.