أشاد رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الإيطالي جياني ميرلو بالاتحاد السعودي للإعلام الرياضي والذي التقاه في مؤتمر الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الذي عقد في بروكسل، مبديا إعجابه بالوفد المشارك، مؤكدا أنه نموذج جديد قدم أطروحات تسهل على الاتحاد الدولي العمل في منطقة الخليج، كما أبدى أعجابه بالإعلام الرياضي السعودي والذي شهد نقلة وتطورا كبيرا مع الأجيال الصحفية الجديدة والتي تجيد استخدام تقنيات الإعلام الجديد. وتحدث في حواره مع «عكاظ» أن الصحف الورقية تشهد تراجعا في ظل الإعلام الجديد وتقنيات «السوشال ميديا» ولكنه يرى أن هناك من الجيل من يبحث عن الصحف الورقية والتي ستبقى فارضة نفسها في ظل ضعف المصداقية للإعلام الجديد، مطالبا الاهتمام بعملية التوزيع والوصول إلى المشتركين في وقت مبكر وذلك ما يضمن بقاء الصحف الورقية بقوة كبيرة. كما تحدث بانبهار كبير عن قرار السماح للعائلات السعودية بدخول الملاعب، مؤكدا أنه قرار عظيم للغاية وأنه سيعمل على الاهتمام بالمرأة والتي تشكل جزءا كبيرا من المجتمع. وإليكم تفاصيل الحوار:* الاهتمام بالتوزيع يحافظ على قوة الصحف الورقية
* تقنية الفيديو أنهت 90 % من أخطاء الحكام
• خلال زيارتكم للمملكة اطلعتم على تجربة الاتحاد الرياضي للإعلام السعودي.. ما هو تقييمكم لها؟
•• أنا لدي معرفة بالإعلام الرياضي السعودي منذ سنوات عدة، وما ألمسه الآن هو وجود نقلة وتطور عظيم مع الأجيال الجديدة من الصحفيين نتيجة استخدام تقنيات الإعلام الجديد، ولكن من الضروري أيضاً الاستثمار في فهم واستيعاب ثقافة الجيل الصاعد وتوظيفها في العمل الصحفي، كما أن التقنية وحدها لا تكفي للارتقاء بمهنة الصحافة الرياضية دون الإلمام بأسس ومتطلبات التخصص، وإضافة إلى ذلك تعزيز ثقافة البحث عن المصادر الصحيحة والموثوقة لحماية المجتمع من الأخبار الزائفة والشائعات.
• التقيتم رئيس الاتحاد الرياضي للإعلام السعودي رجاء الله السلمي.. كيف ترى طموحاته في ما يتعلق بتطوير الإعلام الرياضي؟
•• التقينا في مؤتمر الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الذي عقد في بروكسل قبل أيام قليلة وكنت حقيقة معجبا جداً بالوفد السعودي المشارك في المؤتمر لأنه قدم نموذجا جديدا في الأفكار والطروحات والتمست منهم تعاونا كبيرا يسهل علينا العمل المشترك، خاصة وأن منطقة دول الخليج العربي في غاية الأهمية وتشهد تطوراً في مجالات الرياضة والإعلام الرياضي، ونستطيع من خلال العمل المشترك والمتناغم إحداث تطورات إيجابية في هذه المجالات.
• الإعلام الرياضي يواجه صعوبات وتحديات بسبب «السوشيال ميديا» خاصة الصحف والقنوات الرياضية.. ماذا قدمتم كاتحاد دولي تجاه هذه التحديات؟
•• أعتقد أننا ما زلنا نبحث عن حلول لأننا ما زلنا في وسط هذه الحالة من التعقيدات التي أوجدتها لنا التقنية ووسائل الإعلام الجديد التي هي أشبه بالحصان البري الذي بحاجة إلى تدريب وتأهيل حتى تتمكن من ترويضه للاستفادة منه وتوظيف قدراته، وكذلك الإعلام الجديد يجعلنا دائماً نبحث عن حلول وطرق مبتكرة حول كيفية استخدام هذه التقنية وتوظيفها بالشكل الأمثل، لأنه حتى اللحظة لم يتم توظيف تكنولوجيا الإعلام الجديد بالشكل الصحيح والسليم لتحقيق نتائج مرضية خاصة من حيث حقيقة المعلومات الإخبارية والمصادر والمصداقية التي لا تزال غير دقيقة أو غير صحيحة وجعلت منها بيئة لانتشار الشائعات والمعلومات المضللة.
• ولكن العديد من الصحف الرياضية تأثرت من تداخل الإعلام الجديد وتسبب في إغلاقها.. ما هو رأيكم؟
•• إنها بالتأكيد مشكلة عالمية وليست مقتصرة فقط على الصحافة السعودية، وأعتقد أن الصحافة الورقية تخسر أمام الصحافة الرقمية، لأن التقنية تصلك مباشرة بشكل متزامن مع الحدث، وللأسف أنه في أي دولة في العالم هناك تكلفة مرتفعة للطبعة الورقية بالإضافة إلى تأخر وصولها للمتلقي، ولكن إذا تحسنت آليات التوزيع من خلال سرعة إيصال الصحف للمشتركين في وقت مبكر مثل ما نشاهد في الأفلام الأمريكية على سبيل المثال حين يصل بريد الصحف في وقت مبكر إلى المنازل، وبالتالي نستطيع أن نحافظ على بعض شرائح القراء الذين لا يزالون يميلون نحو قراءة الصحف الورقية والكتب ويجدونها وسيلة أفضل من القراءة الرقمية ولكن أيضاً تبقى أمامنا معضلة التكلفة المادية للطباعة الورقية مقارنة بالتقنية التي وفرت المعلومات للقراء بالمجان، وبالتالي على المؤسسات الصحفية الآن أن تركز على سرعة التوزيع والوصول إلى المشتركين ونقاط البيع لتوفير الخدمة للشرائح التي لا تزال تقبل على قراءة الورق مع التأكيد أن هناك فئات شابة تفضل القراءة التقليدية على الرقمنة، كما يجب أن يكون هناك توازن في نشر الأخبار والتقارير من قبل المؤسسات الإعلامية بحيث أن لا تعتمد كلياً على نشر جميع الأخبار عبر الموبايل ووسائل الإعلام الجديد حتى تستطيع أن تؤمن مصادر دخل لها.
• في اجتماع بروكسل الأخير.. تم عرض تقنية الفيديو الجديدة (VAR) التي ستطبق في كأس العالم؟
•• كنا سعداء بعد أن قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» اعتماد تقنية الفيديو المساعد للحكم «VAR» بشكل دائم في مباريات كرة القدم، ومن ضمنها مباريات كأس العالم
2018 في روسيا، وقد أرسل لنا «الفيفا» خبراء لشرح تفاصيل هذه التقنية، وكان أحدهم الحكم الدولي السابق ماسيمو بوساكا لإيضاح لماذا يجب استخدام هذه التقنية باعتبار أنها ستحد من 90% من الأخطاء البشرية التي قد يرتكبها الحكام لأنهم بطبيعة الحال لا يمتلكون قدرة خارقة في متابعة كل شاردة وواردة داخل الملعب وبالتالي ستدعم هذه التقنية الحكام في تقليص الأخطاء خاصة في احتساب ضربات الجزاء وتقدير حالات التسلل، بالإضافة إلى تخفيف حالات العنف داخل الملاعب لأن هناك حالات عدة كشفت الكاميرات اعتداءات من اللاعبين أو تدخلات عنيفة متعمدة وهذه من إيجابيات التقنية الجديدة، ولكن بالتأكيد لن تحل التقنية كلياً مكان الحكم أو تكون بديلاً له في المستقبل.
وكان استعراض هذه التقنية في مؤتمر بروكسل أهم ما جرى خلال المؤتمر، وتم تمديد النقاش حولها من نصف ساعة إلى ساعة ونصف تم خلالها استعراض العديد من المعلومات عنها إضافة إلى النقاشات التي دارت حول آليات وقواعد التطبيق، واللافت أنه بعد الانتهاء من العرض طرح بوساكا استفتاء على الحضور حول من يقف مع أو ضد استخدام هذه التقنية، ومن بين 170 صحفياً مشاركاً من 90 دولة كان هناك شخص واحد فقط صوت ضد استخدام هذه التقنية، هذا يعني أن الغالبية العظمى تتفق مع استخدامها وسعداء بذلك.
• على هامش كأس العالم، هل لدى الاتحاد الدولي أي أنشطة مقدمة للإعلاميين كالندوات وورش العمل؟
•• ليس في هذا التوقيت، لأن الصحفيين المشاركين في كأس العالم قد حصلوا على التدريب والتأهيل والاستعدادات المطلوبة لتغطية مباريات كأس العالم، وبالنسبة للصحفيين السعوديين الذين يشاركون للمرة الأولى، ربما بحاجة إلى بعض الندوات والدورات التدريبية قبل المغادرة لمعرفة كيفية التواصل لتسهيل التغطية الإعلامية الجيدة، وفي اجتماعنا الأخير حضر المنسق الرئيس للإعلام والصحافة في الفيفا لإيضاح كيفية مشاركة الصحف والإعلاميين في كأس العالم 2018 في روسيا، والوفد السعودي كان حاضراً معنا، وبالتأكيد لديهم فكرة كاملة الآن عن متطلبات واحتياجات تغطية الحدث. ولكن في المستقبل بإمكاننا عقد ورش عمل محلية هنا في المملكة ومنطقة الخليج لنقل وتبادل الخبرات.
• تابعتم القرارات الأخيرة التي سمحت بدخول العائلات والنساء للملعب.. ما هي انطباعاتكم حيالها؟
•• قرار عظيم جداً، وله أهمية ربما أكبر بكثير مما يفكر البعض في الأمر، لأن بناء مجتمع منفتح يخدم المجتمع والأجيال القادمة في التكامل والتفاعل والتطور، ولأن المرأة تلعب دوراً مهماً في المجتمع وتمكينها من المشاركة الفاعلة في العديد من مجالات الحياة سينعكس إيجاباً على تطور جميع مناحي الحياة، في جميع أصعدتها، اجتماعياً واقتصادياً وسياسيا..إلخ، فالمرأة هي الأم وهي جزء أساسي في تكوين الأسرة والمجتمع الذي نعيشه ولا يمكن أن تكون معزولة عن التفاعل معه، ولذلك رحبنا وسعدنا بالتوجه الجديد والرائع في دخولها الملاعب كجزء بسيط من أشياء كثيرة يجب أن تشارك فيها المرأة لأهمية دورها في حياتنا.