-A +A
إيمــان بـدوي
أكتب إليك.. بحبر أزرق، بزرقة سماء جاءها الليل بوجه أحمق، ولكن ضوءها أبى حيث إنه لاح فأشرق.

أكتب إليك.. بعد أن أمسكت بعصاة ساحر، أحلت قوس قزح إلى غيمة زرقاء! ومضيت إلى كل ما حولي حتى أصبحت الأشياء مزيجا من أزرق! ثم نظرت فغدا المشهد كمدرج يكتظ بجماهير «الهلال» التي تساند فريقها دائماً وأبداً، لقد لقنتني أن هلاليتنا ليست ميولاً بل هي من العشق والهوى. نويت وكل عاشق ينوي، فلن أقصدك وكأنني النوى، وبعد أن أنهي مراسم يأسي، سأضع الهلال فوق رأسي، وسأبدّيه حتى على نفسي. سأغني نشوة كلما فاز، سأراقص شاشة التلفاز. وفي الخسارة سأنحاز، ولن أرضخ لخصم الانتهاز.


قلت لي ذات يوم، إن الزعيم جزء من كيانك، وإنك المدينة وإنه أعيانك، وإنه الدفة الراجحة في ميزانك، أتذكر حين وقفت أمامك منهكة متهالكة، كسجارة حملوها الكثير من الرماد، كغصن ذبلت وردته فركض خلفها لافظاً أنفاسه الأخيرة، كمضغة شقها سيف وقد امتشقتها يد الحيرة، حينها شعرت بأن وجدي بدا لك تارة استجداء، وأخرى جواب، ولا إجابة في سؤال مهدورة حقيقته، إذ إنه زيف نازف! وحلم مرتعد خائف. وها أنا أتيتك ومعي الهلال، افتح لي أبوابك، وسأقول كما قال الشاعر الراحل إبراهيم الخفاجي «إذا لعب الهلال فخبروني»، وسأقول أسوة بك «أنا امرأة سوية بيد أني هلالية»، هل تذكر حين كنت تقول لي ذلك؟

ولا أقول اليوم سوى.. أتيتك وأنا أضعه تاجاً، حتى أضحى لي سراجاً، فهل لك عليّ يا حبيبي احتجاج؟