بمتابعة من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل ووزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، تتواصل منافسات دوري المدارس لكرة القدم على مستوى مناطق المملكة، والذي أعلن عنه أخيراً للفئات العمرية من 12 إلى 18 سنة ويستمر لمدة خمس سنوات.
ويشارك في منافسات دوري المدارس أكثر من 132 ألف طالب من مراحل التعليم العام والأهلي (ابتدائي - متوسط - ثانوي) يمثلون 5500 مدرسة في أكثر من 11 ألف فريق، حيث يتنافسون على بلوغ بطولة مرحلة النخبة من دوري المدارس التي ستقام في شهر رمضان المبارك القادم بمدينة الملك عبدالله الرياضية بمحافظة جدة، بمشاركة 16 فريقاً متأهلاً من 16 مدينة ومحافظة.
ويهدف مشروع دوري المدارس الذي تطلقه الهيئة العامة للرياضة بالتعاون مع وزارة التعليم والذي يعد الأكبر في منطقة الخليج العربي، إلى تمكين جيل اليوم من صناعة إنجازات لمستقبل رياضة كرة القدم السعودية ليتواكب مع رؤية 2030، وذلك من خلال اكتشاف المواهب الكروية في المدارس ورعايتها لتكون نواة للمنتخبات الوطنية.
وقال مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم السابق والمحاضر الفني بالاتحادين الآسيوي والسعودي، محمد الخراشي عن دوري المدارس: «فكرة دوري المدارس جيدة ويشكر القائمون عليها في الهيئة العامة للرياضة ووزارة التعليم وجميع العاملين في الميدان لإنجاح هذه البطولة المهمة، والمملكة مرت بتجارب مماثلة في عدد من المدن والمحافظات وتم فيها اكتشاف العديد من المواهب الواعدة، والأهم حالياً هو الكيف وليس الكم باختيار نوعيات من اللاعبين الموهوبين»، مضيفاً: «أتمنى عمل منتخبات للمناطق تحت إشراف مدربين مؤهلين برخص تدريبية ونتائج إيجابية في الأعمال التي قاموا بها في التدريب لاكتشاف المواهب، حيث يوجد في المملكة مواهب عديدة في كافة مدنها ومحافظاتها، وما يهمنا الآن هو اختيار الأفضل لمستقبل الكرة السعودية، وأتمنى أن يحقق دوري المدارس الأهداف المنشودة في بروز مواهب تخدم المنتخبات السعودية في جميع الفئات السنية».
وقال المساعد الفني لمدرب فريق الاتحاد، محمد العبدلي: «دوري المدارس أحدث حراكاً رياضياً منظماً فريداً من نوعه بين طلاب المدارس الذين يعتبرون ممارسة رياضة كرة القدم المتنفس الوحيد لهم من خلال مدارسهم، عقب تحفظ الكثير من أولياء الأمور على مشاركة أبنائهم في الحواري والميادين الرياضية المفتوحة»، مبيناً بأن «مدارس المملكة تزخر بالعديد من المواهب الرياضية، ومن السهل اكتشافهم سواءً في حصص الرياضة المدرسية أو خلال الدوري المقام حالياً لطلاب المدارس في مدن ومحافظات المملكة، والأهم ما بعد اختيار المواهب هو وجود حاضنات رياضية تهتم بالموهوبين لإعدادهم نفسياً وفكرياً وفنياً ليكونوا مؤهلين سواءً لابتعاثهم خارج المملكة أو إلحاقهم بالأكاديميات المتخصصة في المملكة، أو عبر ابتعاثهم بشكل جزئي في الصيف لدى أعرق المدارس الكروية في العالم ليحصلوا على تدريبات مكثفة للوصول بالموهوب إلى درجة عالية من الإعداد الفني الصحيح له، وأشكر القائمين على الدوري في هيئة الرياضة ووزارة التعليم وكافة المعلمين والمنظمين على جهودهم في تنظم بطولة للمدارس بهذا الحجم الكبير».
كما قال المدرب محمد أحمد جابر: «مردود دوري المدارس سيكون مؤثراً خلال السنوات القادمة على الأندية والمنتخبات، ودائماً أي مشروع رياضي يحتاج إلى التجربة في أول عام والاستفادة من التجارب لتكون الفائدة أكبر في كل عام قادم للاعبين، وسيكون هناك استعداد أكبر في العام القادم لجميع المدارس وتكون هناك جاهزية نفسية لكافة اللاعبين»، مضيفاً: «تعتبر خطوة مميزة أن تبدأ هيئة الرياضة بالشراكة مع وزارة التعليم بالبحث عن المواهب وتطويرها ابتداءً من المدارس والتي تعتبر المنبع الأساسي للمواهب، وكما نعلم أن الدول التي تقدمت في مجال الرياضة بدأت بالبحث عن المواهب في المدارس ومن ثم عملت على تطوير وصقل هذه المواهب، وأتوقع نجاحاً باهراً لهذا المشروع إذا كان هناك تركيز على الاختيار الصحيح للاعبين وتطوير التجربة من عام لآخر من كافة النواحي».
كذلك تحدث المدرب مجدي الزهراني عن مشروع دوري المدارس، وقال: «فكرة دوري المدارس تُعد خطوة رائدة كونها تشكل رافداً قوياً للأندية والمنتخبات، ودوري المدارس فتح المجال لجميع الطلاب بدون استثناء للمشاركة وإبراز مواهبهم ومنحهم أهمية تجعل منهم مواهب لهذا البلد المعطاء، وهذه خطوة أساسية لعمل منظومة متكاملة على أسس قوية لتكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة عالمياً في رياضة كرة القدم»، مضيفاً«يجب أن لا نغفل دور هيئة الرياضة الذي يعد أساساً متيناً لاكتشاف مواهب تخدم الكره السعودية بالتعاون مع وزارة التعليم التي قدمت الكثير في هذا المشروع، وعلى الجميع التكاتف لإنجاح هذا المشروع الوطني الضخم، فقد كنا جميعاً ننتظر هذه الخطوة التي يحلم بها كل لاعب وكل مشجع لاكتشاف المواهب السعودية».
من جهته قال لاعب نادي الاتحاد السابق والمدرب الحالي سامي شاص: «بطولة دوري المدارس خطوة رائدة وصائبة رغم تأخرها كثيراً، فهي تعد بداية صحيحة في اختيار المواهب السعوديين والمواليد وتصب في مصلحة الكرة السعودية، وأشكر الهيئة العامة للرياضة ووزارة التعليم على هذه المشروع الوطني الكبير الذي سنجني ثماره قريباً خلال الخمس سنوات القادمة لما نملكه من بنى تحتية جيدة داخل المدارس أو في المرافق الرياضية الخاصة بالدولة، وعلى يقين تام بأن انطلاقة المشروع ستكون بداية لنهضة جديدة للرياضة السعودية».