بكل الحسابات العقلانية والعاطفية أيضا، لم يتخيل أحد أن فريق ليفربول الذي تلقى هزيمة قاسية من مضيفه برشلونة على ملعب الكامب نو 3/صفر الأسبوع الماضي، سيتمكن من تعديل النتيجة لصالحه، بل ويعكس عقارب الساعة أمام أصحاب المعبد الكاتالوني، ليقعوا في فخ الأنفيلد، ويخرجوا من دوري أبطال الدوري بهزيمة قاسية صفر/4 ليتأهل ليفربول رغم غياب نجميه المصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو.
ويبدو أن الإنجليز أقسموا ألا تخرج البطولة عن أرض الدوق ويليام النورماندي الذي حرر بلادهم من آخر ملوك الدنمارك هارولد الثاني عام 1066، ومن قبلهم يوليوس قيصر الروماني الذي احتل بريطانيا أيضا لأكثر من 400 عام. فتاريخ سكان إنجلترا الذين يعودون إلى العصر الحجري، أبى ألا يكون أحفاده طرفي النهائي الأوروبي، باعتبار بلادهم أقدم الشعوب الأوروبية، ما دفعهم لإقالة عثرتهم أمام أياكس الهولندي الليلة (الأربعاء) ولليوم الثاني على التوالي، ليقفوا في وجه المد الهولندي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التربع على مقعد النهائي، غير أنه استطاع أن يعكس عقارب الساعة مرة أخرى ليهزم أياكس 3/2 في الثواني الأخيرة ليتأهل الإنجليز وحدهم للنهائي المنتظر أن يشهد لقاءً حاسما يتقاسمه البريطانيون دون غيرهم في الأول من يونيو.
فهل تعي الفرق العربية درس الكرة الإنجليزية، الذي سيظل شاخصا أمام أعين التاريخ، حين يتوج أحد الفريقين البريطانيين ببطولة دوري أبطال أوروبا، أم أنها ستظل ترفع الرايات البيضاء وتقبل بنصف الهزائم؟.