العم أمين أبو الحسن رجل شعبي حتى النخاع وهو لصيق بالجماهير. وكان أصدقاؤه منذ طفولته الباكرة وحتى أيام المدرسة يصفونه بالشخص الاجتماعي صديق الجميع كما كان أصدقاؤه في الكلية يصفونه بالإنسان الكريم الشهم.
وبالنسبة لي شخصيا كان أمين أبو الحسن بطلاً ومثالاً يحتذى به. وبعد عودتي من الدراسة إلى مدينة جدة نشأت بيني وبينه علاقة صداقة قوية رغم أنه قريبي بالدم فهو ابن خالة الوالد وفي نفس الوقت ابن عم الوالد أي أنه عمي.
وفي الواقع كان أمين أبو الحسن أستاذي المعلم الذي استفدت منه كثيراً في حياتي العملية والخاصة وكنت أجد متعة كبيرة عندما أزوره في مكتبه وأجلس معه بالساعات الطوال. وهو رجل متعدد المواهب والثقافات فهو يحدثك في كل المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الرياضية التي كان له بها نهم خاص.
وقد درس أمين في كل من مصرو لبنان في الخمسينات والستينات ولهذا فقد اكتسب روح القومية العربية ومنذ ذلك الزمن كان اهتمامه بالقضايا العربية مستحوذاً عليه.
أما موضوعه المفضل فهو كرة القدم، إذ إنه من أكبر مشجعي ومساندي نادي الاتحاد بجدة وقد نقل لي هذه العدوى فأصبحت اتحادياً مثله. وكان تعلقه بالاتحاد مدهشا لدرجة أنه أصبح يعرف به إذ كلما ذكر النادي تداعى اسم أمين أبو الحسن إلى الذاكرة.
إن أمين أبو الحسن الإنسان هو الخالد في الذاكرة فقد كان كريما وشهما ومضيافا لم يرد طالب حاجة ولم ينهر مسكينا أو متسولا. وكان مستمعا جيدا لأصحاب الحاجات لا يقاطعهم أو يطلب منهم السكوت حتى أولئك الذين كانوا يعارضونه ويختلفون معه.
وليس غريبا أن يكون الرجال في قامته أنانيين ومتكبرين لكن أمين أبو الحسن كان متواضعا وبسيطا فهو كان يجالس الفقراء والأغنياء بنفس القدر من التواضع والأدب والأخلاق السامية.
وكان كرمه يثير الدهشة والإعجاب فهو لم يقتصر على قريب أو صديق بل شمل كل محتاج، ولم يكن هذا الكرم الفياض انتقائيا ولم يقتصر على شخص دون الآخر.
وأذكر في مرة من المرات أن طلب مني موظف في الخطوط السعودية أن أتوسط له عند العم أمين أبو الحسن ليقضي له بعض الحاجة وأخذته وذهبنا له سويا فنظر أمين إلى وجه الرجل وقال له بسماحة شديدة: ما هي أخبار الأهلي؟ وكان الرجل أهلاويا والأهلي كما هو معروف المنافس العنيد للاتحاد في المنطقة الغربية وشعر الرجل بحرج شديد غير أن أمين أبو الحسن خفف من حرجه ونفحه مبلغا كبيرا من المال يفيض عن حاجته. وعندما خرجنا من مكتبه بكى الرجل وقال لي وسط دموعه: ما كنت أحسبه سيساعدني خاصة وابني يلعب في النادي الأهلي.
وفي مرة من المرات حينما كنا نتناول طعام العشاء هاجم بعض المدعوين أحد وكلاء السيارات فما كان من عم أمين وهو وكيل سيارات مرموق إلا أن تصدى لهم وأسكتهم وقال لهم سأشتري منه سيارة لاستخدامي الخاص فصب فوق رؤوسهم الماء البارد لأنهم عرفوا الرسالة!
ويمكن أن أستمر في الحديث عن كرمه الفياض المعروف عنه لأنه كان يريد دائما أن يعطي في صمت حتى لا تعلم شماله ما قدمت يمينه.
وبالنسبة لي أمين أبو الحسن هو الوالد والعم والأخ والصديق ورفيق السفر في رحلة الحياة.
وقد تعلمت منه الكثير لكن أهم الأشياء التي رسخت في وجداني هي ألا أتزحزح عن موقفي إن كنت على حق وهذا ما أفادني عندما كنت رئيسا لتحرير عرب نيوز وفي حياتي المهنية خاصة والإعلام مهنة شاقة وصعبة ومليئة بالمزالق، فقد تعلمت منه كيفية اتخاذ قرارات صعبة في أوقات حرجة والفضل يعود لنصائحه ودعمه، والعم أمين أبو الحسن يحترم الرأي الآخر ولا يرى عيبا في تغيير المواقف لو اكتشف أنه على خطأ.
وأذكر أنه خلال عام 75-76م طلب بعض موظفي الشركة عندما كان مقرها في عمارة قديمة في باب مكة تركيب مكيفات في مكاتبهم فرفض المدير العام وقال متهكماً إنهم لا يملكون مكيفات في بيوتهم فقام أمين بشراء المكيفات من ماله الخاص وركبها في مكاتبهم.
وفي مرة تم الخصم من راتب أحد الموظفين وكان عريساً جديداً فما كان من أمين إلا أن أعطاه هدية الزواج وهي تساوي أربعة أضعاف المبلغ المخصوم منه.
رحم الله عمي أمين أبوالحسن وأسكنه فسيح جناته، فقد كان إنساناً متفرداً ونسيج وحده بين البشر وكان يعمل أشياء يعرض عنها بعض الناس فقد أقام سرادق عزاء أمام منزله لسائقه السوداني الخاص عبدالله كديس وأصر أن يتقبل العزاء فيه بنفسه بجدة.
وفي هذه الحياة هناك رجال يذكرهم الناس لأنهم أثروا في حياتهم ولا شك أن أمين أبو الحسن على رأسهم. والرجال مواقف وأنبلهم ما تتناقله ألسنة الناس عنهم بالخير والحمد لله أن العم أمين أبو الحسن منهم بإذن الله.
قال تعالى (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منّاً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
وبالنسبة لي شخصيا كان أمين أبو الحسن بطلاً ومثالاً يحتذى به. وبعد عودتي من الدراسة إلى مدينة جدة نشأت بيني وبينه علاقة صداقة قوية رغم أنه قريبي بالدم فهو ابن خالة الوالد وفي نفس الوقت ابن عم الوالد أي أنه عمي.
وفي الواقع كان أمين أبو الحسن أستاذي المعلم الذي استفدت منه كثيراً في حياتي العملية والخاصة وكنت أجد متعة كبيرة عندما أزوره في مكتبه وأجلس معه بالساعات الطوال. وهو رجل متعدد المواهب والثقافات فهو يحدثك في كل المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الرياضية التي كان له بها نهم خاص.
وقد درس أمين في كل من مصرو لبنان في الخمسينات والستينات ولهذا فقد اكتسب روح القومية العربية ومنذ ذلك الزمن كان اهتمامه بالقضايا العربية مستحوذاً عليه.
أما موضوعه المفضل فهو كرة القدم، إذ إنه من أكبر مشجعي ومساندي نادي الاتحاد بجدة وقد نقل لي هذه العدوى فأصبحت اتحادياً مثله. وكان تعلقه بالاتحاد مدهشا لدرجة أنه أصبح يعرف به إذ كلما ذكر النادي تداعى اسم أمين أبو الحسن إلى الذاكرة.
إن أمين أبو الحسن الإنسان هو الخالد في الذاكرة فقد كان كريما وشهما ومضيافا لم يرد طالب حاجة ولم ينهر مسكينا أو متسولا. وكان مستمعا جيدا لأصحاب الحاجات لا يقاطعهم أو يطلب منهم السكوت حتى أولئك الذين كانوا يعارضونه ويختلفون معه.
وليس غريبا أن يكون الرجال في قامته أنانيين ومتكبرين لكن أمين أبو الحسن كان متواضعا وبسيطا فهو كان يجالس الفقراء والأغنياء بنفس القدر من التواضع والأدب والأخلاق السامية.
وكان كرمه يثير الدهشة والإعجاب فهو لم يقتصر على قريب أو صديق بل شمل كل محتاج، ولم يكن هذا الكرم الفياض انتقائيا ولم يقتصر على شخص دون الآخر.
وأذكر في مرة من المرات أن طلب مني موظف في الخطوط السعودية أن أتوسط له عند العم أمين أبو الحسن ليقضي له بعض الحاجة وأخذته وذهبنا له سويا فنظر أمين إلى وجه الرجل وقال له بسماحة شديدة: ما هي أخبار الأهلي؟ وكان الرجل أهلاويا والأهلي كما هو معروف المنافس العنيد للاتحاد في المنطقة الغربية وشعر الرجل بحرج شديد غير أن أمين أبو الحسن خفف من حرجه ونفحه مبلغا كبيرا من المال يفيض عن حاجته. وعندما خرجنا من مكتبه بكى الرجل وقال لي وسط دموعه: ما كنت أحسبه سيساعدني خاصة وابني يلعب في النادي الأهلي.
وفي مرة من المرات حينما كنا نتناول طعام العشاء هاجم بعض المدعوين أحد وكلاء السيارات فما كان من عم أمين وهو وكيل سيارات مرموق إلا أن تصدى لهم وأسكتهم وقال لهم سأشتري منه سيارة لاستخدامي الخاص فصب فوق رؤوسهم الماء البارد لأنهم عرفوا الرسالة!
ويمكن أن أستمر في الحديث عن كرمه الفياض المعروف عنه لأنه كان يريد دائما أن يعطي في صمت حتى لا تعلم شماله ما قدمت يمينه.
وبالنسبة لي أمين أبو الحسن هو الوالد والعم والأخ والصديق ورفيق السفر في رحلة الحياة.
وقد تعلمت منه الكثير لكن أهم الأشياء التي رسخت في وجداني هي ألا أتزحزح عن موقفي إن كنت على حق وهذا ما أفادني عندما كنت رئيسا لتحرير عرب نيوز وفي حياتي المهنية خاصة والإعلام مهنة شاقة وصعبة ومليئة بالمزالق، فقد تعلمت منه كيفية اتخاذ قرارات صعبة في أوقات حرجة والفضل يعود لنصائحه ودعمه، والعم أمين أبو الحسن يحترم الرأي الآخر ولا يرى عيبا في تغيير المواقف لو اكتشف أنه على خطأ.
وأذكر أنه خلال عام 75-76م طلب بعض موظفي الشركة عندما كان مقرها في عمارة قديمة في باب مكة تركيب مكيفات في مكاتبهم فرفض المدير العام وقال متهكماً إنهم لا يملكون مكيفات في بيوتهم فقام أمين بشراء المكيفات من ماله الخاص وركبها في مكاتبهم.
وفي مرة تم الخصم من راتب أحد الموظفين وكان عريساً جديداً فما كان من أمين إلا أن أعطاه هدية الزواج وهي تساوي أربعة أضعاف المبلغ المخصوم منه.
رحم الله عمي أمين أبوالحسن وأسكنه فسيح جناته، فقد كان إنساناً متفرداً ونسيج وحده بين البشر وكان يعمل أشياء يعرض عنها بعض الناس فقد أقام سرادق عزاء أمام منزله لسائقه السوداني الخاص عبدالله كديس وأصر أن يتقبل العزاء فيه بنفسه بجدة.
وفي هذه الحياة هناك رجال يذكرهم الناس لأنهم أثروا في حياتهم ولا شك أن أمين أبو الحسن على رأسهم. والرجال مواقف وأنبلهم ما تتناقله ألسنة الناس عنهم بالخير والحمد لله أن العم أمين أبو الحسن منهم بإذن الله.
قال تعالى (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منّاً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).