الزمالك محتفلا بكأس السوبر الأفريقي.
الزمالك محتفلا بكأس السوبر الأفريقي.
-A +A
طاهر الحصري (جدة) taher_ibrahim0@
كالشهب الوامضة تخترق جدار السماء، وتخطف أعين الناظرين باندهاش وتعجب، فاجأت ثلاثية انتصارات الزمالك خلال 14 يوما جماهيره وعاشقي الساحرة المستديرة في مصر والعالم العربي، في نزالات قوية قد تنبئ بعودة مدرسة «الفن والهندسة» إلى الساحة من جديد، بتخطيط الفرنسي باتريس كاتيرون، والتألق اللافت للثنائي المغربي أشرف بنشرقي، ومحمد أوناجم.

ورغم وميض الشهب إلا أنها سرعان ما يخفت وهجها وتنطفئ حينما تقترب من الأرض، أصيبت الملايين المسمرة أعينهم أمام شاشات التلفاز، متوثبة للنزال المرتقب بين الأهلي والزمالك باستاد القاهرة، بذهول وحسرة وخيبة أمل، عندما شاهدت مقاطع فيديو انتشرت كالنار في الهشيم للاعبي الزمالك وهم وقوف بأحد شوارع القاهرة بعدما ترجلوا من الأتوبيس المخصص لهم، رافضين الذهاب للمباراة، منهمكين في تلاسن حامي الوطيس مع عشرات المشجعين، الذين انخرطوا في ترديد الهتافات الساخرة.


وكما فتحت انتصارات الزمالك الأخيرة بابا واسعا للخوض في أسبابها ومسبباتها، بدءاً من الموقعة الأولى مع «الخصم العنيد» الترجي التونسي، وحصول الزمالك على السوبر الأفريقي، مرورا بالفوز -الذي اقترن معه كثير من الصخب- على «الغريم التقليدي» النادي الأهلي، على أرض الإمارات، وانتهاء بتأكيد أصحاب الفانلة البيضاء وخطيها الأحمرين، انتصارهم على الترجي 3/‏1 في دوري أبطال أفريقيا قبيل أيام، قفز إلى الواجهة تخلف الزمالك عن حضور المباراة أمام الأهلي، إذ أنى للزمالك أن يكتسح خصوما أشداء خارج بلده 3 مرات متتاليات، ويفر من المواجهة على أرض لطالما روت تفاصيل مجده في الأزمنة غير البعيدة ؟

هذا التناقض الصارخ بين انتفاضة الزمالك المذهلة، وانسحابه المباغت يعكس حالة المزاجية على مستوى إدارة النادي التي باتت تستحسن مهاجمة الجميع، ولم يسلم منها مدربون ولاعبون أو حتى جماهير، وائتلافها اختلاق الأعذار والذرائع، وتبريرات الفشل قبل عوامل النجاح.

تلك المزاجية هي «الداء العضال» لهذا النادي العريق، إذ ما يلبث أن يتربع على رؤوس قوائم البطولات، إلا ويدهش الجماهير بالنتائج، التي تحافظ دوما على المركز الثاني أو الثالث.