كاريمان أبو الجدايل، رياضية سعودية، بدأت برياضة الجري ثم تحولت للتجديف لتجد نفسها أمام تحد من نوع آخر، إذ تسعى أن تكون من أوائل السيدات في هذا المجال، بعد أن تحول مسارها من سباق الجري 100 متر بعد أولمبياد ريو جانيرو في البرازيل.
أبو الجدايل تحمل في أجندتها أحلاماً تسعى خلف تحقيقها من خلال العمل الدؤوب والشاق لتسجيل اسمها بأحرف من ذهب في خارطة الرياضة السعودية والعالمية، متسلحةً بالثقة والأمل والدعم الذي تجده ويمثل لها وقوداً لمواصلة النجاح.
«عكاظ» استضافت أبو الجدايل في هذا الحوار وخرجت بالمحصلة التالية:
• حدثينا عن قصة حبك للتجديف؟
•• بدايتي مع الرياضة كانت في كرة القدم إلى أن استقررت على رياضة الجري وممارستها، وبحلول عام ٢٠١٢ والسماح للمرأة السعودية بالمشاركة في الأولمبياد؛ التوقيت الذي تزامن مع بدء دراستي الجامعية ببوسطن، أخذت الموضوع على محمل الجد والالتزام وبدأت مع الفريق الجامعي لألعاب القوى، ليأتي عام ٢٠١٦ وأشارك في أولمبياد ريو بالبرازيل كأول سعودية تنافس في سباق الـ١٠٠متر، إلى أن أجمع أصحاب الاختصاص في اتحاد الرياضة السعودي لاحقاً على أن سباق الجري وبالتحديد 100 متر لا يتناسب مع إمكاناتي كلاعبة طويلة تبلغ قامتها ١٨٠ سم، وعندها نصحت بالاتجاه إلى رياضة التجديف، فكانت البداية التي استمرت وأثمرت مع الإصرار والمثابرة على حصولي على الميدالية الذهبية في بطولة الخليج الأخيرة بالكويت.
• أين تعلمت هذه الرياضة، ومن دعمك حتى طريق الفوز؟
•• قرار التحويل من رياضة الجري إلى التجديف لم يكن بالقرار السهل، ولكن بمشورتي لوالدتي وتشجيعها الإيجابي لقراراتي توكلت على الله وبدأت مرة أخرى ولكن مع رياضة التجديف هذه المرة، فكانت تدريباتي على جهاز التجديف الداخلي الموجود بكل صالة رياضية، إلا أن التجديف بشكل احترافي في الماء باستخدام القارب المخصص لذلك بدأ في مدينة بوسطن، ومن ثم تلقيت الدعم الرسمي من قبل الاتحاد السعودي للتجديف وذلك منذ تأسيسه في بداية هذا العام.
• ما أهم الجوائز التي حصلت عليها خلال مسيرتك؟
•• في أولمبياد ريو عام ٢٠١٦ يكفيني أن وثقت اسمي كرياضية ضمن أوائل السعوديات في تاريخ الأولمبياد، أما في رياضة التجديف فقد حصلت على الميدالية الذهبية في بطولة دول مجلس التعاون الخليجي التي أقيمت بدولة الكويت أخيراً، ما يعني تسجيلي كأول سعودية تحصل على المركز الأول في رياضة التجديف السعودية، ولا يزال طموحي الرياضي يمنّيني بمزيد من المراكز المتقدمة.
• ماذا تعلمت من هذه الرياضة، وما مدى إقبال السعوديات على تعلمها؟
•• رياضة التجديف تحتاج إلى لياقة عالية كونك تحتاج أن تنهي مسافة ٢٠٠٠ متر في مدة ٧- ٨ دقائق، وهو ما يختلف عن سباق الجري لمسافة ١٠٠ متر الذي يستغرق عدة ثوان فقط، وبالتالي فقد علمني التجديف عدم الاستسلام والتدرب على النفس الطويل، ما يعني عدم التشتت والاستمرار.
أما بالنسبة لمدى إقبال السعوديات على تعلّم هذه الرياضة فمن الواقعي الاعتراف أنها رياضة جديدة وغير معروفة لفئة كبيرة من الفتيات، وانتشارها يقع على عاتق الاتحاد السعودي للتجديف.
• كيف تقيّمين توجهات المرأة السعودية الرياضية؟
•• جهود المملكة المبذولة والمتاحة لتمكين المرأة السعودية رياضياً بدأت تلاحظ في مختلف الرياضات، ومتفائلة بقادم السنوات أن نكون أفضل.
• ما هي الأدوات التي يجب أن يتسلح بها الرياضي في التجديف؟
•• القدرة على التحمّل في المقام الأول، ليس من الناحية البدنية فحسب، ولكن ما يتعلق أمره بالناحية الذهنية حيث تتقاذفك عوامل خارجية عدة لا تتحكم بها، على سبيل المثال درجة الرياح ومدى صفو الماء، حيث إن رياضة التجديف من أصعب الرياضات في الأولمبياد.
• حدثينا عن أحلامك المستقبلية؟
•• الأحلام تتجدد مع العمر، وقد تتغير مع تبدّل الأولويات، وسأختصر وأقول إن أحلامي على المدى القصير نسبياً تتلخص في إكمال دراستي للدكتوراه في مجال الهندسة المعمارية، مع مواصلة تدريبي الرياضي للتجديف وحصد إنجازات مرضية في مجاله.
• أي الدول شعرت فيها بالراحة والسعادة أكثر بإنجازك؟
•• طبعاً كل دولة ولها مميزاتها الخاصة بها، لكن أستطيع القول إن مدينة بوسطن، حيث مقر دراستي الجامعية، كانت من أكثر الأماكن التي شعرت فيها بالتقدير والاستيعاب والتفهم الكبير للمجهود الذي كنت أبذله للوصول إلى الأولمبياد، سواء كان من هيئة التدريس أنفسهم ومراعاتهم لظروفي ومواعيدي، أو من القائمين على تدريبي، ناهيك عن الاحتفاء بي لاحقاً بعد عودتي من أولمبياد ريو ٢٠١٦، وإلحاقي ضمن برنامج المميزين في فيديو عام بث أمام الحضور في حفلة تخرجي بتخصص الهندسة المعمارية.
• كيف تكون استعداداتك قبل أي سباق؟
•• استعداداتي قبل السباق هي نفسها استعداداتي للتدريب في أيام التمرين العادية، ولا تخرج عن النوم الكافي والاستيقاظ المبكر لإفساح المجال للإحماء واستدعاء التركيز الكامل دون مشتتات عرضية.
• أنت نشطة على السوشييال ميديا، ما أهمية ذلك لك كرياضية؟
•• نشاطي في السوشيال ميديا هدفه توعية وتثقيف الآخرين، وبخاصة الفتيات من عمري، باهتماماتي المتنوعة في عالم الرياضة وبما يجري من حولنا من فعاليات في مجالات مختلفة، فالرياضي عليه أن يكون عضواً فعالاً ومثقفاً في مجتمعه.
• كيف تغلبت على عقبة العزل المنزلي؟
•• التزمت منذ بداية الحجر المنزلي بالتمرين على آلة التجديف في صالة الألعاب (الجيم) بمنزلي.
• ما المغزى من حرصك على التدريب الشاق من البيت؟
•• التدريب ومتابعة برنامج التمارين من البيت أعترف أنه أمر صعب، ولكن الهدف الذي أطمح إلى تحقيقه أصعب، وهو ما يتطلب بطبيعة الحال التضحية بالراحة في سبيل الوصول إليه، ألا وهو التأهل إلى أولمبياد طوكيو العام القادم ٢٠٢١، فإن حصل بإذن الله سأكون أول سعودية تتأهل في رياضة التجديف في تاريخ الأولمبياد، وهو حلم أعمل كل يوم على تقريبه وأعلم يقيناً أنه شاق، ولكن لو كان سهلاً لوجدته في المتناول ولفعلها الكثيرون.
أبو الجدايل تحمل في أجندتها أحلاماً تسعى خلف تحقيقها من خلال العمل الدؤوب والشاق لتسجيل اسمها بأحرف من ذهب في خارطة الرياضة السعودية والعالمية، متسلحةً بالثقة والأمل والدعم الذي تجده ويمثل لها وقوداً لمواصلة النجاح.
«عكاظ» استضافت أبو الجدايل في هذا الحوار وخرجت بالمحصلة التالية:
• حدثينا عن قصة حبك للتجديف؟
•• بدايتي مع الرياضة كانت في كرة القدم إلى أن استقررت على رياضة الجري وممارستها، وبحلول عام ٢٠١٢ والسماح للمرأة السعودية بالمشاركة في الأولمبياد؛ التوقيت الذي تزامن مع بدء دراستي الجامعية ببوسطن، أخذت الموضوع على محمل الجد والالتزام وبدأت مع الفريق الجامعي لألعاب القوى، ليأتي عام ٢٠١٦ وأشارك في أولمبياد ريو بالبرازيل كأول سعودية تنافس في سباق الـ١٠٠متر، إلى أن أجمع أصحاب الاختصاص في اتحاد الرياضة السعودي لاحقاً على أن سباق الجري وبالتحديد 100 متر لا يتناسب مع إمكاناتي كلاعبة طويلة تبلغ قامتها ١٨٠ سم، وعندها نصحت بالاتجاه إلى رياضة التجديف، فكانت البداية التي استمرت وأثمرت مع الإصرار والمثابرة على حصولي على الميدالية الذهبية في بطولة الخليج الأخيرة بالكويت.
• أين تعلمت هذه الرياضة، ومن دعمك حتى طريق الفوز؟
•• قرار التحويل من رياضة الجري إلى التجديف لم يكن بالقرار السهل، ولكن بمشورتي لوالدتي وتشجيعها الإيجابي لقراراتي توكلت على الله وبدأت مرة أخرى ولكن مع رياضة التجديف هذه المرة، فكانت تدريباتي على جهاز التجديف الداخلي الموجود بكل صالة رياضية، إلا أن التجديف بشكل احترافي في الماء باستخدام القارب المخصص لذلك بدأ في مدينة بوسطن، ومن ثم تلقيت الدعم الرسمي من قبل الاتحاد السعودي للتجديف وذلك منذ تأسيسه في بداية هذا العام.
• ما أهم الجوائز التي حصلت عليها خلال مسيرتك؟
•• في أولمبياد ريو عام ٢٠١٦ يكفيني أن وثقت اسمي كرياضية ضمن أوائل السعوديات في تاريخ الأولمبياد، أما في رياضة التجديف فقد حصلت على الميدالية الذهبية في بطولة دول مجلس التعاون الخليجي التي أقيمت بدولة الكويت أخيراً، ما يعني تسجيلي كأول سعودية تحصل على المركز الأول في رياضة التجديف السعودية، ولا يزال طموحي الرياضي يمنّيني بمزيد من المراكز المتقدمة.
• ماذا تعلمت من هذه الرياضة، وما مدى إقبال السعوديات على تعلمها؟
•• رياضة التجديف تحتاج إلى لياقة عالية كونك تحتاج أن تنهي مسافة ٢٠٠٠ متر في مدة ٧- ٨ دقائق، وهو ما يختلف عن سباق الجري لمسافة ١٠٠ متر الذي يستغرق عدة ثوان فقط، وبالتالي فقد علمني التجديف عدم الاستسلام والتدرب على النفس الطويل، ما يعني عدم التشتت والاستمرار.
أما بالنسبة لمدى إقبال السعوديات على تعلّم هذه الرياضة فمن الواقعي الاعتراف أنها رياضة جديدة وغير معروفة لفئة كبيرة من الفتيات، وانتشارها يقع على عاتق الاتحاد السعودي للتجديف.
• كيف تقيّمين توجهات المرأة السعودية الرياضية؟
•• جهود المملكة المبذولة والمتاحة لتمكين المرأة السعودية رياضياً بدأت تلاحظ في مختلف الرياضات، ومتفائلة بقادم السنوات أن نكون أفضل.
• ما هي الأدوات التي يجب أن يتسلح بها الرياضي في التجديف؟
•• القدرة على التحمّل في المقام الأول، ليس من الناحية البدنية فحسب، ولكن ما يتعلق أمره بالناحية الذهنية حيث تتقاذفك عوامل خارجية عدة لا تتحكم بها، على سبيل المثال درجة الرياح ومدى صفو الماء، حيث إن رياضة التجديف من أصعب الرياضات في الأولمبياد.
• حدثينا عن أحلامك المستقبلية؟
•• الأحلام تتجدد مع العمر، وقد تتغير مع تبدّل الأولويات، وسأختصر وأقول إن أحلامي على المدى القصير نسبياً تتلخص في إكمال دراستي للدكتوراه في مجال الهندسة المعمارية، مع مواصلة تدريبي الرياضي للتجديف وحصد إنجازات مرضية في مجاله.
• أي الدول شعرت فيها بالراحة والسعادة أكثر بإنجازك؟
•• طبعاً كل دولة ولها مميزاتها الخاصة بها، لكن أستطيع القول إن مدينة بوسطن، حيث مقر دراستي الجامعية، كانت من أكثر الأماكن التي شعرت فيها بالتقدير والاستيعاب والتفهم الكبير للمجهود الذي كنت أبذله للوصول إلى الأولمبياد، سواء كان من هيئة التدريس أنفسهم ومراعاتهم لظروفي ومواعيدي، أو من القائمين على تدريبي، ناهيك عن الاحتفاء بي لاحقاً بعد عودتي من أولمبياد ريو ٢٠١٦، وإلحاقي ضمن برنامج المميزين في فيديو عام بث أمام الحضور في حفلة تخرجي بتخصص الهندسة المعمارية.
• كيف تكون استعداداتك قبل أي سباق؟
•• استعداداتي قبل السباق هي نفسها استعداداتي للتدريب في أيام التمرين العادية، ولا تخرج عن النوم الكافي والاستيقاظ المبكر لإفساح المجال للإحماء واستدعاء التركيز الكامل دون مشتتات عرضية.
• أنت نشطة على السوشييال ميديا، ما أهمية ذلك لك كرياضية؟
•• نشاطي في السوشيال ميديا هدفه توعية وتثقيف الآخرين، وبخاصة الفتيات من عمري، باهتماماتي المتنوعة في عالم الرياضة وبما يجري من حولنا من فعاليات في مجالات مختلفة، فالرياضي عليه أن يكون عضواً فعالاً ومثقفاً في مجتمعه.
• كيف تغلبت على عقبة العزل المنزلي؟
•• التزمت منذ بداية الحجر المنزلي بالتمرين على آلة التجديف في صالة الألعاب (الجيم) بمنزلي.
• ما المغزى من حرصك على التدريب الشاق من البيت؟
•• التدريب ومتابعة برنامج التمارين من البيت أعترف أنه أمر صعب، ولكن الهدف الذي أطمح إلى تحقيقه أصعب، وهو ما يتطلب بطبيعة الحال التضحية بالراحة في سبيل الوصول إليه، ألا وهو التأهل إلى أولمبياد طوكيو العام القادم ٢٠٢١، فإن حصل بإذن الله سأكون أول سعودية تتأهل في رياضة التجديف في تاريخ الأولمبياد، وهو حلم أعمل كل يوم على تقريبه وأعلم يقيناً أنه شاق، ولكن لو كان سهلاً لوجدته في المتناول ولفعلها الكثيرون.