ياسمين الدباغ
ياسمين الدباغ
-A +A
أمل السعيد (الرياض) amal222424@
منذ صغرها اهتمت بالرياضة بدعم والديها، ومارست العديد من الرياضات؛ السباحة وكرة السلة والجمباز والتنس والتزلج وركوب الخيل، إلا أن رياضة «الجري» في ألعاب القوى هي الرياضة التي استهوتها وكانت الأقرب لها، خصوصاً أن أيام الدراسة كانت تحصد الكثير من الجوائز في تحديات «الجري».

تلك هي لاعبة ألعاب القوى العداءة ياسمين الدباغ، التي تدربت في «لوس أنجليس» على أيدي المدرب الرئيسي لألعاب القوى بجامعة جنوب كاليفورنيا «Ron Allice» الذي رأى أنها تمتلك مواصفات العداء الجيد.


في حوارها مع «عكاظ» عن حكاية عداءة سعودية من البداية للنهاية، أوضحت أنها بدأت رحلتها الجدية، وما زالت، مع المدرب «لينفارد كريستي» الحائز على الميدالية الذهبية لمسافة 100 متر بأولمبياد برشلونة، وهو الذي يقوم حالياً بتدريب بعض العدائين في الفريق البريطاني في الجري.

سألت ياسمين في البداية: لماذا اخترتِ رياضة «الجري»؟.. فأجابت بابتسامتها الأنيقة: لثلاثة أسباب رئيسية؛ أولها: أنها رياضة بسيطة من ناحية التكاليف والمعدات، لتجري أنت تحتاج قدمين وحذاء جيدا، الثاني: الجري من أنواع الرياضة الصعبة وعالية التنافسية، لذلك اخترت احترافها كنوع من التحدي الشخصي، الثالث عندما أجري فأنا أشعر بالقوة والحرية والثقة بالنفس.

تمثيل بلدي

• ما الصعوبات التي واجهتها في «ألعاب القوى»؟•• الخوف من الفشل، للأسف ميلي لتحقيق المثالية في كل ما أعمل عليه، خلق هذا العائق، ولكن مع الوقت والتدريب والمشاركة في المنافسات الرياضية تغلبت بفضل الله على هذا العائق.

• كل شخص له أهداف طويلة وقصيرة المدى.. ما الهدف الذي تسعين لتحقيقه في الفترة القادمة؟•• أسعى أن أكون مثالاً إيجابياً لبنات بلدي، وأن أكون سبباً في نشر الوعي لما تحققه احتراف وممارسة الرياضة من تأثير على نظام الحياة بشكل عام لتحوله لنظام صحي وملتزم.. كذلك أحلم أن أكون سبباً في رفع مستوى المشاركة السعودية النسائية في المنافسات الرياضية.

أما هدفي قصير المدى: حالياً أعمل لتحقيق هدفي بنيل شرف تمثيل المملكة في أولمبياد طوكيو القادمة، والمنافسة الجادة لرفع راية المملكة عالياً. واضطررت لوقف تماريني في المعسكر التدريبي المكثف الذي التحقت به للتدريب في المملكة المتحدة لمدة 6 أشهر استعداداً لأولمبياد طوكيو بسبب جائحة كورونا ورجوعي للمملكة.

العداءة «أليسون»

• سمعتُ أنكِ معجبة بالعداءة الأمريكية أليسون فيليكس، ما السبب؟•• لأنها تلهمني، ففي سجلها ٢٦ ميدالية ذهبية، و٨ ميداليات فضية، و٤ برونزيات، منها ٦ ميداليات ذهبية، و٣ فضيات حققتها في الألعاب الأولمبية، لتصبح أول عداءة في التاريخ تحصد ٦ ميداليات ذهبية في ألعاب القوى، لتتعادل مع ميرلين أوتي كأكثر عداءة متوجة في التاريخ بمجموع ٩ ميداليات.

أليسون ستشارك أيضا في أولمبياد طوكيو وهي الأقرب إلى كسر رقم العداء كارل لويس، الرياضي المتقاعد الحائز على ١٠ ميداليات أولمبية منها ٩ ذهبية.

سبب إعجابي بأليسون هو أنها بالإضافة لنجاحها الباهر في الرياضة، هي أيضا زوجة وأم لطفلة ومؤسسة لعلامة تجارية متخصصة في ابتكار منتجات للسيدات تتوافق مع احتياجاتهن، هذه المنتجات أيضا مصممة بواسطة سيدات، واستطاعت أليسون تحقيق التوازن بين مختلف جوانب الحياة وهذا ما على السيدات أن يطمحن إلى الوصول إليه.

العزيمة والإصرار

• أود أن تقولي لي: ما رسالتك لمن يريد أن يلتحق برياضة «ألعاب القوى»؟•• في الجري، وألعاب القوى عموماً، لا يوجد طريق مختصر، عليك أن تتدرب باستمرار وأن تتحلى بالصبر والعزيمة والإصرار، وتذكر أنه يمكنك أن تهزم أي خصم بالعزيمة والإصرار، كذلك أن تحيط نفسك بأصدقاء يعملون للوصول لأهداف رياضية طموحة.

• وما الفرق بين رفع الأثقال وبناء الأجسام وألعاب القوى؟•• ألعاب القوى مجموعة ألعاب رياضية، تنقسم بشكل أساسي إلى العدو والرمي والقفز، ولتصبح عداء جيدا عليك أن تبني القوة البدنية اللازمة، وهذا يتضمن رفع الأثقال، الذي هو حالياً جزء أساسي من جدولي التدريبي، فالعداء الذي يستطيع رفع أوزان أثقل، يستطيع أن يجري أسرع من غيره.

• وما الذي يحتاجه العداء؟•• لتجري تحتاج إلى مضمار فقط، فمتى توفر ذلك لن تكلفك ممارستها شيئا، وكلي أمل الآن مع توفر الدعم الكبير من القيادة الرشيدة ووزارة الرياضة بقيادة الأمير عبدالعزيز بن تركي واتحاد ألعاب القوى برئاسة الدكتور حبيب الربعان، اللذين يعملان على توفير البيئة المثالية لتدريب السيدات، التي ستثمر -إن شاء الله- عن إيجاد جيل جديد من السيدات المتفوقات في كافة المجالات الرياضية.

• من وجهة نظرك.. ما العمر المناسب لممارسة رياضة الجري؟•• في دراسة أعدها في جامعة ولاية فلوريدا أندريس إريكسون، حاول معرفة الفترة أو الوقت الذي يستغرقه أي شخص للوصول إلى القمة في أي من مجالات الرياضة أو الشطرنج أو الموسيقى، توصل إلى أن ١٠ آلاف ساعة كافية للوصول إلى القمة في مجال ما، وبالتالي من الأفضل البدء بالتدريب منذ سن مبكرة، خصوصاً إذا أظهر الطفل موهبة أو اهتماما بأي نوع من أنواع الرياضة. والحمد لله في بلدنا العديد من المواهب والخامات الجيدة.

ومن امتلك الموهبة والعزيمة اللازمة لن يحده العمر أو السن، فالوقت المناسب لبدء تعلم أو ممارسة أي رياضة أو هواية هو الآن.

الرؤية والرياضة

• كيف تقيمين رياضة القوى للسيدات في السعودية؟•• ما زلنا في مرحلة تعريف البنات بهذه الألعاب، ولكن المواهب والخامات الموجودة مشجعة جداً، خصوصاً مع بدء «رؤية ٢٠٣٠» ازدهرت الرياضة النسائية في المملكة، وازدادت مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية خلال الأعوام الخمسة الماضية بنسبة ١٥٠٪ وفق إحصائيات وزارة الرياضة. ولا ننسى الجهود المستمرة لوزارة الرياضة لمواكبة تطلعات برنامج جودة الحيا، أحد مستهدفات رؤية ٢٠٣٠، إذ يعمل الاتحاد السعودي للرياضة للجميع باستمرار على رفع نسبة المشاركة الرياضية الأسبوعية إلى ٤٠٪ بحلول عام ٢٠٣٠، من خلال توفير بيئة رياضية أكثر شمولاً وتشجيع مزيد من الفتيات والنساء على ممارسة الرياضة.

• دعيني أسألك هذا السؤال: ما الدور الذي تتمنين القيام به للنهوض برياضة ألعاب القوى؟

•• أن أكون مثالاً ملهماً ومؤثراً للمرأة السعودية وقدوة تفخر بها سيدات بلدي، وأن أنشر الوعي بين السيدات عن أهمية جعل الرياضة، والجري تحديدا، جزءا أساسيا في نمط حياتهم اليومي لفوائدها النفسية والجسدية العديدة، مما يساعد على الاستمتاع بأسلوب حياة صحي ونشط.

الغذاء والتدريب

• كرياضية وعداءة.. ما برنامجك اليومي التدريبي والغذائي؟

•• أحرص على اتباع نظام غذائي صحي يرتكز على الإكثار من شرب الماء، وتناول البروتينات، الفواكه، الخضراوات والكربوهيدرات المعقدة، وأحرص على النوم ٩ ساعات يومياً.

أما برنامجي التدريبي، فأنا حاليا في المرحلة الثانية (من أصل ثلاث مراحل)، في هذه المرحلة علي أن أتدرب على رفع الأثقال يومي الأحد والخميس، بينما أتدرب في المضمار أيام الإثنين والأربعاء والجمعة.

• حدثينا عن تجربتك التدريبية في المنزل خلال جائحة كورونا، وماذا استفدت منها؟•• كنت أجري في مكاني، حرفياً، ولمحاكاة تجربة الجري الحقيقية كنت أربط نفسي بحبل لخلق المقاومة اللازمة، واستخدمت الأجهزة الرياضية مثل «التريدميل» ومارست رفع الأثقال، بالإضافة إلى السباحة والاعتماد على التمارين التي تستخدم وزن الجسم.• وماذا عن الإنجازات التي حققتها محلياً وخارجياً.. وما مشاركاتك القادمة؟

•• يعد أفضل تكريم التأهل لأولمبياد طوكيو 2020، وشرف لي تمثيل بلدي مع المنتخب السعودي، وأخيرا حصلت على المركز الأول في مسابقة الـ١٠٠ متر (سيدات) التي أقيمت في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، كما شاركت مع المنتخب السعودي في البطولة العربية لألعاب القوى في تونس.

وأطمح في المرحلة القادمة المشاركة في منافسات الجري وألعاب القوى عربياً وعالمياً، وبسبب الجائحة تم تأجيل عدد منها، ولكنني سأحرص على المشاركة متى ما تم الإعلان عن مواعيدها القادمة.

• أخيراً.. كيف ترين الاهتمام الإعلامي بالرياضة النسائية؟•• الإعلام من أهم الوسائل التي تشكل الوعي الرياضي، وهو المرآة العاكسة لكل نشاط رياضي ودوره مهم جدا في دعم الحركة الرياضية عموما والرياضية النسائية تحديدا، حالياً أرى أن الإعلام بدأ يهتم بعرض نماذج رياضية نسائية ناجحة في مختلف الرياضات، وكلما نجحت سيدات بلدي في المشاركات المحلية والعربية والعالمية كلما زاد ظهورهن الإعلامي المحلي والعالمي.