حين كنت في أحد المجالس الرياضية مع صديقات، طُرح سؤال فطري: لماذا لا تحكم المرأة السعودية مباريات الدوري للرجال؟.. وحين عدت إلى منزلي بدأت أفكر طويلاً في السؤال، ودار في ذهني عدة استفهامات: هل الوقت حان لأن نتجه هذا التوجه أم الوقت ما زال مبكراً؟، ولماذا هناك في كثير من الدول نساء يحكمن المباريات الرجالية؟.. بقيت هذه الأسئلة وغيرها في ذهني لم أجد لها جواباً، فرأيت الاتصال بعدد من المحللين والإعلاميين الرياضيين لأخذ رأيهم قبل أن أحول إجاباتهم إلى تحقيق صحفي، وقد وجدت أن الإعلاميين الرجال يرفضون الفكرة بشكل قاطع ونهائي، في حين أن إعلامية تؤيد الاتجاه في منح المرأة الفرصة لتحكيم مباريات الرجال، وهناك لاعبتان الأولى تؤيد والأخرى ترفض.. انتظر من قراء «عكاظ» مشاركتنا بطرح آرائهم حول هذه القضية.
لا لتحكيم المرأة
حين سألت الإعلامي والمحلل الرياضي عادل عصام الدين، أجابني برفضه تحكيم المرأة مباريات الرجال، موضحاً «حتى إن كنا نعاني من عدم اختيار الحكم المناسب لمعظم المباريات خصوصاً المواجهات الكبرى، لكن هذا لا يعني الاتجاه للمرأة لتقود مباريات الرجال».
وأضاف: «من قال إن المسألة تتعلق بالكفاءة، كثير من الحكام السعوديين ناجحون في إدارة المباريات ولكن خارج الحدود، أي في المباريات الخارجية»، مردفاً «يجب أن نعرف أن الكفاءة والمقدرة شيء، والتعصب والخوف والضغوط والمجاملات شيء آخر، إن تخلصنا من الحسابات والتعصب يمكن أن نعتمد على الحكم السعودي داخليا وخارجيا، لكن حتى اللحظة أنا مع الحكم الأجنبي فقط».
لا يصلح
أما المحلل الرياضي عادل الملحم، فيؤكد أن الرياضة ليست مخصصة للرجال أو النساء، موضحاً «مثل أنه لا يصلح أن تلعب كرة سلة بين فريق نسائي وآخر رجالي، أتصور أنه لا يصلح أن تحكم المرأة مباريات الرجال، فالمرأة تقود تحكيم مباريات النساء، وإذا نظرنا لمباريات كأس العالم لم نر امرأة تحكم مباراة، وحتى الدوري الأوروبي، خصوصاً أن المرأة حديثة عهد بالرياضة».
الوقت مبكر
من جانبه، يعتقد الإعلامي الرياضي عيسى الحكمي أن الوقت مبكر كي تحكم المرأة مباريات الرجال، ولكنه يوضح متى ما وصلت المرأة لدرجة الكفاءة العالية، والإلمام بقوانين اللعبة، والاستعداد المعنوي واللياقي، وتمرست في الدوريات النسائية، قد تكون الفرصة مواتية، الأمر ليس بتلك السهولة، يحتاج كثيرا من العمل والتطوير، ومن سار على الدرب وصل، ويقدم نصيحته للحكمات بالاجتهاد والتطوير المستمر، وأن يكون اختيار مهمة التحكيم نابع من موهبة ورغبة ومعرفة باللعبة حتى تستطيع التقدم.
لا أويد
لاعبة كرة القدم الصدوف سهيل عسيري، لا تؤيد في الوقت الراهن تحكيم المرأة لمباريات كرة القدم الرجالية، موضحة «لا يوجد لديهن الخبرة الكافية مثل الشخصية الصارمة كحكم»، مضيفة «الأفضل البدء بتحكيم مباريات النساء لاكتساب الخبرة، وعليها الحصول على المزيد من الدورات التدريبية لتقوية المفهوم التحكيمي، ومتابعة المباريات العالمية لاكتساب مزيد من الخبرة بمشاهدة الحكام، وبذلك يكون لديها ثقة في النفس وهو أمر مهم لفرض شخصيها في المستطيل الأخضر».
المرأة مؤهلة
من جانبها، قالت الإعلامية الرياضية أمل إسماعيل: «كما برزت المرأة في المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية، فإنها كذلك في المجال الرياضي؛ لاعبة ومدربة وإدارية وحكمة، وهناك نماذج كثيرة محلياً وخارجياً أدرن مباريات الرجال، مثل خلود الزعابي، وأمل جمال من الإمارات، مضيفة المرأة قادرة على تحكيم مباريات الرجال، وفي رأيي أن تشارك كحكم مساعد وليس رئيسيا، خصوصاً إذا صارت مشادة بين اللاعبين».
إلى ذلك، فإن لاعبة كرة القدم حورية حمدان الشمراني تؤيد تحكيم المرأة لمباريات كرة القدم للرجال، خصوصاً أن هناك نماذج مشرفة يفتخر بها، وأضافت: «نصيحتي للحكمة السعودية التركيز، والعمل بضمير، والوضوح، والصدق، والحزم في اتخاذ قرارات تحكيمية بغض النظر عن النتائج».
الأخصائي الحمزة: مرحلتان لتحكيم المرأة المباريات النسائية
توجهت إلى الأخصائي والمعالج الاجتماعي محمد الحمزة لتحليل الفكرة نفسياً واجتماعياً بعيداً عن آراء الرياضيين؛ إعلاميين ولاعبين، وقال: «التحكيم النسائي في كرة القدم رؤية نفسية واجتماعية، والتحكيم النسائي لكرة القدم أصبح عنصراً أساسياً في كل مكان بالعالم، وقد رأينا طاقم التحكيم للسوبر الأوروبي كان نسائياً بالكامل، وتألقن في جميع القرارات، وفي بعض الدول العربية رأينا بوادر في الإمارات ومصر، وهنا يبرز تساؤل مهم؛ هل المجتمع الرياضي سيتقبل مشاركة المرأة في تحكيم المباريات الرجالية؟ وهل المرأة الحكم مستعدة للدخول لعالم التحكيم لدينا في ملاعبنا الرجالية؟».
المرحلة الأولى: لابد أن يكون هناك استعداد شخصي للمرأة الحكم، من ناحية التمكين في التحكيم والاستعداد النفسي، وجزء كبير من ذلك تتحمله المرأة التي تسعى لتهيئة نفسها، وجزء تتحمله الجهات المسؤولة عن تمكين المرأة وعن الرياضة وعن كرة القدم بالذات وحتى الألعاب الرياضية الأخرى بصفة عامة، من ناحية إيجاد الدورات التدريبية المتخصصة في مجال التحكيم أو في الإعداد النفسي والتعامل مع الضغوط، من أجل بناء طاقم تحكيمي مؤهل ومتمكن وقادر على النزول للميدان بكل ثقة.
المرحلة الثانية: هي التهيئة الاجتماعية، سواء للوسط الرياضي أو المجتمع بصفة عامة، من حيث التدرج في التحكيم كمساعدة أو حكم رابع أو حكم مراقب، حتى تألف المرأة على التواجد في الملاعب ومن ثم يألف المجتمع الرياضي وجودها، وبالذات إذا استطاعت إثبات وجودها من ناحية الكفاءة المهنية وجودة الأداء، ستكتسب ثقة الشارع الرياضي بمختلف أطيافه.
لا لتحكيم المرأة
حين سألت الإعلامي والمحلل الرياضي عادل عصام الدين، أجابني برفضه تحكيم المرأة مباريات الرجال، موضحاً «حتى إن كنا نعاني من عدم اختيار الحكم المناسب لمعظم المباريات خصوصاً المواجهات الكبرى، لكن هذا لا يعني الاتجاه للمرأة لتقود مباريات الرجال».
وأضاف: «من قال إن المسألة تتعلق بالكفاءة، كثير من الحكام السعوديين ناجحون في إدارة المباريات ولكن خارج الحدود، أي في المباريات الخارجية»، مردفاً «يجب أن نعرف أن الكفاءة والمقدرة شيء، والتعصب والخوف والضغوط والمجاملات شيء آخر، إن تخلصنا من الحسابات والتعصب يمكن أن نعتمد على الحكم السعودي داخليا وخارجيا، لكن حتى اللحظة أنا مع الحكم الأجنبي فقط».
لا يصلح
أما المحلل الرياضي عادل الملحم، فيؤكد أن الرياضة ليست مخصصة للرجال أو النساء، موضحاً «مثل أنه لا يصلح أن تلعب كرة سلة بين فريق نسائي وآخر رجالي، أتصور أنه لا يصلح أن تحكم المرأة مباريات الرجال، فالمرأة تقود تحكيم مباريات النساء، وإذا نظرنا لمباريات كأس العالم لم نر امرأة تحكم مباراة، وحتى الدوري الأوروبي، خصوصاً أن المرأة حديثة عهد بالرياضة».
الوقت مبكر
من جانبه، يعتقد الإعلامي الرياضي عيسى الحكمي أن الوقت مبكر كي تحكم المرأة مباريات الرجال، ولكنه يوضح متى ما وصلت المرأة لدرجة الكفاءة العالية، والإلمام بقوانين اللعبة، والاستعداد المعنوي واللياقي، وتمرست في الدوريات النسائية، قد تكون الفرصة مواتية، الأمر ليس بتلك السهولة، يحتاج كثيرا من العمل والتطوير، ومن سار على الدرب وصل، ويقدم نصيحته للحكمات بالاجتهاد والتطوير المستمر، وأن يكون اختيار مهمة التحكيم نابع من موهبة ورغبة ومعرفة باللعبة حتى تستطيع التقدم.
لا أويد
لاعبة كرة القدم الصدوف سهيل عسيري، لا تؤيد في الوقت الراهن تحكيم المرأة لمباريات كرة القدم الرجالية، موضحة «لا يوجد لديهن الخبرة الكافية مثل الشخصية الصارمة كحكم»، مضيفة «الأفضل البدء بتحكيم مباريات النساء لاكتساب الخبرة، وعليها الحصول على المزيد من الدورات التدريبية لتقوية المفهوم التحكيمي، ومتابعة المباريات العالمية لاكتساب مزيد من الخبرة بمشاهدة الحكام، وبذلك يكون لديها ثقة في النفس وهو أمر مهم لفرض شخصيها في المستطيل الأخضر».
المرأة مؤهلة
من جانبها، قالت الإعلامية الرياضية أمل إسماعيل: «كما برزت المرأة في المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية، فإنها كذلك في المجال الرياضي؛ لاعبة ومدربة وإدارية وحكمة، وهناك نماذج كثيرة محلياً وخارجياً أدرن مباريات الرجال، مثل خلود الزعابي، وأمل جمال من الإمارات، مضيفة المرأة قادرة على تحكيم مباريات الرجال، وفي رأيي أن تشارك كحكم مساعد وليس رئيسيا، خصوصاً إذا صارت مشادة بين اللاعبين».
إلى ذلك، فإن لاعبة كرة القدم حورية حمدان الشمراني تؤيد تحكيم المرأة لمباريات كرة القدم للرجال، خصوصاً أن هناك نماذج مشرفة يفتخر بها، وأضافت: «نصيحتي للحكمة السعودية التركيز، والعمل بضمير، والوضوح، والصدق، والحزم في اتخاذ قرارات تحكيمية بغض النظر عن النتائج».
الأخصائي الحمزة: مرحلتان لتحكيم المرأة المباريات النسائية
توجهت إلى الأخصائي والمعالج الاجتماعي محمد الحمزة لتحليل الفكرة نفسياً واجتماعياً بعيداً عن آراء الرياضيين؛ إعلاميين ولاعبين، وقال: «التحكيم النسائي في كرة القدم رؤية نفسية واجتماعية، والتحكيم النسائي لكرة القدم أصبح عنصراً أساسياً في كل مكان بالعالم، وقد رأينا طاقم التحكيم للسوبر الأوروبي كان نسائياً بالكامل، وتألقن في جميع القرارات، وفي بعض الدول العربية رأينا بوادر في الإمارات ومصر، وهنا يبرز تساؤل مهم؛ هل المجتمع الرياضي سيتقبل مشاركة المرأة في تحكيم المباريات الرجالية؟ وهل المرأة الحكم مستعدة للدخول لعالم التحكيم لدينا في ملاعبنا الرجالية؟».
المرحلة الأولى: لابد أن يكون هناك استعداد شخصي للمرأة الحكم، من ناحية التمكين في التحكيم والاستعداد النفسي، وجزء كبير من ذلك تتحمله المرأة التي تسعى لتهيئة نفسها، وجزء تتحمله الجهات المسؤولة عن تمكين المرأة وعن الرياضة وعن كرة القدم بالذات وحتى الألعاب الرياضية الأخرى بصفة عامة، من ناحية إيجاد الدورات التدريبية المتخصصة في مجال التحكيم أو في الإعداد النفسي والتعامل مع الضغوط، من أجل بناء طاقم تحكيمي مؤهل ومتمكن وقادر على النزول للميدان بكل ثقة.
المرحلة الثانية: هي التهيئة الاجتماعية، سواء للوسط الرياضي أو المجتمع بصفة عامة، من حيث التدرج في التحكيم كمساعدة أو حكم رابع أو حكم مراقب، حتى تألف المرأة على التواجد في الملاعب ومن ثم يألف المجتمع الرياضي وجودها، وبالذات إذا استطاعت إثبات وجودها من ناحية الكفاءة المهنية وجودة الأداء، ستكتسب ثقة الشارع الرياضي بمختلف أطيافه.