لماذا هذا العنوان أعلاه؟ هل النادي الأهلي أصبح اليوم في وضع متدنٍ حالياً حتى لا نجزم بأحقيته في تجاوز منافسه الذي هو نادي النصر، حيث إنه، أي النصر، هو من يسبقُ الأهلي في ترتيب الدوري الأخير وبفارق أعلى من النقاط!
اليوم، وفي البطولة الآسيوية القارية الأهم، يلتقي الفريقان السعوديان في نزال ليس فيه أنصاف حلول، فلا بد من خاسر ولا بد أيضاً من نقيض هذا المهزوم، أي الفائز الذي سيقتربُ قليلاً من الوصول إلى (كعكة) النهاية وربما التهامها بعد حين !
نظرياً، وتنظيرياً، أي على الورق، يتفوق النصر بالأسماء وأسلحته المدججة بالنجوم، ووفق ذلك يستطيع أن ينهي المباراة الحاسمة في وقت مبكر منها، لكنّ نزالات الكؤوس، أي خروج المغلوب، تعاند مثل هذا التوقع، فقد خرج النصر من نزال شقيقه التعاون بصعوبة بالغة وبهدف يتيم ووحيد كأنه طفلٌ يتيم مات أبواه في حادث سير (!)
الأهلي من جهته يعاني ظروفاً صعبة وبالغة التعقيد، لم يكن هذا في البطولة الآسيوية فقط، بل حدث ذلك قبلها عندما زلزلت أركانه كل (الخلخلات) الإدارية الواضحة بين تعاقب رؤساء وإداريين، ثم بعد ذلك تتابع مدربين، وخلال هذا كله رحل لاعبون مهمون من خارطة الفريق وفقاً لمزاجهم وظروفهم ودافعاً من قوة الضعف الذي بدأ يختال راقصاً في ساحة النادي الملكي العظيم!
النصر يتفوق على الورق، لكنّ الأهلي يتفوق بالتاريخ وبالحوافز، فهو إن خسر اليوم فلن يلومه أحد، لأنه، أي الأهلي، وفق أدواته الحالية، أن يصل إلى دور ربع النهائي في البطولة القارية الأهم، فكثر الله خيره حيث كفّى ووفّى، غير أنّ الأمر تجاوز كل ذلك وأصبح له إن فاز اليوم فرصة إمكانية المشاركة في البطولة المقبلة لكأس العالم للأندية، وهذا حافز مهم وغال جداً حتى لو لم يفز باللقب، بل حتى قبل ذلك لو لم يصل للنهائي الآسيوي المنتظر!
#الأهلي في الملعب، أي في الميدان، أقوى حظوظاً من منافسه المتوج بكلّ الأسلحة الفتاكة من اللاعبين الباهرين بسطوع الأسماء والصور، لكن الأهلي ومدربه فلادان يستطيعون معالجة كل ذلك إذا استطاعوا أن يغطوا ويؤمنوا عورة الأهلي الخلفية والمتأخرة، ليضرب السومة ورفاقه ويلدغوا الشباك الصفراء بالسمّ القاتل!
والأجمل من نادي النصر أنه (نحّى) نور الدين مرابط عن المشاركة في آسيا، في حين أن هذا اللاعب المغربيّ الفنان والقوي هو رئة النصر وقلبه وكل حياته في النزالات المصيرية!
أحبّها خضراء خضراء!
وستكون خضراء في النهاية، لأيٍّ من الفريقين!