-A +A
محمد النعمي (جدة) meiss20@
مع اقتراب نهاية منافسات الدوري وفي ظل ملاحقة الهلال الوصيف للمتصدر الاتحاد، الذي عانى ولا يزال من سلسلة قرارات انضباطية متعاقبة بداية باللعب دون جمهور، تبعها إيقاف هدافه المغربي عبدالرزاق حمدالله وصولاً للغموض حول مصير فهد المولد وانتهاء بشكاوى في اتحاد القدم والفيفا من الشباب والنصر على خلفية مفاوضات بالفترة المحمية كما هو مصرح به من إدارة الناديين، بات الشارع الرياضي بمختلف ميوله على قسمين؛ فمنهم من يحمّل إدارة الحائلي ضريبة ما يلقاه الفريق من ضغوطات في مرحلة الحسم نتيجة أخطاء إدارية كان بالإمكان تلافيها، وعلى النقيض تماماً لا صوت يعلو في الطرف المقابل على الأصوات المتبنية لنظرية المؤامرة باعتبار ما سبق مجرد أساليب لعرقلة العميد عن لقب الدوري القريب جداً من قبضة النمور وتجييره للزعيم الذي يعاني من جدول مزدحم بمواجهات قوية ومتتالية على غرار التأجيل مدعمين نظريتهم بسلسلة من الشواهد، ومنها القرار الانضباطي الصادر في ديسمبر 2016 بخصم 3 نقاط على الاتحاد حرم أنصاره فرحة الاحتفاء بـ«بطل الشتاء» في اليوم التالي لتربعه على الصدارة، يقابلها أصوات ترى أن الأخطاء التحكيمية لعبت دوراً في توسيع العميد للفارق النقطي مع أقرب منافسيه، وتتوقع مزيداً من الأخطاء التحكيمية في الجولات القادمة من شأنها تعديل كفة فريق على آخر. وبتركيز الضوء على نظرية المؤامرة واستباقاً لما هو متوقع حدوثه في الجولات الخمس الأخيرة من عمر الدوري الأقوى عربياً سواء محافظة الاتحاد على صدارة الترتيب وصولاً لتحقيق اللقب الغائب لأكثر من 13 عاماً أو فوز الهلال ببطولة الدوري مستغلاً تعثر المتصدر وهو أمر متوقع في عالم كرة القدم المليء بالأحداث المثيرة لحد الجنون، يرى المختص في علم النفس فيصل سلطان أن نظرية المؤامرة تندرج تحت مصطلح التبرير للشعور بالراحة النفسية من خلال خلق مبررات للهجوم على أطراف أخرى وهو ما يسمى في علم النفس بالحيل النفسية حسب تصنيف «سيغموند فرويد» تركز في الدرجة الأولى على استغلال الأخطاء كشواهد لتأكيد النظرية، بينما في الحقيقة والواقع الحياة مليئة بالأخطاء، ومع هذا نجد من يصر على خلق أعذار وأسباب تبدو للعامة مقنعة ومنطقية، ولكنها في الأساس ليست الأسباب الحقيقية، فعلى سبيل المثال لا الحصر لا يمكن اعتبار جل ما يحققه نادٍ من الأندية من بطولات نتيجة أخطاء تحكيمية وإن حدث في بعضها إلا أنه لا يعطينا الحق بإلغاء عمل الإدارات المتعاقبة وطمس جهد الأجهزة الفنية واللاعبين في غيرها من البطولات التي تحققت عن جدارة واستحقاق، مضيفاً أن نظرية المؤامرة وهمية ليست حقيقية، وهي أقرب للدفاع النفسي كمحاولة لدفن الأحاسيس أو إخفاء الأفكار المؤلمة عن وعي الإنسان، وبالتالي ينتج عنه الشعور بالراحة النفسية من خلال الهروب عن الواقع.