تنطلق منافسات دور الـ16 في كأس خادم الحرمين الشريفين في مرحلة جديدة من الإثارة والندية، بمشاركة 11 نادياً من دوري روشن، و5 أندية من دوري يلو، وبحضور أبرز الأندية المعروفة عدا الأهلي الذي خرج بشكل مفاجئ على يد مدرب الجندل الوطني زياد العفر، وخلال هذه الجولة الجديدة يقدم لنا المحاضر الآسيوي الحاصل على دبلوم اللايسنس الآسيوي درجة pro في تدريب كرة القدم يحيى جابر قراءة فنية لهذا الدور الذي قال عنه: ينطبق عليه المثل الإنجليزي 90 دقيقة 90 هدفاً، وقد لا يخلو من المفاجآت للمنافسة على اللقب الأغلى.
الهلال والطائي
الهلال والضغط العالي
الهلال فريق شبه متكامل العناصر يتميز باللعب الهجومي ومهارة الاستحواذ والتمريرات القصيرة والبناء التدريجي للهجمات من الخلف ويجيد التدوير في الملعب بين اللاعبين. في هذه المباراة، قد يعتمد الهلال على استخدام الأجنحة بشكل كبير بفضل سرعة اللاعبين وجودة التمرير العرضي من الأطراف وعلى الضغط العالي لاستعادة الكرة بسرعة في مناطق متقدمة، مما يضع الخصم تحت ضغط مستمر.
الطائي مدافعاً
التنبؤ أن يلعب مدرب الطائي الصربي الكسندر اليتش بطريقة دفاعية محكمة معتمداً على المرتدات وسرعة لاعبيه، وستكون مفاجأة أن هاجم من البداية ومارس الضغط، وربما تربك الهلال، وإن نجح في الدفاع المتوقع فسيحقق فرصة استثمار نقاط ضعف الهلال التي أعتقد من وجهة نظري في مركزين هما الظهير الأيسر وقلب الدفاع البليهي الذي يعتبر بطيئاً في العودة.
النصر والتعاون
النصر سيهاجم
النصر بقيادة كريستيانو رونالدو يعد فريقاً هجومياً بامتياز، ويعتمد على الضغط المتقدم والاستحواذ على الكرة من خلال بناء اللعب من الخلف. وأفضل اللاعبين كريستيانو رونالدو الذي يبقى العنصر الأساسي في الهجوم، مع دعم من تاليسكا وساديو ماني، والنصر هجوماً مميز ولكن يصبح شبه فاقد للتوازن حال الهجوم المضاد أو التحول من الهجوم للدفاع إذ إن نصف الفريق يعاني من بطء كبير في استرداد الكرة من اللحظة الأولى، بينما لا أستبعد أن يسجل رونالدو في هذا اللقاء أكثر من هدف لوجود خلل في متوسطي دفاع التعاون.
التعاون الحذر
التعاون يعاني الفترة الأخيرة من عدم ثبات في المستوى، وسيكون هذا اللقاء فرصة للاعبيه لاستعادة الثقة وإبراز قدراتهم المهارية والفنية ما يساعد مدرب الفريق الأرجنتيني رودولفو في أن يلعب بأسلوب متوازن بين الدفاع والهجوم بالاعتماد على تنظيم دفاعي جيد مع الانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم عبر المرتدات خلف أظهره النصر المتقدمين، ومن ثم لعب الكرات العرضية خلف المدافعين والتسجيل على أمل مباغته النصر وخطف هدف مبكر يربك حساباته.
الاتحاد والجندل
زلزال الاتحاد
سيبدأ الاتحاد من اللحظة الأولى بضغط عالٍ وواسع من كل الاتجاهات بهدف زلزلة الفريق المنافس وإرباكه من اللحظة الأولى اعتقاداً منه بأن الجندل سيدافع وسيعمل مدرب الاتحاد الفرنسي لوران بلان بتحريك الأطراف بسرعة وفاعلية، ومركزية هجومية والتنويع ما بين التسديد من خارج مرمى الجندل والعرضيات والتمريرات خلف المدافعين، وكسب أخطاء فاعلة أمام مرمى الجندل والرمي بثقلة داخل منطقة الـ18 للجندل من اللحظة الأولى بهدف الكثافة العددية للمهاجمين والتسجيل بشكل عاجل من أول ربع أو ثلث ساعة.
الجندل استراتيجية التفكيك
أثبت مدرب الجندل السعودي الوحيد في المنافسة زياد العفر، أنه يمتلك استراتيجية مميزة في التكتيك الفني من خلال التعامل المريح مع المباراة وكسب الثقة تدريجياً للاعبين وتضييق كل المساحات بقوة وتعاون وذكاء، وهو ما مكنه من الفوز على الأهلي بجدارة، وهنا سيعمل مدرب الجندل على استراتيجيته تفكيك الاتحاد من خلال الوقت وكسب الوقت، فكلما مر الوقت متعادلاً دون أن يلج مرماه أي هدف كلما زاد لاعبوه ثقة وكسبوا أريحية في الأداء بشرط التعاون التكتيكي والنفسي بشكل جماعي.
الرياض والشباب
الرياض يدافع
يركز فريق الرياض على تعزيز خط الدفاع وتضييق المساحات قدر الإمكان، وتقارب الخطوط واللعب القصير واللعب أيضاً على المرتدات ومحاولة كسب أخطاء مهمة أمام المرمى الشبابي أو الحصول على ضربة جزاء والاستفادة من الكرات الثابتة، والتعامل مع الشباب بحذر وتهدئة رتم المباراة قدر الإمكان. وسيحتاج مدرب الرياض الفرنسي صبري لمونشي وقتاً واسع في جس نبض المنافس وعدم السماح له باللعب على الأطراف والدخول لعمق ملعبة من خلال وضع بلك صلب أمام المرمى في كل الهجمات التي تستهدف مرماه ونصب كمين ذكي للشباب من خلال خطف مرتدات قاتلة تعتمد على السرعة وقنص الفرصة الأولى.
الشباب المتعطش للفوز
سيلعب المهاجم حمدالله، الذي يرغب أن يبرهن للجماهير أنه المهاجم الأبرز في الدوري السعودي، دوراً كبيراً في الفريق الشباب أن أستطاع التخلص من العصبية المفرطة، والتركيز على الأداء الفني، ويمتلك المهاجم المغربي إمكانات كبيرة وخبرة واسعة ستمكنه إن أحسن التصرف ووجد المساندة من السيطرة على اللقاء من خلال أهدافه الجميلة والقوية، ولن يرضى الشباب كفريق يرغب العودة للبطولات إلا أن يفوز في هذا اللقاء الصعب الذي قد لا يخلو من تحولات ومفاجآت.
القادسية والوحدة
القادسية المشتعل
أشعر أن الفريق القدساوي سيكون له بصمة مهمة فنية هذا الموسم أو الموسم القادم كأقصى حد، ومدرب الفريق الإسباني ميشيل سيستغل هذه المناسبة لاستعراض قدراته الفنية وإمكانات لاعبيه منتهجاً أسلوباً دفاعياً خاطفاً يتمثل في غلق المساحات الخلفية جيداً ثم تحريك الأطراف بفاعلية وقوة كمحركات أساسية للدفاع والهجوم وكقوة للفريق من خلال طريقته بلعب 5 مدافعين خلال الدفاع وثلاثة خلال الهجوم، مع وجود محور واحد ولاعبي وسط في عمق الدائرة ناحية الهجوم بمثلث مقلوب رأسه في الخلف محور أساسي، ومهاجمان يتبادلان الأدوار الدفاعية والهجومية.
الوحدة المتفائل
يعتمد المدرب زينباور على الضغط والاستحواذ، وأبرز نقاط قوة الوحدة إلى الآن لم تظهر بشكل كبير، لكن الخطورة من يوسف الأمين وجودوين وننتظر انسجاماً أكثر وتحسناً لياقياً أفضل، وقد يفاجئ المدرب فريق القادسية بمشاركة نجم أبها السابق التونسي سعد بقير ليقلب الموازين لما يمتلكه اللاعب من إمكانات كبيرة، ومن أبرز نقاط الضعف بالفريق الوحداوي هي التنظيم الدفاعي إلى حد ما، لكن ليست قاعدة فربما يتحسن الأداء مع تعدد اللقاءات ويرتفع الانسجام.
الجبلين والاتفاق
الجبلين الشامخ
لقاء الاتفاق والجبلين على ملعب الأخير بحائل، صعب التوقع في النتيجة، وفريق الجبلين القادم من يلو أحرز بطاقة العبور لدور الـ16 بالفوز على فريق الفتح بثنائية نظيفة، ويحظى الجبلين بلاعب مميز هو الكولمبي نارفيز والمدير الفني البرتغالي أندوسا الذي يجيد رفع معنويات الفريق من خلال التهيئة النفسية ورفع كفاءة الانسجام، فيما سيعمد على إغلاق المساحات وتقارب الخطوط بهدف تضييق المساحات وخنق الفريق الاتفاقي وعدم تمكينه من الوصول لمرماه.
الاتفاق الصعب
الاتفاق لن يكون سهلاً وسيحاول من اللحظة الأولى الانتشار وتوسيع مساحة الملعب طولاً وعرضاً والاستحواذ والمباغتة من الأطراف لفك التكتل المتوقع من فريق الجبلين، ولعب الكرات العرضية أرضاً بسرعة كبيرة وكذلك عرضيات مرتفعة من أجل التسجيل بالرأس خلف المدافعين وليس أمامهم، وهنا يتضح الصراع على الكرة والتوقيت واليقظة والارتباك، وفي حال استطاع الاتفاق الوصول لهدف قبل الدقيقة 40، فسيكون مسيطراً على زمام المباراة وتصعب هزيمته.
النجمة والرائد
النجمة تضيء
النجمة الذي غاب سنوات من الدوري الممتاز سيلعب هذه المرة مع الرائد، ويأمل الفريق الذي هو أحد أندية يلو في الخروج منتصراً، وبرهنة أن موقعه الطبيعي في دوري روشن، والنجمة ستعود مضيئة من جديد، وهذا للقاء لن يكون فنياً فقط، بل سيكون له معانٍ كثيرة، منها عودة لحمة محبي النادي، وبما أن النجمة قريب من الرائد في منطقة جغرافية محددة، فإن المدرب سيكون شبه ملم بآخر تطورات الرائد الفنية، بمعنى أن المدربين مكشوفان على بعضهما، فيما يعاني النجمة من وجود خلل بين متوسطي الدفاع في بعض الأحيان وتقدم الأظهرة في المساندة.
الرائد اليقظ
يدرك مدرب فريق الرائد البرازيلي اودير هلمون، أن المباراة صعبة وتحتاج الكثير من اليقظة وعدم التهاون من لاعبيه وسيعمد إلى الضغط المبكر لخطف هدف كما ستفعل كل الفرق الراغبة في الفوز التي تمتلك إمكانات فنية أكبر، وسيلعب الرائد منذ اللحظة الأولى بضغط عالٍ ومحاولة الاختراق من العمق والاستفادة من بعض الثغرات بين متوسطي الدفاع وخلف الأظهرة.
العربي والفيحاء
اتحاد العربي
يقود مدرب العربي الكويتي ماهر الشمري، التحدي الذي تسنده إدارة واعية، ويعمل بقوة لتحقيق إنجاز آخر رغم صعوبة المرحلة وكثرة التحديات التي تنسكب من كل اتجاه على رأس أي مدرب عربي فما بالك بخليجي أو سعودي، وسلاحه في هذه المباراة الصعبة لن يكون اللاعبين فقط، بل الإدارة والمحيطين والمؤثرين في النادي، فكلما اتحدوا وتجانسوا عاد ذلك على اللاعبين وارتفعت المعنويات وبقيت محاور العمل التكتيكي والبدني.
الفيحاء الطموح
يعتمد مدرب الفريق اليوناني كرستس كونتياس على لاعبيه الدوليين والمحليين لتحقيق نتائج جيدة في الدوري إذ إن الفريق يمتلك قوة هجومية مع دعم دفاعي من لاعبين دوليين يتمتعون بالخبرة، ويعتمد المدرب على لاعبي الوسط النشطاء: الحارثي، الكعبي، شوكوروف، وكذلك ثلاثي الهجوم: بوزيلو، لوبيز، ساكالا، وهذا السداسي هو القوة الضاربة للفريق.