البطل: إيطاليا - الوصيف: المجر - الثالث: البرازيل - الرابع: السويد
الهداف: البرازيلي/ ليونيداس داسيلفا (8) أهداف.
مُنحت فرنسا حق الاستضافة في أغسطس 1936 تقديراً لمجهودات الفرنسيين العظماء في خدمة كرة القدم، روبير جوران أول رئيس في تاريخ الاتحاد الدولي، وجول ريميه عراب فكرة كأس العالم والأب الروحي والرئيس الثالث للاتحاد الدولي وصاحب أطول فترة رئاسية.
غضبت الأرجنتين والأوروغواي لذلك الاختيار ولعدم إقرار نظام التناوب بين القارتين، وبالتالي قاطعتا البطولة، وشذت عن القاعدة البرازيل وكوبا.
لم يشارك في هذه النسخة من خارج القارة البيضاء سوى البرازيل وكوبا وجزر الهند الهولندية «إندونيسيا» حالياً التي شاركت تلقائياً بعد انسحاب اليابان، وتلقت إندونيسيا هزيمة مذلة من المجر (6/0) وبدورها تلقت شباك كوبا (8) أهداف من السويد.
حكام هذه البطولة جميعهم كانوا من أوروبا، والنسخة العالمية الوحيدة التي لم يشارك فيها سوى منتخب واحد من قارة أمريكا الجنوبية وهو البرازيل ونال البرونز لأول مرة.
يمكن القول تاريخياً إن البرازيل ظهرت فنياً من هذه النسخة ونالت المركز الثالث في تطور ملحوظ عما سبق من نسختين.
ونال لاعبها العظيم ليونيداس داسيلفا لقب الهداف وسجل منها «هاتريك» في بولندا، وكلف غيابه عن البرازيل لإراحته خروجها من إيطاليا في نصف النهائي، وبعد عودته تفوقت على السويد وحلت ثالثة، يعد ليونيداس أحد أعظم المهاجمين في النصف الأول من القرن العشرين ومبتكر لعبة «الدبل كيك» عالمياً.
انسحبت النمسا قبل انطلاق البطولة رغم تأهلها في التصفيات بعد فوزها على لاتفيا، وذلك بعد أن ضمها هتلر لألمانيا في 13 مارس 1938، وشارك (15) منتخباً في البطولة، وأعفيت السويد من خوض الدور الثمن نهائي وتأهلت مباشرة للدور ربع النهائي.
ألمانيا جنست (7) لاعبين من النمسا، ورغم ذلك خرجت من سويسرا برباعية رغم تقدم الألمان بهدفين!
فشلت فرنسا أن تكون مستضيفة وبطلة مثل ما فعلت الأوروغواي ثم إيطاليا 1930 و1934.
المباراة الأغزر أهدافاً
5 يونيو 1938 كانت المباراة التي شهدت أكبر عدد من الأهداف في تاريخ النهائيات وما زالت بواقع (11) هدفاً بين البرازيل وبولندا واتجهت للوقت الإضافي وانتهت لمصلحة البرازيل (6/5) وسجل خلالها ليونيداس «هاتريك» من الأهداف ولعب فترات من هذه المباراة دون حذاء، بل وتذكر بعض المصادر أنه سجل أحد أهدافه دون حذاء ودون أن ينتبه الحكم!
وسجل البولندي أرنست فيليموفسكي «سوبر هاتريك» (4 أهداف)، ويظل حتى اللحظة اللاعب الوحيد عالمياً الذي سجل هذا القدر من الأهداف وخسر المباراة. ضمت ألمانيا لاحقاً هذا اللاعب بعد احتلال بلاده الأم.
المثير الغريب أن اللاعبين «السوبر» كان من المقرر ألا يتمكنا من المشاركة في المباراة الأول بسبب التهاب قوي في الأذن والثاني بسبب ألم الأسنان!
معركة بوردو
بين البرازيل وتشيكوسلوفاكيا انتهت بالتعادل (1/1) بعد الوقت الإضافي، وخلالها كسرت ذراع حارس تشيكوسلوفاكيا وساق هداف العالم في النسخة السابقة نييدلي، وكان حتماً على الحكم المجري إشهار البطاقة الحمراء (3) مرات منها (2) للبرازيل، أعيدت المباراة حسب الأنظمة آنذاك وكسبت البرازيل اللقاء (2/1).
إيطاليا السوداء
الأحد 12 يونيو 1938 بباريس، مواجهة إيطاليا وفرنسا، الحكم البلجيكي لوي بيرت يستدعي قائدي المنتخبين لإجراء قرعة لتغيير أحدهما لقمصان اللعب نظراً لأن كليهما ارتدى اللون الأزرق!
فازت فرنسا بالقرعة واضطرت إيطاليا للتغيير وكانت القمصان البديلة اللون الأبيض واللون الأسود، ليجري أحد القياديين اتصالا بالزعيم الفاشي موسوليني لاستشارته ليقرر فوراً اللعب باللون الأسود، لتكون المرة الوحيدة تاريخياً التي ترتدي فيها إيطاليا اللون الأسود، ولكنها كسبت اللقاء.
النهائي الأقل حضوراً
النهائي الأقل حضوراً في تاريخ نهائيات كأس العالم كان ذلك الذي جمع إيطاليا والمجر يوم الأحد 19 يونيو 1938 وقدر عدد الحضور وقتها بنحو (45) ألف متفرج، حافظت إيطاليا على لقبها بعد الفوز (4/2) وبالتالي باتت أول منتخب في العالم يحقق كأس العالم مرتين، ومرتين توالياً، وأول دولة في النهائيات تفوز (7) مباريات توالياً وهو رقم قياسي صمد (68) عاماً، ودخل مدربها الشهير فيتوريو بوزو التاريخ وبات أول مدرب يحقق لقب كأس العالم مرتين ومرتين توالياً وظل الوحيد في العالم.
جيوسيبي مياتزا وجيوفاني فيريرا أول لاعبين في العالم يخوضان النهائي مرتين مع المنتخب نفسه ويحققان الكأس مرتين.
أنقذ هذا الفوز لاعبي إيطاليا من الموت مجدداً، بعد أن أرسل موسوليني تلغرافاً لباريس مفاده «الفوز أو الموت»!
* مؤرخ رياضي