دييغو مارادونا ولوثر ماتيوس قائدا الأرجنتين وألمانيا قبل نهائي كأس العالم 1990.
دييغو مارادونا ولوثر ماتيوس قائدا الأرجنتين وألمانيا قبل نهائي كأس العالم 1990.
-A +A
كتب: عمرو فقيه * faqeeh_1979@
كأس العالم 1990 / إيطاليا

البطل: ألمانيا – الوصيف: الأرجنتين – الثالث: إيطاليا - الرابع: إنجلترا


الهداف: الإيطالي/ سيلفاتوري سكيلاتشي /6 أهداف

إيطاليا في مسار المكسيك باتت الدولة الثانية التي تستضيف النهائيات للمرة الثانية تاريخياً في تاريخها، وإن كان الفرق أنها مرشحة للاستضافة وليست بديلة كما حصل مع المكسيك.

عادت هولندا المنحوسة للمشاركة بعد أن خسرت الكأس مرتين توالياً عامي 1974 و1978 ولكنها في هذه المرة شاركت كمرشحة بفضل الثلاثي العظيم ماركو فان باستن ورود خوليت و فرانك ريكارد ولا ينسى المدافع العتيد الهداف رونالد كويمان.

مثّل العرب هذه المرة الإمارات من آسيا وعادت مصر بعد عقود للتمثيل في المحفل العالمي بعد غياب أكثر من نصف قرن (56 عاماً) والمصادفة العجيبة أن المشاركة المصرية كانت للمرة الثانية في إيطاليا مثلها مثل مشاركتي المغرب في المكسيك مرتين.

افتتحت الأرجنتين البطولة بلقاء أسود الكاميرون وفي مفاجأة مدوية جداً فازت الكاميرون بهدف يتيم على حامل اللقب رغم أنها لعبت منقوصة من لاعبين اثنين بعد طردهما، وهكذا خسرت الأرجنتين وهي حاملة اللقب افتتاحية 1982 و1990 وباتت الوحيدة حتى اللحظة.

سيلفاتوري سكيلاتشي هداف البطولة الذي يعني اسمه «المنقذ»، أنقذ بالفعل بلاده حينما نزل بديلاً في المباراة الأولى لإيطاليا ضد النمسا وسجل هدف الفوز الوحيد.

شاركت أمريكا في النهائيات بعد أن صب قرار الاتحاد الدولي «فيفا» في مصلحتها في التصفيات بإيقاف منتخب المكسيك نظراً لتلاعبه في أعمار لاعبيه في كأس العالم للشباب، ولكنها غادرت من دور المجموعات بل تذيلت المجموعة.

يد مارادونا تعود من جديد لهذا المونديال بعد أن أخرج مارادونا بيده الكرة من خط المرمى أمام الاتحاد السوفيتي ولكن الحكم السويدي لم يشاهد اللقطة، وكسبت الأرجنتين اللقاء بهدفين لاحقاً.

سجل الكاميروني العجوز الشهير روجيه ميلا هدف بلاده ضد رومانيا وبات أكبر لاعب في تاريخ المونديال يسجل هدفاً بعمر (38 عاماً و25 يوماً) وكسر رقم السويدي الشهير غونار غرين عام 1958 وهو من كان قد شارك بأمر رئاسي وليس فنياً.

خسرت الإمارات كما كان متوقعاً أمام كولومبيا (2/0)، ودخل منتخب الإمارات التاريخ بوجود (3) أزواج من الأشقاء هم إبراهيم وعيسى مير، فهد وناصر خميس، خليل ومبارك غانم، والأخير كان احتياطياً فقط وظل هذا الرقم القياسي مسجلاً للإمارات حتى اللحظة.

الإمارات في مواجهة عربية مجدداً ضد منتخب ألمانيا الذي يبدو أنه كان مقرراً على العرب فازت ألمانيا بسهولة (5/1) ولكن خالد إسماعيل سجل هدف الإمارات الوحيد والأول لها في التاريخ ودخل التاريخ، ويقال إنه نال سيارة رولز رايس فاخرة هدية لهذا الهدف الثمين تاريخياً، وإن كان اللاعب قد نفى في ذلك في تصاريح صحفية لاحقاً.

خسرت الإمارات أمام يوغوسلافيا (4/1) وسجلت ثاني أهدافها في المونديال عبر لاعبها علي ثاني جمعة، وكان الثاني والأخير لأن المشاركة لم تتكرر.

المجموعة السادسة المملة:

تكونت المجموعة المملة من منتخبات إنجلترا وايرلندا وهولندا ومصر، الجولة الأولى من المجموعة انتهت لقاءاتها بالتعادل، الجولة الثانية كذلك، الجولة الثالثة مباراة واحدة فقط شذت عن القاعدة.

(5) مباريات من أصل (6) في مجموعة انتهت بالتعادل منها مباراتان سلبيتان، ذكرت المصادر والإحصاءات أن مباراة إنجلترا وجارتها إيرلندا كان وقت اللعب الفعلي بها أقل من (50) دقيقة.

تعادلت مصر في مباراتها الشهيرة مع أبرز المرشحين للبطولة هولندا بهدف لمثله سجله مجدي عبدالغني قبل النهاية بقليل من ركلة جزاء ليكون أول لاعب عربي يسجل من نقطة الجزاء في تاريخ المونديال، شاركت مصر في هذه المباراة بتوأمها الشهير حسام وإبراهيم حسن وكذلك شاركت هولندا بتوأم كويمان وهما رونالد وإيرفن.

حتى الجولة الثانية تساوت جميع المنتخبات بكل شيء حتى تم الفصل بينها بالحروف الأبجدية، الجولة الثالثة لم تخلُ من المتاعب والتعقيد في مجموعة الملل حيث تساوى منتخبا هولندا وإيرلندا في كل شيء فكان لابد من الفصل بينهما فتدخلت القرعة لتحديد ثاني وثالث المجموعة المتأهلين، وقف الحظ مع إيرلندا ووضعها ثانية وحلت هولندا المرشحة ثالثة في المجموعة.

الدور الثمن نهائي:

تلخص في مواجهة مجنونة بين العجوز الكاميروني روجيه ميلا والحارس الكولومبي المجنون هيغيتا، استغل ميلا أخطاء وكوارث المجنون هيغيتا وكسبت الكاميرون في الوقت الإضافي (2/1)، قمة هذا الدور جمعت الغريمين الأرجنتين والبرازيل أضاعت فيها البرازيل فرصاً بالجملة ليسرق الساحر مارادونا المباراة بتمريرة من الحرير لزميله كانيجيا وتخرج البرازيل بصدمة جديدة.

مباراة الخروج عن النص كانت بين ألمانيا وهولندا، الجارتان بينهما ما صنع الحداد، ظهر ذلك جلياً في أول ثلث ساعة من المباراة وتم طرد ريكارد وفوللر بعد تبادلهما البصق، كسبت ألمانيا المواجهة بهدفين مقابل هدف ما مهد لها طريق البطولة بعد خروج المرشح الأبرز وخروج البرازيل كذلك.

أخرجت إنجلترا بلجيكا بهدف في الوقت الإضافي وواصلت طريقها للربع نهائي وفي شباكها هدف يتيم فقط من الجارة إيرلندا.

الدور ربع النهائي:

عانت الأرجنتين الأمرين حتى تتجاوز يوغوسلافيا وحصل لها ذلك بعد أربعة أشواط سلبية وفي ركلات الترجيح برع الحارس الشهير سيرجيو غويكوتشيا في صد الركلات، بل حتى مارادونا اللاعب الأعظم في العالم أضاع ركلة أيضاً.

المنقذ سكيلاتشي أنقذ الطليان من إيرلندا بتسجيل الهدف اليتيم لأصحاب الأرض، بدورهم عانى الإنجليز كل المعاناة أمام الكاميرون نجمة البطولة، وصلت المباراة للأشواط الإضافية بعد التعادل (2/2) وفي الوقت الأصلي حسم البارع جاري لينكر المباراة بركلة جزاء (3/2) في المباراة التي شهدت احتساب (3) ركلات جزاء سجلت جميعها.

الدور نصف النهائي على أرض مارادونا:

لعبت إيطاليا المستضيفة ضد الأرجنتين حاملة اللقب في مدينة نابولي، ما يصح تسميتها بمعقل مارادونا وحب جماهيرها الجارف له حتى أن بعضهم ساندوه على حساب منتخب بلادهم.

تقدمت إيطاليا بهدف التوتو سكيلاتشي والخامس له في البطولة، جنحت إيطاليا للدفاع كعادتها كون شباكها نظيفة عذراء طوال البطولة بقيادة الحارس الكبير والتر زينجا، لكن العبقري كانيجيا نجح في فض عذريتها في الدقيقة (67) ليكون أول هدف في مرماها آخر (11) مباراة دولية، ولكن ذلك لا يمنع زينجا من الوصول لرقم قياسي (517) دقيقة بشباك نظيفة.

ذهبت المباراة للأشواط الإضافية ورغم طرد لاعب أرجنتيني عجزت إيطاليا عن التقدم والفوز ونال كانيجيا البطاقة الصفراء الثانية التي حرمته بالتالي من خوض النهائي إذا ما تأهلت الأرجنتين، بقيت النتيجة على حالها فكان لزاماً أن تتدخل ركلات الترجيح وتأهلت الأرجنتين وسجل مارادونا وأضاع دونادوني واعتبر قاهر إيطاليا تلك الليلة.

لم تذهب مباراة ألمانيا وإنجلترا بعيداً السيناريو نفسه والنتيجة نفسها والحل ركلات الترجيح التي لعبت مع الألمان يومها لتواجه ألمانيا الأرجنتين في النهائي البارد المرتقب الذي كان يصب في مصلحة الألمان قبل أن يبدأ بغياب (4) لاعبين من الأرجنتين لدواعي الإيقاف ومن ثم طرد لاعبها مونزون الدقيقة (64) ثم زميله ديزوتي الدقيقة (86) ومن ثم الطامة الكبرى باحتساب ركلة جزاء قبل النهاية بست دقائق فقط.

حمل باكنباور الكأس قائداً ثم مدرباً كأول شخص في العالم عامي 1974 و1990 وانتهت البطولة الكئيبة الأقل أهدافاً.

* مؤرخ رياضي