-A +A
عبدالله هنيدي (جدة) sen3bd@
مع إطلاق شبكة الجيل الخامس في مدن المملكة، يخفى عن كثير من المستخدمين حجم التطور والتقدم الذي ستقدمه هذه التقنية للبشرية، ولفهم كيفية عمل تقنية الـ5G وحجم التطور الذي تشهده الشبكات اللاسلكية، تسلط «عكاظ» الضوء على النسخ السابقة من الشبكات وتعرض مقارنة مع تقنية 5G لتوضيح حجم التطور الهائل في التقنية التي يصفها خبراء بأنها «ممر العبور إلى عالم الخيال العلمي».

بتعريف بسيط، الشبكة اللاسلكية عبارة عن موجات راديو بترددات طويلة وقصيرة، كلما زاد طول الموجة تزيد المسافة التي تقطعها مثل إذاعة الراديو التي توجد في نطاق بتردد منخفض، أما الموجات المستخدمة في الهواتف فهي موجودة في نطاق بتردد متوسط «موجات أقصر» بحيث يمكنها نقل البيانات بسرعة وفي نفس الوقت تغطي مناطق واسعة، فكلما قصرت الموجة تزيد كمية وسرعة نقل البيانات ولكن تقل المسافة التي تغطيها.


فيما كانت الخيارات محدودة عبر تقنية G1 في الاتصال ونقل الصوت عبر الشبكة، اعتمدت G2 على تردد موجات أقصر وأصبحت قادرة على نقل البيانات بحجم صغير فظهرت ميزة إرسال الرسائل النصية. ثم أصبح تصفح المواقع وإرسال ملفات أكبر حجماً كالصور ممكناً مع G3، ومع تقنية G4 الحالية أصبح بإمكاننا مشاهدة الأفلام بدقة عالية واللعب عبر الشبكة وتنزيل الملفات الكبيرة في دقائق بفضل السرعة الكبيرة التي وصلت إليها التقنية. بينما تتواجد تقنية 5G في نطاق ترددي عالٍ بعيدا عن الأجيال الأربعة السابقة، شكّل هذا العامل قفزة هائلة في عوالم التقنية بسبب ما ستقدمه من سرعة ستكون أضعاف الـ4G، وانخفاض وقت الاستجابة ليصبح 1ms ، الأمر الذي يسمح بالتفاعل بشكل مباشر بدون أي تأخير.

تقنية الـ5G لا تزال في مهدها، والاستفادة من إمكانياتها الحقيقية يتطلب الانتظار لفترة أطول قد تصل لسنوات ولكن الأكيد أنها ستغير العالم الذي نعرفه الآن.

أكثر المستفيدين من 5G

بالتزامن مع توسع استخدام تقنية الـ5G، سيتم تفعيل انترنت الأشياء بشكل كبير، إذ يعتمد على الاتصال السريع والمستمر والاستجابة السريعة أيضاً. ويرى خبراء تقنيون أن تفعيل انترنت الأشياء سيسهل على المستخدم معايشة أسلوب حياة مختلف، أكثر سلاسة وسهولة. ويعد انترنت الأشياء اتصال الأجهزة من حولنا بالإنترنت سواء في المصانع أو الشركات أو حتى في المنازل كالتلفاز وأجهزة التكييف والتبريد والسيارات واتصالها ببعضها البعض لمشاركة وتحليل البيانات وإرسال الأوامر.

القيادة الذاتية تقترب من الواقع

بفضل الانخفاض الكبير في وقت الاستجابة في شبكة الجيل الخامس ومع تطور أنظمة الرادارات، قيادة السيارة ذاتياً قد تصبح حقيقة. ستكون السيارات متصلة ببعضها عن الطريق الشبكة وستتمكن كل سيارة من مراقبة الطريق والسيارات من حولها ومعرفة وجهتها ومشاركة هذه البيانات بينها للحفاظ على مسافة آمنة، بالإضافة إلى اختيار الطريق الأسرع وتجنب الزحام.