في ظل ما يواجهه العالم اليوم من تحديات رقمية، تستوجب تمكين الكوادر المؤهلة من الجنسين، يبرز إلى العلن ما يعانيه القطاع الرقمي حول العالم من تفاوت في توظيف الكوادر النسائية، في ظل المساعي الكبيرة من كافة الدول والمنظمات بإشراكهن في التنمية الرقمية التي تعد عصب الحياة في الوقت الحاضر.
ووفقا لما كشفه مركز «ذكاء»، إحدى مبادرات الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت)، وأول مراكز ابتكار في المملكة لتمكين المنشآت في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأمن السيبراني، فإن نسبة القوى العاملة من النساء ضمن أكبر خمس شركات تكنولوجيا في العالم تبلغ 34.4%، في حين أن نسبة ازدياد عدد مهندسات البرمجيات في السنوات العشرين الماضية بلغت 2%.
وأوضح مركز «ذكاء» من خلال «إنفوغراف» نشره عبر صفحته في منصة «إكس» اليوم (الأحد)، أن نسبة نمو وظائف الإناث في مجال التكنولوجيا تبلغ 238% وهي أسرع من نسبة نمو وظائف الذكور في نفس المجال، في حين أن 20% من جميع الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا حول العالم أسستها نساء.
وأكد المركز أن نسبة ازدياد عدد طالبات السنة الأولى للتخصصات في علوم الكمبيوتر من عام 2000 إلى عام 2015 بلغت 21%، في حين أن النساء الحاملات لشهادات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تشكل نسبتهن 30%، فيما تمثل النساء العاملات في مجال الأمن السيبراني حاليا، أي نحو ربع القوة العاملة الإجمالية نسبة 24%.
ولفت مركز «ذكاء» النظر إلى العديد من النساء السعوديات اللائي برزن في عالم التقنية، منهن: نوف اليوسف التي تعدّ أول سعودية تحصل على شهادة الزمالة CCSK من CSA في معلومات أمن الحوسبة السحابية، والدكتورة تهاني الدسيماني التي كُرِّمَت عالمياً على مبادرتها «رائدات التعليم الإلكتروني» في الولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر البلاك بورد العالمي 2018.
كما أن من السعوديات البارزات في عالم التقنية الدكتورة موضي الجامع الحاصلة على شهادة الهاكر الأخلاقي المعتمد (Certified Ethical Hacker) من لندن المعتمدة من وزارة الدفاع الأمريكية، وكذلك الدكتورة مروة حلواني التي تعدّ أول سعودية حاصلة على الدكتوراه في Data science 2018 علم المعلومات والبيانات المتضخمة، وكذلك دانة دمنهوري الحاصلة على جائزة أفضل مشروع بحثي بأول دفعة تتخرّج من جامعة كينجز كوليج لندن في تخصص الدراسات الرقمية.
يذكر أن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات قد أكدت أنها تولي أهمية بالغة لتمكين المرأة، من خلال تأهيل الكوادر منهن في مجال التحول الرقمي وتحفيز مشاركتهن في سوق العمل بشكل فاعل. حيث يعد ذلك من ركائز إستراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات التي تهدف إلى بناء منظومة رقمية تحتضن وتنمّي وتستقطب العقول والمهارات النسائية الداعمة لعملية التحول الرقمي وزيادة استدامة فرص العمل النوعية للمرأة في وظائف الاتصالات وتقنية المعلومات.