في تظاهرة سنوية، تشهد العاصمة الفرنسية باريس يوم الأربعاء 18 ديسمبر 2019 احتفال منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» بمناسبة «اليوم العالمي للغة العربية»، وذلك بدعم من مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية وبالتعاون مع المندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو.
ويأتي احتفال هذا العام تحت عنوان «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي» ليكون موضوعا لاحتفالات اليوم العالمي للغة العربية لعام 2019.
وتشارك مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية كراعي وداعم ضمن برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لدعم اللغة العربية في اليونسكو.
وقال أمين عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز، إن المشاركة والرعاية في احتفال منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) باليوم العالمي للغة العربية، يأتي في اطار استمرار إسهامات المؤسسة في دعم وتعزيز تواجد اللغة العربية وإبراز أهميتها وعمقها وإثرائها للثقافة العالمية ودورها في البناء الثقافي واللغوي للأمم بما يسهم في تعزيز التقارب الإنساني بين الشعوب.
وأشار إلى أنه في إطار المساهمة في تعزيز استخدام اللغة العربيّة في اليونسكو قدم الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله تبرعا بمبلغ ثلاثة ملايين دولار، وفي عام 2015 أعلن رئيس مجلس أمناء المؤسسة الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز من داخل منظمة اليونسكو استمرار ومواصلة البرنامج من خلال دعم المؤسسة للبرنامج بمبلغ إضافي خمسة ملايين دولار.
وأكد الأمير فيصل بن سلطان أن المؤسسة تفخر وتعتز بثقة المجتمعين المحلي والدولي في أدائها، وبما تحظى به برامجها وأنشطتها من متابعة من قطاعات عديدة، مثمنا ما حققه برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لدعم اللغة العربية في اليونسكو، لتعزيز حضور اللغة العربية في اليونسكو من نجاحات عبر التعاون البناء والمثمر مع اليونسكو، مشيرا إلى استمرار التوسع بالبرنامج ليشمل مزيد من المناشط والفعاليات، مشيدا بتعاون مسؤولي اليونسكو وعلى رأسهم المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي.
وضمن عنوان هذا العام تشهد الاحتفالية بعدة جلسات تستعرض ض «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي» حيث يتحدث خلال جلسة افتتاح الاحتفالية السفير المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو الأستاذ الدكتور إبراهيم البلوي، ومدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الأستاذ صالح بن إبراهيم الخليفي، ومساعد المديرة العامة لقطاع الاتصالات والمعلومات باليونسكو السيد معز شقشوق.الذكاء الاصطناعي وثراء اللغة العربية
ويناقش المشاركون في الجلسة الأولى تأثير الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على اللغة العربية وتعزيزها، ويدير الجلسة الأمين العام للجمعية الأوروبية للموارد اللغوية الدكتور خالد شكري، ويتحدث بها كل من أمين عام مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة الدكتور سعود المتحمي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة صخر محمد الشارخ، أستاذ مساعد وعضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود الدكتورة منى المالكي، وأستاذ فقه اللغة العربية واللهجات في جامعة واسط الدكتور محمد خلاطي سراي.
فيما تناقش الجلسة الثانية محور حوسبة اللغة العربية ورهان المستقبل المعرفي، ويدير الجلسة مساعد مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الدكتور عبدالعزيز المقوشي، ويتحدث بها كل من الأستاذ المساعد والباحث في تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي في الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتورة ماريت عوض، وأستاذ هندسة اللغة العربية في جامعة سيدي محمد بن عبدالله الأستاذ الدكتور محمد حناش، وأستاذ التاريخ القديم في جامعة الملك سعود الدكتورة فتحية عقاب، والباحث الأول ومدير عام الإدارة العامة للمعجمات العلمية واللغوية وإحياء التراث في القاهرة الدكتور عاطف مغاوري.
وسيتم خلال الاحتفالية إطلاق التقرير الإقليمي بعنوان «بناء مجتمعات المعرفة في المنطقة العربية: اللغة العربية بوابة للمعرفة» وتناقش نتائج التقرير في جلسة يديرها الدكتور أحمد أوزي الكاتب الرئيسي لدراسة حالة المغرب، ويشارك بها كل من الدكتور غيث فريز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية، الكاتب الرئيسي للتقرير العام ولدراسة حالة مصر الدكتور أحمد زايد، الكاتب الرئيسي لدراسة حالة المملكة العربية السعودية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، وعضو اللجنة الاستشارية للتقرير الدكتورة كلاوديا تريسو، ومساعد المدير العام لليونسكو للعلوم الاجتماعية والإنسانية السيدة ندى الناشف، كما تشهد الاحتفالية حفلا موسيقيا للفنانة دلال أبو آمنه.تقرير بناء مجتمعات المعرفة
وتنظم مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، على هامش الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الملتقى الأول لرؤساء أقسام تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في أوروبا، بدعم من برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لدعم اللغة العربية في اليونسكو، ويهدف الملتقى إلى التعريف بالمؤسسات اللغوية العربية الأوروبية، ربط المؤسسات اللغوية العربية في أوروبا ببعضيها وربطها بالمؤسسات اللغوية في العالم العربي، تقييم المنتج اللغوي في أوروبا واستعراض أوجه القصور والحاجات، ومواطن القوة والإنجازات، وبناء أفكار لمشاريع مشتركة ممكنة.ملتقى رؤساء اقسام تعليم اللغة العربية
ويتناول الملتقى عدة محاور تتضمن: آليات التكامل في بناء الأهداف وتنفيذ الأعمال والبرامج بين الأقسام العلمية المتخصصة في تعليم اللغة العربية في أوروبا، الصعوبات والعوائق التي تواجه عمليات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في أوروبا، تبادل الخبرات حول أبرز التجارب والبرامج والتطبيقات التقنية التي تخدم تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
ويأتي الملتقى في إطار الجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسة عبر العديد من الأنشطة والفعاليات لتعزيز اللغة العربية في المحافل الدولية والمنظمات الأممية والمؤسسات التعليمية، حيث تبنت المؤسسة برنامجاً متكاملاً تضمن إبرام اتفاقيات تعاون مع جامعات أمريكية وأوروبية، وآسيوية، ومنظمات ثقافية وإنسانية عالمية.
كما يأتي الملتقى دعما للعوامل المساهمة في انتشار اللغة العربية ومواكبة لتوجه مزيد من الجامعات والمعاهد الأوروبية بافتتاح أقسام لتدريس اللغة العربية والمتزامن مع تزايد إقبال الطلبة على تعلمها والتخصص فيها، كما سيتم استخلاص العديد من البرامج التي يتم التوصل إليها من خلال مناقشات الملتقى وتوصياته وبما يعزز من توجهات المؤسسة ودعمها للغة العربية.
حرصت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية على عقد العديد من الشراكات والاتفاقيات مع جامعات أمريكية وأوروبية، وآسيوية، ومنظمات ثقافية وإنسانية عالمية، في إطار تعزيز البرامج الداعمة للغة العربية، ومن أبرز تلك البرامج:الشراكة مع الجامعات الأمريكية والأوروبية
• برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لدعم اللغة العربية في اليونسكو، ويمثل أحد أهم جهود المؤسسة لدعم اللغة العربية في تعاملات المنظمات الدولية.
• برنامج سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات العربية والإسلامية (بيركلي – كاليفونيا).
• مركز الملك عبدالعزيز لدراسات العلوم العربية والإسلامية بجامعة بولونيا بإيطاليا.
• مركز تعليم اللغة العربية بجامعة موسكو للعلاقات الدولية.
• التعاون مع جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
• برنامج التعاون مع جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة.
• التعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو).
كما تعتزم المؤسسة العمل مع المختصين لإصدار منهج استرشادي موحد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في أوروبا، يتضمن آليات منهجية علمية صحيحة.
تقود مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، جهودا كبيرة في تعزيز اللغة العربية في المحافل الدولية وذلك عبر العديد من المسارات التي يتبناها برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لدعم اللغة العربية في اليونسكو عبر شراكات فاعلة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، وتعد المؤسسة شريكاً إستراتيجياً للمنظمة لدعم الاهتمام باللغة العربية كقناة لتجسير الفجوة بين الثقافات المختلفة ومحاولة التواصل الحضاري وإقامة حوار عقلاني مع الآخرين، إيمانا بدور المنظمة الرائد في إحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والعلم والثقافة، وتعزيزاً لجهودها الملموسة في إحلال الالتزام العالمي بقيم العدالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان.جهود كبيرة لتعزيز اللغة العربية في المحافل الدولية
وأيقنت المؤسسة أن اللغة واحدة من أهم عوامل التقارب والتحاور بين الشعوب، ولهذا عملت عبر العديد من البرامج على تعزيز هذا الدور من خلال إسهامات وأنشطة تعليمية وتفاعلية، وسعت إلى تفعيل الممكنات التي تساعد في انتشار اللغة العربية إحدى أهم اللغات البشرية الغنية بالعمق اللغوي واللفظي واتساع المعاني ومواكبة المتطلبات المعرفية والتقنية والتفاعل إيجاباً مع الثورة المعرفية المتسارعة، وباعتبار أن اللغة هي وسيلة التواصل، ومرتكز بناء الهوية، والوعاء الذي ينقل من خلاله تراث الأمة، ولهذا تشارك المؤسسة راعيا وداعما لأعمال اللغة العربية في اليونسكو ضمن برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في اليونسكو، وتقام احتفالية اليوم العالمي للغة العربية والفعاليات المصاحبة على حساب البرنامج الذي يتم دعمة من المؤسسة.
ووصف مهتمون ومختصون باللغة العربية جهود المؤسسة بالكبيرة والمؤثرة لما مثلته من دعم لجهود تعزيز اللغة في المحافل والفعاليات الدولية والإسهام في التواصل الحضاري ونشر الثقافة العربية في العالم وزيادة حضورها واستخداماتها بالمنظمة.