رئيس الجمعية السعودية للسكتة الدماغية عادل الهزاني
رئيس الجمعية السعودية للسكتة الدماغية عادل الهزاني
-A +A
«عكاظ» (النشر الإلكتروني)

استضافت «بوهرنجر إنجلهايم»، شركة الأدوية الرائدة على مستوى العالم، فعاليات أكاديمية السكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، التي شهدت مشاركة أكثر من 100 طبيب وأخصائي في علم الأمراض العصبية في المنطقة خلال نسختها السنوية التي أُقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تسليط الضوء على أحدث التطورات في مجال إدارة السكتات الدماغية على مستوى المنطقة.

وشدد المشاركون على الحاجة الملحّة لتطوير طرق أكثر كفاءة ودقّة لتحديد مستويات شدة وخطورة السكتات الدماغية في المنطقة، فضلاً عن ضرورة رفع مستوى الوعي العام، واعتماد التدابير والأنشطة التوعوية المرتبطة بالسكتة الدماغية وأعراضها وعوامل الخطورة المرافقة لها، وذلك بغرض مساعدة الأفراد على فهم الآثار السلبية التي يمكن أن تحدثها السكتة الدماغية على نوعية أسلوب حياة المرضى، وسبل الوقاية منها.

وشهدت الفعالية إقرار مجموعة من الأهداف الإستراتيجية، التي تشمل زيادة معالجة وإنقاذ حياة مرضى السكتة الدماغية من 10 آلاف إلى 30 ألف مريض خلال خمسة أعوام، إضافة إلى رفع عدد وحدات السكتة الدماغية في المستشفيات من 200 إلى 500 وحدة على مدى الفترة ذاتها.

ولكونها أحد أكبر مسببات الوفيات والعجز في المنطقة، تشهد معدلات انتشار السكتات الدماغية تغيرات سريعة، إلى جانب تزايد المضاعفات المرتبطة بها على مستوى العالم، حيث تعكس الغالبية السكانية الشابة في المنطقة احتمالية ازدياد عبء السكتات الدماغية خلال الأعوام القادمة.

وفي المملكة العربية السعودية، تركزت الجهود التعاونية على زيادة الوعي أثناء فترة الحج لتوعية الجمهور بالسكتة الدماغية خلال هذا العام، إضافة إلى ذلك، أطلقت وزارة الصحة برنامجاً بالتعاون مع بوهرنجر إنجلهايم، لتخصيص مستشفيات مخصصة لإدارة مرضى السكتة الدماغية عبر مناطق جغرافية مختلفة، حيث بدأت بمدينة الرياض في المرحلة الأولى، ومن المقرر الانتهاء من هذا التطور بحلول نهاية عام 2019.

وتركز الجهود أيضاً على توسيع نطاق الوصول إلى جميع أنحاء المملكة، وذلك من خلال مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة المخطط لها لعام 2020، التي تسعى إلى تطوير وحدات السكتة الدماغية في المستشفيات، مع التركيز على زيادة الوعي بالمرض وعوامل الخطر والأعراض وبروتوكولات العلاج.

وفي هذا الصدد، قال استشاري المخ والأعصاب والسكتة الدماغية ورئيس الجمعية السعودية للسكتة الدماغية الدكتور عادل الهزاني «يبلغ معدل حوادث الإصابة بالسكتة الدماغية في المملكة العربية السعودية 60 شخصاً لكل 100.000 نسمة عندما تشمل تكرار الإصابة بالسكتة الدماغية المعدل الإجمالي البالغ 80 لكل 100 ألف شخص. هناك نحو 25.000 حالة سكتة دماغية سنوياً في المملكة، حيث تشير الأبحاث إلى أن هذا المرض سيستمر في الارتفاع ما بين 50% -60% في السنوات القليلة القادمة. هذا مهم بشكل خاص لأنه يلقي الضوء على أهمية إنشاء وحدات مخصصة للسكتة الدماغية في المستشفيات في جميع أنحاء المملكة».

وأضاف: «نواصل العمل مع المجتمع الطبي داخل المملكة العربية السعودية وجميع أنحاء المنطقة لتطوير بروتوكولات تسعى إلى إدارة نتائج علاج الأمراض، إضافة إلى ذلك، نتعاون أيضاً على تكثيف الجهود حول زيادة وحدات السكتة الدماغية المخصصة في المستشفيات».

وتابع: «يذكر أيضاً أهمية استخدام التكنولوجيا، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي أثناء عملية التشخيص. 80% من حالات السكتة الدماغية يمكن الوقاية منها إذا واصلنا دفع المستويات الصحيحة من الوعي».

وتحدث السكتة الدماغية عند انقطاع أو خفض تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، ما يحرم نسيج الدماغ من الأوكسجين والمواد المغذية، الأمر الذي يؤدي إلى موت الخلايا الدماغية في غضون دقائق قليلة. وتترافق السكتات الدماغية مع عوامل خطورة يمكن تغييرها أو علاجها أو إدارتها طبياً، بما فيها ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري والتدخين والبدانة وقلة النشاط البدني وعدم انتظام نبضات القلب.

وأضاف الدكتور الهزاني «بهدف معالجة هذه المشكلة، ينبغي على المجتمع الطبي التركيز على اتخاذ القرارات الأنسب لوقاية المرضى من الإصابة بالسكتات الدماغية، من خلال الاعتماد على مضادات التخثر الفموية المستخدمة لعلاج الرجفان الأذيني، إذ أظهرت الدراسات أن مضادات التخثر تفيد في تقليل الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة 64%، فيما يفيد التشخيص السريع ضمن مراكز السكتة الدماغية المتخصصة في تحديد الإصابة والعلاج الدوائي بصورة فورية وخلال أقل من 60 دقيقة، وهي الفترة المعروفة باسم (الساعة الذهبية)، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالمضاعفات اللاحقة».

ومن جانبه، قال رئيس قطاع الأدوية البشرية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى «بوهرنجر إنجلهايم» محمد طويل: «يعد مرض السكتة الدماغية خطرا يهدد الحياة بصفة عامة، حيث تفرض تغييرات كبيرة على حياة المرضى منذ لحظة حدوثها، ويمكن لجهود التكيف مع السكتات الدماغية أن تفرض تحديات جسدية ونفسية كبيرة على المرضى وعائلاتهم»، وأضاف: «يشعر الكثير من المرضى بالعزلة نتيجة فقدان استقلاليتهم خلال فترة التعافي، وبالتالي، تضمن جهود التعاون والشراكة التي نبذلها على امتداد المنطقة تزويد المرضى بالعناية والدعم اللازمين خلال كافة مراحل العلاج، ويمثل هذا الهدف أيضاً العامل الذي دفعنا للاجتماع مع أهم الخبراء المتخصصين تحت سقف واحد، بهدف تحسين بروتوكولات الرعاية والوصول إلى أهداف إستراتيجية من شأنها الارتقاء بجودة مراحل التشخيص والعلاج». وتابع: «نواصل في (بوهرنجر إنجلهايم) التزامنا بدعم المرضى وأخصائيي الرعاية الصحية على حد سواء، من خلال التشجيع على إنشاء وحدات السكتات الدماغية في المستشفيات بهدف تخفيف عبء الصعوبات المرتبطة بحوادث السكتات، إضافة إلى ضمان المحافظة على حياة المرضى عبر تمكينهم من الوصول إلى أقرب المراكز المتخصصة في الوقت المناسب، الأمر الذي يحقق علاجات أفضل وأكثر سرعة للمرضى».

وتشمل أعراض السكتة الدماغية إحساساً مفاجئاً بالخدر أو الضعف في الوجه أو اليدين أو القدمين، في جهة واحدة من الجسم، إضافة إلى خلل في النطق واضطراب في الرؤية وفقدان التوازن وصداع حاد. ويمكن تذكّر الأعراض المفاجئة للسكتات الدماغية عبر كلمة «عاجل» التي تعد أسهل طريقة لتذكر الأعراض المفاجئة للسكتة الدماغية، والتي تشير إلى عسر في الفهم وانحراف في زاوية الفم وجهة ضعيفة من الجسم وأن لا تتأخر فالوقت هو الحياة.