في بادرة تجسد أسمى معاني الوفاء والشهامة، عاد مسن ثمانيني ومسنة ستينية إلى بيت الزوجية الذي عاشا تحت سقفه ٣٠ عاما؛ قبل أن ينفصلا بسبب خلاف أسري قبل ٢٢ عاما.
لم تعد الزفة وطقوس الأعراس تغري تلك السيدة الفاضلة على تكرار تجربة الزواج، بيد أن الوفاء وطلب الثواب قاداها للموافقة على رجل أصبح مقعدا إثر جلطة في المخ تسببت له بشلل نصفي ألزمه السرير منذ ١٠ سنوات. لكنها مازالت تؤمن بأنه يحمل لها بداخله قلبا تتمايل فيه زهور بيضاء لم يستطع شتاء الطلاق الذي استمر عقدين من الزمان إخفاء عطرها الباذخ الذي نثر عبقه في العديد من تفاصيل ومسارات حياتهما في إحدى القرى الوادعة بمحافظة خميس مشيط.
ابنهما الأكبر المخرج المعروف محمد أبو حريد، روى لـ«عكاظ» تفاصيل الطلاق و الزواج الجديد قائلا:«كان والدي ووالدتي يعيشان بسلام ووئام طوال ٣٠ عاما، لكن خلافا أسريا أنهى رحلة زواجهما المثالية قبل ٢٢ عاما».
وأضاف «بعد طلاقهما وقعت على عاتقي الكثير من المسؤوليات ومنها رعاية أشقائي، بل إن تعرض والدي للجلطة ضاعف مسؤولياتي، وكان الأمل رغم مضي السنوات يلازمني في لم الشمل من جديد وعودة والدي ووالدتي إلى بيت الزوجية».
واستطرد المخرج أبو حريد قائلا: كنت خلال الأسابيع الماضية في مهمة عمل في الرياض، حين تلقيت اتصالا من والدي الشيخ مرعي أبو حريد، إذ بادرني بطلب الزواج من والدتي. وعندها غالبتني الدموع في موقف استحضرت فيه الكثير من التفاصيل والأحداث.
أيقنت بأن اتصال والدي بمثابة استجابة لدعوة لم أغفل عنها منذ ٢٢ عاما.
واستطرد أبو حريد «شاورت والدتي (٦٦ عاما) وأخذت رأيها في طلب والدي (٨٠ عاما)، فوافقت فورا وحددت المهر بـ» ريال واحد" فقط،راجية من الله أن يجعل قبولها لوالدي الطاعن في السن مرضاة لله أولا.
وأوضح أبو حريد أن والدته تزوجت بعد طلاقها من والده وأنجبت ولدا يبلغ الآن من العمر نحو ٢١ عاما، مبينا أن والده خطبها مجددا بعد أن توفي زوجها.