سكنته صاحبة الجلالة فأسكنها روحه.. ورحلت عنه متقاعداً ولم يجترئ عنها إدْبَاراً.. عادت به إليها بجسور ذكريات متناثرة، وإرهاصات يوميات متباينة.. بِيُمْنَاه التقط أول إصدارات خليلته «عكاظ»، وبسواد حِبْرٍ باح بدُمُوع بهجته احتفالاً.. وبين البدء والانتهاء تَوَلُّهٌ بِحِرْفَةٍ طَوَّافَة مرتحلة.. أُسْتاذُ جِيلٍ مُتَيم بالصحافة. إنه الكاتب علي مدهش.
بين أَرْوِقَة صرح إعلامي ونَبشُ مسيرة كفاح؛ هناك صحفي من جيل وسيط انطلق من الصفر؛ محرراً ميدانياً ومصححاً وسكرتيراً ومديراً ونائباً لرئيس التحرير، وهناك قياديٌ خَفِيفَ ظِلٍ، داعب زميلاً لِكَدْمِ كدْح يومٍ مُجْهِد بدقائقه، عُنْصُرٌ لا يتجزأ من «عكاظ» في عقودٍ أربعة؛ كانت له أماً وعُمْراً وعَنَتاً وهمّاً.. لاحقه أينما انتقل.
حين تقاعد عن الصحافة أَحَسَّ بِحُبُوُ اليُتُم الثالث؛ بداية من فَقْد والديه صغيراً، ثم رحيل أساتذته من كُتَّاب الجيل الأول، وباعتزاله التدوين الصحفي غَدَا كجسد محشور داخل «كبسولة» انفصلت عن مدارها لتبقى معلقة في الهواء.. ولما شَقّ شوطاً فَارِعاً في الكتابة؛ أَقْبَلَ فِكْرُ «الحداثة» بأفكاره البنيوية والألسنية، إلا أنه كان متفرجاً على غير أدباء وصحفيي تلك المرحلة، ليس تجاهلاً إنما استنزفت المهنة من وقته فَأَنْسَته الحنين لأثير «الرمزية»، وسَرَقَتْه أيضاً من أبنائه وأحبائه.. في صفحات عكاظية أشرف عليها؛ تَحَوَّلت المساعدات الاجتماعية مع سِحْرِه إلى «خاتم سليمان»، وانْتَقَلَت الكتابات النسائية بِدِعْمه إلى «طعم التفاحة»، ومن حضَانَةِ أقلامٍ ساطعة في الصحافة فرد لهم «الصفحة السابعة»، أما زاويته اليومية «يسعد صباحك» فتركها وديعة في ذمة التاريخ، إلا إذا أُوقِظَت من سباتها في بيته الأول والأخير «عكاظ»، و«لن تخرج من قِمِاطِها حتى اللحد».. بهذا، وأكثر أحاطه الناس بالقرب والثقة؛ بحب لم يكن صدفة، بل لقدرته التلقائية على بناء جسور من الثقة والمصداقية والشفافية.
بين أَرْوِقَة صرح إعلامي ونَبشُ مسيرة كفاح؛ هناك صحفي من جيل وسيط انطلق من الصفر؛ محرراً ميدانياً ومصححاً وسكرتيراً ومديراً ونائباً لرئيس التحرير، وهناك قياديٌ خَفِيفَ ظِلٍ، داعب زميلاً لِكَدْمِ كدْح يومٍ مُجْهِد بدقائقه، عُنْصُرٌ لا يتجزأ من «عكاظ» في عقودٍ أربعة؛ كانت له أماً وعُمْراً وعَنَتاً وهمّاً.. لاحقه أينما انتقل.
حين تقاعد عن الصحافة أَحَسَّ بِحُبُوُ اليُتُم الثالث؛ بداية من فَقْد والديه صغيراً، ثم رحيل أساتذته من كُتَّاب الجيل الأول، وباعتزاله التدوين الصحفي غَدَا كجسد محشور داخل «كبسولة» انفصلت عن مدارها لتبقى معلقة في الهواء.. ولما شَقّ شوطاً فَارِعاً في الكتابة؛ أَقْبَلَ فِكْرُ «الحداثة» بأفكاره البنيوية والألسنية، إلا أنه كان متفرجاً على غير أدباء وصحفيي تلك المرحلة، ليس تجاهلاً إنما استنزفت المهنة من وقته فَأَنْسَته الحنين لأثير «الرمزية»، وسَرَقَتْه أيضاً من أبنائه وأحبائه.. في صفحات عكاظية أشرف عليها؛ تَحَوَّلت المساعدات الاجتماعية مع سِحْرِه إلى «خاتم سليمان»، وانْتَقَلَت الكتابات النسائية بِدِعْمه إلى «طعم التفاحة»، ومن حضَانَةِ أقلامٍ ساطعة في الصحافة فرد لهم «الصفحة السابعة»، أما زاويته اليومية «يسعد صباحك» فتركها وديعة في ذمة التاريخ، إلا إذا أُوقِظَت من سباتها في بيته الأول والأخير «عكاظ»، و«لن تخرج من قِمِاطِها حتى اللحد».. بهذا، وأكثر أحاطه الناس بالقرب والثقة؛ بحب لم يكن صدفة، بل لقدرته التلقائية على بناء جسور من الثقة والمصداقية والشفافية.