-A +A
سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@
اقرب إلى أن تَظَلَّ على الأصابع رعْشَة وعلى الشفاه المطبقات سُؤال، وأشبه بـ«الإبحار دون سفينة، مع الشعور بأن الوصول محال»، يعرّف نزار قباني الحب، بعيداً عن تعريف ابن قيم الجوزية بأنه مأخوذ من «حبّة القلب»، «سويدائه» أو ثمرته، مشيراً إلى أن المحبة سميت بذلك لوصولها إلى «حبّة القلب»، وقال في تعريف آخر في كتابه «روضة المحبين ونزهة المشتاقين»: «أصلها الصفاء، لأن العرب تقول لصفاء بياض الأسنان ونضارتها حَبب الأسنان، وقيل مأخوذة من الحباب وهو ما يعلو الماء عند المطر الشديد».

وإذا كانت الإصابة بـ«الحب» أقرب إلى الإصابة بداء لا يرجى الشفاء منه، الداء الذي يدفع المصاب به إلى إدمان النظر في من يحب، ويقبل للحديث معه، وينصت لحديثه، ويصدقه وإن كذب، ويوافقه وإن ظلم، ويتبعه في كل طريق، لا ينشغل عنه، ويستسهل كل الأمور العظيمة الداعية إلى الفراق. وللحب قدرة عجيبة في تغيير العديد من الصفات في البشر، يقول ابن حزم الأندلسي في كتاب «طوق الحمامة»: «يمكن للحب أن يجعل المرء يرغب في نفسه، ويبذل كل شيء في سبيل ذلك، كأن يصبح كريماً إذا كان بخيلاً، وأن يجعل القطوب متهللاً». احتياج الإنسان لـ«الحب» في المرتبة الثالثة من مراتب احتياجاته حسب «هرم ماسلو» للاحتياجات الإنسانية كفطرة إنسانية، دفع العرب إلى الانشغال به كسائر الأمم، فأصبحت تميل له العديد من أغراض الشعر، حتى أطلقوا عليه العديد من الأسماء التي تصف حالة من وقع فيه.