خيم شبح فايروس «كورونا» على الأوساط المجتمعية، وأجبر على التتربع داخل المنازل، للوقاية من الإصابة لشراسته الجانحة.
ورغم الجانبُ الوحشي لـ«كورونا» إلا أنه استطاع أن يُنيخ ركاب أفكار أجيال ما قبل الألفية الثانية عند زمنهم الجميل، ليعود «زمنُ الطيبين» الذي تغنى به الكثيرون وتمنوا عودته، حاملا في طياته أجمل الذكريات التي يتسامر بها أفراد الأسرة الواحدة.
التحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة حول تجنب الخروج من المنزل وتجنبِ الأماكن العامة والمزدحمة، وتعليق بعض الجهات المختصة لأماكن التعليم والترفيه والسفر، أعادت التجمعات الأسرية بأحاديثها الشيقة، ومشاهدة الأفلام السينمائية على شاشة التلفاز، ومشادات لُعبتي «البلوت» و«الكيرم»، وتناول الأغذية الصحية المحضرة في المنازل، ومباشرة الأمهات دروس أبنائهن، وإعمار المنازل بـ«بشكات» الأسطح والأحواش وفتح ألبومات الصور القديمة.
بات المكوث في المنزل والالتزام بالتعليمات التي دعت إليها الجهات المختصة «إلزامياً»، لتتشابك أنامل المواطنين مع جهود الوطن للاصطفاف كالبنيان المرصوص في وجه تفشي «كورونا» بين أبناء الوطن الحبيب.
«كورونا» نشط ذاكرة الزمن ليعود بـ«زمن الطيبين»، ويُذكر بكلمات الشاعرة ثريا قابل: «قديمك نديمك.. لو الجديد أغناك».