على مدار التاريخ، شهدت إيطاليا تفشي العديد من الأوبئة ما حصد الآلاف من أرواح شعبها، ناهيك عن معاناتها الحالية مع أسوأ كوارث التاريخ المعاصر بسبب تفشي فايروس كورونا، وبالأرقام، سجلت إيطاليا خلال الـ24 ساعة الماضية 6 آلاف إصابة جديدة، وأعلنت وفاة 627 آخرين، وبلغ إجمالي الإصابات 47 آلاف حالة، بينما تعافى 5 آلاف من الفايروس.
طاعون جستنيان
وفي عصري الدولتين الرومانية والبيزنطية وحتى في العصور الحديثة، عانى سكان إيطاليا الأصليون والمهاجرون من طاعون أو وباء جستنيان في الفترة من 541-542م، وظل يختفي ويعاود الظهور حتى عام 750م، إذ أصاب الوباء الإمبراطورية البيزنطية (الرومانية الشرقية) وخاصة عاصمتها القسطنطينية، علاوة على الإمبراطورية الساسانية والمدن الساحلية حول البحر الأبيض المتوسط بأكمله، إذ كانت السفن التجارية تؤوي الفئران التي تحمل البراغيث المصابة بالطاعون. ووصف المؤرخون هذا الوباء بأحد أكثر الأوبئة فتكا في التاريخ، إذ أدى إلى وفاة نحو 40-50 مليون شخص خلال قرنين، وهو ما يعادل 13-26٪ من سكان العالم في وقت تفشي المرض لأول مرة. فيما قارن المؤرخون آثاره بآثار الموت الأسود الذي دمر أوراسيا في القرن الـ14.
الطاعون الأنطوني
وفي عام 165م سجلت إيطاليا الطاعون الأنطوني، وأكد المؤرخ الروماني كاسيوس ديو أنه كان يقتل 2000 شخص يوميا آنذاك، فيما أبانت دراسات حديثة أن هذا الطاعون لم يكن سوى مرض الجدري الذي استمر في الانتشار حتى عام 180م ما أسفر عن سقوط مئات الآلاف، وفق دائرة معارف التاريخ القديم.
جائحة الأنفلونزا في روما
ورغم أن أولى حالات الأنفلونزا حدثت بين الجنود اليونانيين أثناء حرب البيلوبونيز عام 430 قبل الميلاد، إلا أن أول جائحة أنفلونزا حقيقية ظهرت صيف عام 1580 في آسيا، وسرعان ما انتشر الوباء عبر التجارة إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، فسجلت إيطاليا وفاة 8 آلاف في روما وحدها. ومذاك الوقت ظهرت إجراءات الحجر الصحي ونقاط التفتيش الحدودية في أوروبا، وتشير الأدبيات العلمية إلى أن الأنفلونزا مستمدة من الكلمة الإيطالية التي تعني «التأثير».
التيفوس في البندقية
وفي منتصف القرن الـ18، شهدت البندقية معاناة كبيرة بعدما انتشر التيفوس في المدينة، وقضى على نحو 4 آلاف من السكان.