كشفت صحيفة «الجارديان» اللندنية عن مخاوف دولية من أن يتفجر الوضع الصحي في القارة الأفريقية بسبب فايروس (Covid-19) كورونا المستجد.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن هناك الآن أكثر من 2400 حالة مؤكدة في جميع أنحاء أفريقيا، وتحذيرات متزايدة من أن الفايروس سيسبب تحديات كبيرة، بسبب شح الخدمات الصحية في القارة التي تفتقر معظمها إلى الموارد الأساسية.
وأوضحت أن مسؤولي منظمة الصحة العالمية يعتقدون أن الإحصاءات عن انتشار فايروس كورونا، التي تم الإبلاغ عنها أقل بشكل كبير من العدد الحقيقي، إذ تم الإعلان عن 60 حالة وفاة فقط حتى الآن، مبينة أنه مما يزيد من المخاوف أن أفريقيا قد تكون البركان الخامد لفايروس كورونا الذي قد ينفجر ثائراً في أي لحظة، في قارة تعج بالملايين من سكانها الذين يعانون الفقر وسوء التغذية، وتستوطنها العديد من القبائل البدائية، وتعتبر مرتعاً للأمراض المزمنة والمعدية، ويسيطر عليها فايروس نقص المناعة (الأيدز)، إضافة إلى أن نظام الرعاية الصحية في أغلب دول القارة شبه مشلول، ويعاني منذ فترة طويلة من نقص حاد في الموارد، والمرافق الحيوية الصحية المحدودة للغاية، ما يجعل السيطرة على انتشار فايروس كورونا فيها من المستحيلات.
وأشارت الجاريان إلى أنه وبشكل مفاجئ سجلت دولة جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي، ارتفاعا حادا بين الإصابات بفايروس كورونا إلى حوالى الثلث، إذ وصل عدد المصابين إلى 709، ارتفاعاً من 554 بين عشية وضحاها، ما دعا رئيس البلاد «سيريل رامافوسا» الخميس الماضي إلى حالة إغلاق مشددة مدتها 21 يومًا، في دولة تضم 56 مليون شخص، في محاولة لتجنب «كارثة ذات أبعاد كبيرة»، مطالباً شعبه بالتحلي بالصبر والشجاعة والوحدة.
وبينت الصحيفة أن من البلدان الأخرى التي أعلنت عن أعداد كبيرة من الحالات؛ الجزائر (264) حالة، ومصر (402) حالة. وتم الإبلاغ هذا الأسبوع عن الحالة الأولى في ليبيا.
وبناء على ذلك، فرضت معظم الدول الأفريقية قيودًا، واتخذت مجموعة من الإجراءات الاستثنائية لمحاولة مكافحة الأزمة، إذ تم تعليق العديد من الرحلات الجوية وخاصة للمسافرين من أوروبا والولايات المتحدة.
وألمحت الجارديان إلى أن هناك مخاوف من أن تؤدي عمليات الإغلاق إلى خلق معاناة كبيرة لفقراء القارة، الذين بالكاد يستطيعون توفير لقمة عيشهم اليومية، كما يعيش معظمهم دون عمل رسمي.