أطلق قبل ما يربو على 20 يوما جملة واحدة، كانت كفيلة أن تصدم مؤيديه قبل معارضيه، وبعدهم العالم بأسره. لم تكفه الصدمة التي غشيت الملايين، بل أعلن بوضوح نوايا حكومته باتباع سياسة «مناعة القطيع» في مواجهة فايروس العصر القاتل «كورونا»، فحبست بلاده أنفاسها استعدادا «لوداع أحبابها»، وما هو أسوأ وأمر.
إلا أن بوصلة كورونا عدلت مسارها، لتتجه مباشرة إليه في المنزل رقم 10 بشارع داوننغ ستريت، أشهر شوارع عاصمة الضباب (لندن)، حيث يسكن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون (55 عاما)، في إحدى المفارقات الغريبة، التي تستوجب التوقف عندها بكثير من التأمل ولو قليلا.سياسة «مناعة القطيع»، العدوى بالمناعة، والاستعداد لفراق الأحباب، أو كما قال جونسون بالأمس القريب، لم يتوقع أنه أول من سيخضع لها وستطبق عليه وأعضاء من حكومته، ليفاجأ المجتمع الإنجليزي بإصابة رئيس الحكومة ووزير الصحة مات هانكوك.وازدادت دهشة البريطانيين، عندما أعلن تدهور الحالة الصحية لجونسون، ليدخل على إثرها غرفة العناية المركزة بمستشفى لندن؛ لتنهار استراتيجية مناعة القطيع، وسط الانتشار الواسع للفايروس في أرجاء إنجلترا؛ لتتأكد أوروبا والعالم أن الوقاية والإجراءات الاحترازية خير من العلاج.