لم يتخل الإمام المحدث أبوعبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني عن مهنة (إصلاح الساعات) التي ورثها عن أبيه حتى مع بلوغ شهرته الآفاق ووفود طلبة العلم إليه لأخذ الحديث على يده. ولد مصحح حديث النبي عليه السلام في مدينة أشقودرة في ألبانيا عام 1914 وكان والده مرجعاً في العلم والإرشاد هاجرت أسرته إلى دمشق فأتم بها دراسته الابتدائية منهجاً علمياً، ولم يقتنع بإتمام الدراسة النظامية فخصص له مساراً بتعليمه القرآن، والتجويد، والنحو والصرف، وفقه المذهب الحنفي، وختم الألباني على يد والده القرآن برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي وبعض كتب اللغة والبلاغة، هذا في الوقت الذي حرص فيه على حضور دروس وندوات العلامه بهجة البيطار، زار الكثير من الدول للتدريس وإلقاء المحاضرات، وله أكثر من 300 مؤلف بين تأليف وتخريج وتحقيق وتعليق. نال جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية لعام 1419هـ ومن أبرز مصنفاته (إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل)، وسلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها، أحكام الجنائز، آداب الزفاف، أداء ما وجب في بيان وضع الوضاعين في رجب، الإسراء والمعراج، الآيات البينات في عدم سماع الأموات، التوسل، تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد، حكم تارك الصلاة، حجة النبي، صلاة التراويح، خطبة الحاجة، تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق، فتنة التكفير، فقه الواقع، نصب المجانيق، وغيرها. أوصى بوقف مكتبته للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وكانت وفاته في يوم السبت الثاني والعشرين من جمادى الآخرة 1420هـ.