امتلك قوة إرادة ونضج إدارة و«كاريزما» هدوء بقيادة.. واكْتَسَبَ قُدْرَة على اختيار ركْبِه المتجانس.. وبَنَى جَوْقةُ مُرتِّلين تعْزِف «أوركسترا» التحدي على أنغام موسيقى الأنامل المبصرة.. وبأجمل التجارب في أحلك الأزمات صَنَعَ قراراته بتوازن مفكر، وعزيمة خبير، ورأي واثق.. إنه رجل الدولة المثقف إياد مدني.
حين اقتبس منهجه البحثي والعلمي من والده المؤرخ الراحل أمين مدني، أَبْرَزَ رواد الحركة الفكرية والبحثية لتاريخ الجزيرة العربية، تَمَكَّنَ من الانغماس في المجالين البحثي والإعلامي بمداد التشبع والإلهام، فاتحاً حينها نافذة للولوج إلى الإبداع ودخول عالم الكتابة الريادية؛ تحريراً وإدارة وتسويقاً واستشارات.
وبهدوء فِطْرة وثبات جأش ونَظْرة عُمق؛ أنزل ملكاته المهنية واقعاً معاشاً محكياً؛ كاتباً وأديباً وصحفياً ووزيراً، وبلغة معجمية وجَهَارة صوت وبيان ساحر جَنَى عنها جِبِّلة تخلُّق وطاقة تَوَثُّب وجمالُ تحلُّق، وبثقافة شمولية أوجد بسجالاته العادلة ائْتِلافاً بين الحُسْنَيَيْنِ؛ البشاشة والجزالة كأنه سلام.
بين مهمة المثقف ووظيفة السياسي سرقت السياسية مثقفاً وأديباً؛ فمن فقه المعرفة وزيراً إلى دهاليز الدبلوماسية أميناً لمنظمة سياسية، ومن مبادئ الثقافة ومناورات السياسة أوجد تعاوناً بين المثقف والسياسي دون تقمص للأدوار أو إفساد للرمزية، ومن «التهريج» السياسي و«السفسطائية» الثقافية صنع نقطة اللاتقاطع بخط وصل على طريقة المدرسة السريالية.
وفي وقت مضى دخل خيوط التصنيفات المجتمعية؛ فأصبح ذلك الرجل الأكثر وسطية الأعلى انتقاداً لسياساته المنفتحة، فلم يَسْلَم أول وزير للثقافة والإعلام بعد دمج القطاعين من طعن تيارين؛ وُصم بالمتدين لتخرجه من بيت عُرف ببروزه في حقول القضاء والعلم والأدب، ووُصف بالليبرالي لإدخاله إلى أجندة الإذاعة والتلفزيون ما اعْتُبِر ذلك الزمن من المحرمات.
برؤية معاصرة وأفكار تنويرية ومحطات حياتية، وبأسلوب المثقف لا الإداري؛ استوعب في سِفِره الفلسفي «سن زرافة» قضايا إشكالية ومراحل كتاباته القديمة عن الثقافة والفكر والهوية، طرح في أروقته أسئلة عميقة حمل بها هموم التجديد وقلق الهوية وثقة التجربة، ونقل جزءاً من سجالات الطبقة المثقفة، واستفز تفكير القارئ للحوار مع الذات، وناقش القيم الفكرية والمبادئ الاجتماعية والتحولات السياسية، وعرَّف معالم الوصول إلى فكر مستقل أصيل خارج الدوائر في العالم العربي منذ نهضته الحديثة.
وبعيداً عن زحمة المسؤوليات الخاصة والعامة، وبين تجربة العمل الخاص وعطاء القطاع العام في خمسة عقود؛ اتجه ذلك المثقف لأجوائه الاجتماعية، ودراساته العلمية، وأطروحاته الفكرية، وأمسياته الثقافية؛ مستمتعاً بإثراء البحث التاريخي والأثري في «جائزة والده أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية»؛ منافسة أتاحت للمهتمين والباحثين آفاقاً وأبعاداً جديدة لدراسة تاريخ المنطقة.
حين اقتبس منهجه البحثي والعلمي من والده المؤرخ الراحل أمين مدني، أَبْرَزَ رواد الحركة الفكرية والبحثية لتاريخ الجزيرة العربية، تَمَكَّنَ من الانغماس في المجالين البحثي والإعلامي بمداد التشبع والإلهام، فاتحاً حينها نافذة للولوج إلى الإبداع ودخول عالم الكتابة الريادية؛ تحريراً وإدارة وتسويقاً واستشارات.
وبهدوء فِطْرة وثبات جأش ونَظْرة عُمق؛ أنزل ملكاته المهنية واقعاً معاشاً محكياً؛ كاتباً وأديباً وصحفياً ووزيراً، وبلغة معجمية وجَهَارة صوت وبيان ساحر جَنَى عنها جِبِّلة تخلُّق وطاقة تَوَثُّب وجمالُ تحلُّق، وبثقافة شمولية أوجد بسجالاته العادلة ائْتِلافاً بين الحُسْنَيَيْنِ؛ البشاشة والجزالة كأنه سلام.
بين مهمة المثقف ووظيفة السياسي سرقت السياسية مثقفاً وأديباً؛ فمن فقه المعرفة وزيراً إلى دهاليز الدبلوماسية أميناً لمنظمة سياسية، ومن مبادئ الثقافة ومناورات السياسة أوجد تعاوناً بين المثقف والسياسي دون تقمص للأدوار أو إفساد للرمزية، ومن «التهريج» السياسي و«السفسطائية» الثقافية صنع نقطة اللاتقاطع بخط وصل على طريقة المدرسة السريالية.
وفي وقت مضى دخل خيوط التصنيفات المجتمعية؛ فأصبح ذلك الرجل الأكثر وسطية الأعلى انتقاداً لسياساته المنفتحة، فلم يَسْلَم أول وزير للثقافة والإعلام بعد دمج القطاعين من طعن تيارين؛ وُصم بالمتدين لتخرجه من بيت عُرف ببروزه في حقول القضاء والعلم والأدب، ووُصف بالليبرالي لإدخاله إلى أجندة الإذاعة والتلفزيون ما اعْتُبِر ذلك الزمن من المحرمات.
برؤية معاصرة وأفكار تنويرية ومحطات حياتية، وبأسلوب المثقف لا الإداري؛ استوعب في سِفِره الفلسفي «سن زرافة» قضايا إشكالية ومراحل كتاباته القديمة عن الثقافة والفكر والهوية، طرح في أروقته أسئلة عميقة حمل بها هموم التجديد وقلق الهوية وثقة التجربة، ونقل جزءاً من سجالات الطبقة المثقفة، واستفز تفكير القارئ للحوار مع الذات، وناقش القيم الفكرية والمبادئ الاجتماعية والتحولات السياسية، وعرَّف معالم الوصول إلى فكر مستقل أصيل خارج الدوائر في العالم العربي منذ نهضته الحديثة.
وبعيداً عن زحمة المسؤوليات الخاصة والعامة، وبين تجربة العمل الخاص وعطاء القطاع العام في خمسة عقود؛ اتجه ذلك المثقف لأجوائه الاجتماعية، ودراساته العلمية، وأطروحاته الفكرية، وأمسياته الثقافية؛ مستمتعاً بإثراء البحث التاريخي والأثري في «جائزة والده أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية»؛ منافسة أتاحت للمهتمين والباحثين آفاقاً وأبعاداً جديدة لدراسة تاريخ المنطقة.