لم يسقط على الدنيا وبيده ملعقة من ذهب.. علَّمه والده أن لا فرق بين البادية والحاضرة.. وفي المدينة النبوية نشأ وتعلَّم وعشق تراثها وقاطنيها.. وإلى مكة انتقل وتعلم من مشايخها وتطَّبع بأخلاق أهلها.. وبين أم القرى وطيبة الطيبة فتح عينيه وبنيت عظامه.. ذلك هو الباحث والأديب المؤرخ الدكتور عاصم حمدان.
عن القرية الآمنة المطمئنة ودار الهجرة، نثر ابن المدينتين المعظمتين إرثاً ثرياً أدبياً وتاريخياً.. وإليهما تدفقت من حروفه ينبوع صاف لمصنفات موروثهما.. ولهما تعلق قلبه وعيناه وأوراقه فاختزن كل ما فيها من تاريخ.. وعن أعيانها وناسها الطيبين نقل تاريخها الأثير بطرقاتها العتيقة وعيونها ونخلها، وكأنها مرت من هنا قبل قليل.
بين دقة وموثوقية ودراسات تاريخية رصينة موسعة؛ صنَّف خزَّان المعرفة التاريخية معالم المدينتين المقدستين الحضارية والفكرية والإنسانية والأدبية والاجتماعية وما اندثر منها، وضع القارئ في حالة استنشاق لحظات من عبق التراث ومعايشته.. وفي رسم تماثلي بياني أدبي، وتدبيج قطعة من تاريخ مكة والمدينة بحرميهما وأوقافهما وأحيائهما وأزقتهما.
من الارتباط بالتاريخ والأدب وتصَّدر الصحافة لكتاباته الأدبية والاجتماعية؛ خضَّب عُشب حروفه الأنيقة بريشة مغموسة في مياه الوجد العميقة بلغة نورانية شفيفة.. ومن أهداف نبيلة أسس عليها قلمه، وظَّف زخرف قلمه الشفاف المدرار على مستقبل الأدب والثقافة ومعايشة هموم الأمة وآلام الناس بنفس زكية وحس مرهف.. كأنه دوحة تحنو على المستظل بها.
من محيط النشأة والعصامية وجَلَد السفر والتنقل، ومن الارتباط بالتاريخ والأدب والثقافة والقراءة والكتابة أثبت للناس أن تاريخ البلدان بتراثها وتاريخها وأدبها وثقافتها تشكّل سُفناً للأفكار لا تتوقف عن السفر في محيطات رأسه، مثل زخات مطر تهبط على جذع شجرة وأوراقها، والوقت هو من ترك المجال لبذور الفكرة أن تتغصن وتتورق وتثمر.
عندما دوَّن أجزاء من سيرته وأحداث حياته؛ كان رهيناً لانسياب ذاكرته وفيضها العفوي دون تراتب زمني لمراحلها في مخزون ذكريات واعية الوقائع.. وفي طور مختلف لفن كتابة تاريخ الذات؛ سطَّرها بصيغة ضمير الغائب لا صيغة "الأنا"، في إطار موضوعي وزمني ومكاني، وبقدر من الروابط التركيبية بجمالياتها الأسلوبية في السيرة.
حين تناول الجوانب المعرفية والثقافية للسياقات الأدبية في الغرب، غيَّر زاوية الرؤية لما لم يُر من قبل، أمعن النظر في عكوف المستعربين على دراسة الأدب العربي، والاحتفاظ بنوادر مخطوطاته الثمينة.. ولما تُرجمت قصص ألف ليلة وليلة من العربية إلى الإنجليزية شعراً، وترسيخها في دوائر الأدباء والباحثين الفرنسيين؛ كشف بأدلته الاستقصائية بواعث اهتمام الرحالة الإنجليز بترجمة التراث العربي.
عن القرية الآمنة المطمئنة ودار الهجرة، نثر ابن المدينتين المعظمتين إرثاً ثرياً أدبياً وتاريخياً.. وإليهما تدفقت من حروفه ينبوع صاف لمصنفات موروثهما.. ولهما تعلق قلبه وعيناه وأوراقه فاختزن كل ما فيها من تاريخ.. وعن أعيانها وناسها الطيبين نقل تاريخها الأثير بطرقاتها العتيقة وعيونها ونخلها، وكأنها مرت من هنا قبل قليل.
بين دقة وموثوقية ودراسات تاريخية رصينة موسعة؛ صنَّف خزَّان المعرفة التاريخية معالم المدينتين المقدستين الحضارية والفكرية والإنسانية والأدبية والاجتماعية وما اندثر منها، وضع القارئ في حالة استنشاق لحظات من عبق التراث ومعايشته.. وفي رسم تماثلي بياني أدبي، وتدبيج قطعة من تاريخ مكة والمدينة بحرميهما وأوقافهما وأحيائهما وأزقتهما.
من الارتباط بالتاريخ والأدب وتصَّدر الصحافة لكتاباته الأدبية والاجتماعية؛ خضَّب عُشب حروفه الأنيقة بريشة مغموسة في مياه الوجد العميقة بلغة نورانية شفيفة.. ومن أهداف نبيلة أسس عليها قلمه، وظَّف زخرف قلمه الشفاف المدرار على مستقبل الأدب والثقافة ومعايشة هموم الأمة وآلام الناس بنفس زكية وحس مرهف.. كأنه دوحة تحنو على المستظل بها.
من محيط النشأة والعصامية وجَلَد السفر والتنقل، ومن الارتباط بالتاريخ والأدب والثقافة والقراءة والكتابة أثبت للناس أن تاريخ البلدان بتراثها وتاريخها وأدبها وثقافتها تشكّل سُفناً للأفكار لا تتوقف عن السفر في محيطات رأسه، مثل زخات مطر تهبط على جذع شجرة وأوراقها، والوقت هو من ترك المجال لبذور الفكرة أن تتغصن وتتورق وتثمر.
عندما دوَّن أجزاء من سيرته وأحداث حياته؛ كان رهيناً لانسياب ذاكرته وفيضها العفوي دون تراتب زمني لمراحلها في مخزون ذكريات واعية الوقائع.. وفي طور مختلف لفن كتابة تاريخ الذات؛ سطَّرها بصيغة ضمير الغائب لا صيغة "الأنا"، في إطار موضوعي وزمني ومكاني، وبقدر من الروابط التركيبية بجمالياتها الأسلوبية في السيرة.
حين تناول الجوانب المعرفية والثقافية للسياقات الأدبية في الغرب، غيَّر زاوية الرؤية لما لم يُر من قبل، أمعن النظر في عكوف المستعربين على دراسة الأدب العربي، والاحتفاظ بنوادر مخطوطاته الثمينة.. ولما تُرجمت قصص ألف ليلة وليلة من العربية إلى الإنجليزية شعراً، وترسيخها في دوائر الأدباء والباحثين الفرنسيين؛ كشف بأدلته الاستقصائية بواعث اهتمام الرحالة الإنجليز بترجمة التراث العربي.