-A +A
إعداد: علي الرباعي Al_ARobai@
لم ينل النظّام مكانته العلمية في المدرسة العقلية إلا لما عرف به ناظم الخرز في سوق البصرة من نبوغ فريد، وحدة ذهن، وصفاء قريحة، واستقلال التفكير وسعة الاطلاع، ولد أبو إسحاق إبراهيم بن سيار بن هانئ البصري المعروف بالنظّام، في البصرة عام (185هـ)، كان من محرري مصطلحات العصر ومنها تكافؤ أدلة علم الكلام، وإبطال الجزء الذي لا يتجزأ، وبنى عليه قوله بالطفرة التي لم يسبقه إليها أحد وأخذ عن الثنوية، وتبنى مذهب تجسيم الألوان والروائح، ودخول الأجسام في حيز واحد. من مؤسسي فن الجدل.

تحفظ على حجية الإجماع القطعي والقياس الظني في الفروع، وأنكر الأخبار التي لا توجب العلم الضروري، من كبار الفقهاء، المثقفین، والمفکرین. وقال عنه أحمد أمين في ضحى الإسلام ( لقد کان المعتزلة بعده عیال علیه) تتلمذ على يديه الجاحظ وقال عنه (لولا مكانَ المتكلمين لهلكت العوامّ من جميع الأمم، ولولا مكانُ المعتزِلة لهلكت العَوَامُّ من جميع النِّحل، ولولا أصحابُ إبراهيمَ وإبراهيمُ لهلكت العوامُّ من المعتزلة) وقال أيضاً "يقول الأوائل یکون فی کل ألف سنة رجل لا نظیر له، فإن کان ذلك صحیحاً، فهو أبو إسحاق النظّام".


دخل وهو صغير على الخليل بن أحمد الفراهيدي وفي يده زجاج، فقال له: صف هذه الزجاجة، قال: أبمدح أم بذم؟ قال:بمدح، قال: تريك القذى، ولا تقبل الأذى، ولا تستر ما وراءها، قال: فذمها، قال: يسرع إليها الكسر ولا تقبل الجبر، قال فصف إليّ هذه وأشار إلى نخلة في داره - قال: بمدح أم بذم؟ قال: بمدح، قال: حلوٌ جناها، باسق منتهاها، ناضر أعلاها، قال: فذمها، قال: صعبة المرتقى، بعيدة المجتنى، محفوفة بالأذى، فقال الخليل يا بني قم بنا فنحن إلى التعلم منك أحوج. توفي النظام في بغداد 231هـ.